الضربة المؤجلة.. كيف استعدت إسرائيل لـ«معركة إيران»؟

حتى ما قبل عدة أشهر، لم تكن إسرائيل، تستعد لعملية فعلية في إيران، حتى وإن كانت تخطط لها عسكريا منذ فترة طويلة.
ولأنها لم تكن تستعد لعملية فعلية في إيران، فإن بنك أهدافها بإيران كان شبه فارغ، ولكن ما لبثت أن وضعته سريعا.
وتحت عنوان "تفاصيل جديدة ودراماتيكية وراء كواليس الاستعدادات للعملية"، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "تُظهر التفاصيل أنه حتى قبل بضعة أشهر، لم تكن إسرائيل مستعدة لحملة واسعة النطاق ضد إيران، وكان بنك الأهداف شبه فارغ".
وتابعت: "لكن الاستعدادات المتسارعة والمكثفة التي قامت بها شعبة الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو هي ما مكّنت من تحقيق النجاحات العملياتية والاستخباراتية التي تجري الآن".
وفي التفاصيل، بدأت ترتيبات المعركة في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2024، في خضم الحرب ضد حزب الله، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي استعدادات عملية وملموسة للحرب ضد إيران.
ونقلت الإذاعة عن ضابط كبير: "وجدنا كأسًا فارغة. كانت قدرات سلاح الجو عامة، والبنية التحتية المعرفية عميقة، لكن بنك الأهداف كان فارغًا. أُهمل الأمر لسنوات، لأنهم اعتقدوا على مر السنين أن المواجهة ستكون من خلال عمليات سرية للجيش الإسرائيلي والموساد، وربما خطوة تكميلية من سلاح الجو".
الإذاعة قالت: "في نوفمبر/تشرين الثاني، عقد الجيش الإسرائيلي مؤتمرًا استراتيجيًا سريًا لكبار ضباط شعبة الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو، بهدف تحديد مراكز الثقل في إيران التي يجب مهاجمتها بفعالية لضرب الإيرانيين".
وقالت: "لمدة عشر ساعات، اندمج مئات الضباط في مكان واحد للتفكير معًا، وكان الاستنتاج الرئيسي الذي توصلوا إليه: مفتاح النجاح هو التفوق الجوي. فقط ضربة فعّالة لأنظمة صواريخ أرض-جو الإيرانية، وتوفير حرية عمل جوية في الأجواء الإيرانية، كفيلان بتحقيق جميع الأهداف الأخرى المرجوة".
وعلى إثر ذلك، شكّل الجيش الإسرائيلي فريقًا مشتركًا من 120-130 عنصرًا من الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو بهدف حل لغز "التفوق الجوي" في إيران.
مرت الأشهر، وعمل الفريق، ولم يتحقق أي تقدم يُذكر.
نقطة تحول
يصف مسؤول كبير في شعبة الاستخبارات العسكرية الوضع قائلًا: "وصلنا إلى يناير/كانون الثاني، وبدأنا نشعر بالتوتر. أدركنا أننا نسير في طريق سيئ، وأننا في طريقنا إلى الفشل، وأننا سنخبر رؤسائنا أننا لن نتمكن من تنفيذ المهمة".
ولكن في فبراير/شباط ومارس/آذار، تحقق الاختراق، وبدأت حملة تضييق الخيارات.
وقال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي: "أدرك الجيش أنه يجب استحداث حل استخباراتي مختلف لكل نظام دفاع جوي إيراني. يجب تحديد موقع كل نظام باستخدام أسلوب استخباراتي مختلف".
ومع ذلك، ورغم حملة التضييق، ظل بنك الأهداف فارغًا. لم يتضمن سوى بضع عشرات من الأهداف، وكان من الواضح أن هذا لن يكون كافيًا لحرب قد تطول.
لذلك، عينت شعبة الاستخبارات، فرقا مُخصصة لبناء بنك الأهداف الإسرائيلي في إيران.
كان كل فريق مسؤولًا عن نوع مختلف من الأهداف - الصواريخ الباليستية، القيادة، الدفاع الجوي، النووي، الاقتصاد، وغيرها.
وقال مسؤول في شعبة الاستخبارات: "كان كل يوم يبدو أفضل من اليوم السابق، ووصلنا إلى مرحلة شعرنا فيها بنضج أكبر".
تقديرات مدة الحرب
وتشير إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن "الجيش كان يبحث عن اللحظة المناسبة التي تجتمع فيها العناصر التي ستُمكّن من توجيه الضربة الافتتاحية".
وقالت: "بدأت الأمور تتقارب في تاريخ واحد - عندما وصلت إيران إلى مرحلة متقدمة جدًا في التكنولوجيا النووية، وبلغت الصواريخ الباليستية مرحلة التطور، وكانت خطة تدمير إسرائيل عبر فروعها في الشرق الأوسط تنضج وتتقدم".
وأضافت: "أصبحت الظروف مهيأة - اتُخذ القرار - وانطلقت العملية".
تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أنه خلال أسبوع تقريبًا، سيكون من الممكن إكمال الهجوم على الأهداف النووية في إيران.
ونقلت إذاعة الجيش عن مسؤول في الجيش الإسرائيلي أنه "في غضون أسبوع تقريبًا، سيكون من الممكن إكمال الهجوم على جميع الأهداف النووية المُعدّة للحملة. هناك احتمال أن يستغرق الأمر أسبوعًا إضافيًا، ولكن هذه هي الجداول الزمنية التقريبية".
وأضاف المسؤول: "يشمل بنك الأهداف ثلاثة أنواع من الأهداف: النووية، والصواريخ الباليستية، والدفاع الجوي الإيراني".