«بيت المرشد».. تعرف إلى «مقر القيادة» في إيران

هو ليس مجرد مقر إقامة بل فيه تصاغ السياسات وتدار الأزمات، ومنه تصدر الكلمة الفصل وقت السلم والحرب أيضا.
إنه بيت المرشد الإيراني علي خامنئي، المقر الأكثر حساسية وتأثيرا بالعاصمة الإيرانية طهران، والمربع الرابض وراء جدران محصنة وأنظمة أمنية متعددة الطبقات.
مربع عالي التحصين يعرفه الجميع، لكن لا أحد بإمكانه أن يجزم إن كان بالفعل يضم مقر إقامة المرشد الإيراني أم لا، حيث يظل الموقع الدقيق غير معروف بشكل مؤكد.
يقع بالمنطقة المحيطة ببرج ميلاد والواقعة بين شارعي ستارخان وهفت تير، وهذه المنطقة تعتبر الأكثر أمنا وحراسة في طهران، وتقع بالقرب من شارع فلسطين وميدان فلسطين.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فإن مقر إقامة المرشد يعرف أيضا بـ«بيت القيادة»، وهو عبارة عن مجمع إداري وعسكري متكامل يضم مبان مركزية تحميه قوات من الحرس الثوري وأجهزة أمنية أخرى.
ومن بعيد، يتراءى المربع مغطى بواجهة من الأشجار الكثيفة التي يبدو أنها تشكل جدار حماية إضافي لمكان يعد مقر القيادة العليا في إيران، حيث تصاغ فيه السياسات وتدار الأزمات.
ولا يقتصر المقر على الجزء الرابض منه تحت الأرض، فقوته الأساسية تكمن في الجزء المدفون تحتها.
فأسفل ذلك المبنى تقع شبكة من الأنفاق والملاجئ المحصنة المصممة خصيصا للاجتماعات في زمن الأزمات والحروب أو للتعامل مع أسوأ السيناريوهات المحتملة.
ففي ذلك المقر الذي تتخذ فيه أكثر القرارات حساسية، توجد خارطة التعامل مع أكثر الاحتمالات كارثية.
وليس ذلك فقط، بل يضم المبنى أيضا مكاتب لكبار الجنرالات ومستشارين في أهم المجالات، ما يعني أنه في حال قرر المرشد اتخاذ قرار، فما عليه سوى الاجتماع بالقيادات المعنية، ومن ثمة، يصدر القرار.
مبنى شبيه في عمقه بغرف عمليات لا تهدأ ومتعددة الوظائف، ولا يعكس بأي حال واجهته الهادئة في تلك المنطقة الراقية بالعاصمة الإيرانية.
فيما يظل السؤال الأبرز: هل يقيم المرشد الإيراني هنا فعلا؟
شائعات ورد وحرب
في وقت سابق، نفت وسائل إعلام إيرانية استهداف مقر إقامة المرشد خامنئي بعد ظهوره وتحديد مكانه، وذلك في سياق الحرب غير المسبوقة مع إسرائيل.
واليوم الأربعاء، وصف خامنئي دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران لـ"الاستسلام غير المشروط"، بأنّها "غير مقبولة".
وقال خامنئي في بيان بُثّ على التلفزيون الرسمي الإيراني: "في إعلان غير مقبول، دعا الرئيس الأمريكي صراحة الإيرانيين إلى الاستسلام"، مضيفا أنّ "التهديدات لن تؤثر على سلوك الأمة الإيرانية".
وتابع خامنئي الذي يتولّى منصبه منذ العام 1989، إنّ "الأمة الإيرانية ستصمد في وجه حرب مفروضة، مثلما ستقف بقوة في وجه سلام مفروض".
وأمس الثلاثاء، قال ترامب إن الولايات المتحدة لن تقتل "في الوقت الحالي" خامنئي، محذرا إياه من شنّ هجمات إضافية على إسرائيل، وملمحا إلى أن على طهران "الاستسلام غير المشروط".
وجاءت منشورات ترامب بشأن إيران على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، في ظل تزايد التكهنات بشأن ما اذا كانت واشنطن ستتدخل الى جانب حليفتها إسرائيل التي تشنّ منذ أيام هجوما واسعا على إيران، ترد الأخيرة عليه عبر ضربات صاروخية، في مواجهة غير مسبوقة بين البلدين.