"البجا".. من هم قادة احتجاجات شرق السودان؟
لأكثر من أسبوعين يعيش السودان على وقع تصاعد حركة احتجاجات مطلبية في شرق البلاد، تطورت إلى إغلاق طرق ومنشآت حيوية، فمن وراءها؟.
برزت قبائل "البجا" وقائدها المثير للجدل محمد الأمين ترك، في المشهد، كمحرك رئيسي لهذه المظاهرات، ما أثار فضول الكثيرين للتعرف على تاريخ وجذور هذه القبيلة العريضة؛ التي تضم عشرات المكونات.
ويُجمع المؤرخون على أن قبائل البجا ذات جذور عريقة، يعود تاريخها في المنطقة إلى 5 آلاف سنة، وهم عصارة أمم متنوعة، صهرتهم اللغة والثقافة والأرض.
وتضم هذه القبيلة مكونات رئيسية هي: الهدندوة، البني عامر، والحلنقة، والبشاريين، الأشراف، الأرتيقة، الشياياب، العبابدة، الكميلاب، الملهيتنكناب.
وتعد إثنية الهدندوة التي ينتمي إليها الناظر -ويعني عميد قبيلة" محمد الأمين ترك، أكبر قبائل البجا، من حيث التعدد، وتمتاز بطقوس خاصة، وعادات مختلفة في الزواج وغيره.
ويقول رئيس المركز الثقافي لشرق السودان أبوعلي أكلاب موسى، في إحدى كتاباته إن تاريخ ظهور البجا للعالم قديم، ويعود إلى حوالي 4 آلاف سنة، قبل الميلاد، بينما يوجد جدل حول المناطق التي قدموا منها؛ فالبعض يعتقد أنهم قادمون من مصر وأثيوبيا واليمن، ولكن لا وجود لإجابات قطعية.
وتشير معطيات إلى أن جذور البجا تعود إلى مملكة كوش المسيحية، فهم أبناء سام بن نوح عليه السلام.
ويحفظ التاريخ لهذه القبيلة التميز بصفات الكرم والشجاعة؛ ويذكر المؤرخون وقفتهم القوية مع أمير الشرق عثمان دقنة، الذي سهلت مقاومته للثورة المهدية تحرير الخرطوم من الحكم الإنجليزي.
مناطق الانتشار
وتسكن قبائل البجا، ما بين ساحل كسلا والبحر الأحمر ونهر النيل في السودان، وعلى امتداد الشمال، مروراً بمنطقة مثلث حلايب وجنوباً ما بين باضع (مصوع حالياً).
كما تمتد القبيلة إلى جزر دهلك إلى منطقة بركة في داخل الحدود الإرتيرية، ومن ثم الامتداد غربا إلى قلع النحل، والقلابات والقضارف والبطانة، ونهر عطبرة في السودان.
ويغلب على قبائل البجا الطابع البدوي وما يمتاز به من بساطة وشجاعة وكرم، بينما تلتزم نساؤهم بغطاء الوجه، ولا يذهبن للتسوق في أغلب الأحيان، ويمتزن بالحياء لدرجة تجعلهن لا يتناولن الطعام والشراب أمام الناس.
وقبائل البجا عموما ذات عادات وتقاليد متقاربة، ولباسهم متشابه إلى حد ما، ونظام الغناء والرقص لديهم متقارب.
ويشير المؤرخون إلى أنه في القديم قامت حروب عديدة داخل بطون البجا، لكنها توقفت الآن، وتحول إلى تداخل وتزاوج، خصوصا بين قبيلتي البني عامر والهدندوة، وهما من أبرز قبائل البجا، ويتحدث الهدندوة بلهجة البداويت، وآخرون التقري.
وطالما شكت قبائل البجا من التهميش السياسي والتنموي، وقادت حروباً ضارية ضد الحكومة المركزية في الخرطوم في حقبة تسعينيات القرن الماضي، وحتى حلول الألفية الثانية، عبر جبهة الشرق- مؤتمر البجا، والتي انتهت باتفاقيات سلام.
وتخوض البجا حالياً حراكاً وعصياناً قضى بإغلاق طريق بورتسودان – الخرطوم، الذي يعدّ بمثابة شريان الحياة للسودان، كونه يربط الموانئ الرئيسية على ساحل البحر الأحمر، والتي يُعتمد عليها في استيراد 70% من احتياجات البلاد.
كما ألغق الحراك مطار بورتسودان لساعات، وأوقف خطوط تصدير واستيراد البترول الخاص بدولتي السودان وجنوب السودان، قبل أن يعاد فتح خطوط النفط بعد زيارة الوفد المركزي بقيادة عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي.
وكان الوفد المركزي قد طلب من المحتجين فتح الطرقات والجلوس على طاولة حوار لحل الأزمة، فيما طلبت نظارات (قيادات) البجا والعموديات المستقلة، التي تقود الحراك مهلة أسبوع للتشاور.aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OCA= جزيرة ام اند امز