خرائط حية لتتبع الطائرات المسيرة في أنحاء العالم.. لمواجهة الهجمات «الهجينة»
اقترح وزير الداخلية البلجيكي برنارد كوينتن تسجيل تحركات جميع الطائرات المسيّرة لكشف أي توغلات أجنبية في أجواء أوروبا بشكلٍ أفضل.
وفي الشهر الماضي، أسقطت طائرات تابعة لحلف الناتو طائرات روسية مسيرة دخلت المجال الجوي البولندي.
كما رُصدت طائرات مسيرة مشبوهة في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الدنمارك وبلجيكا، مما دفع إلى اقتراح إنشاء "جدار دفاعي ضد الطائرات المسيرة" للدفاع عن حدود القارة وبنيتها التحتية.
ولدى برنارد كوينتن خطة أبسط بكثير لكشف الطائرات المسيرة الأجنبية في المجال الجوي للاتحاد الأوروبي، حيث قال في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، "أعتقد أنه يجب علينا التأكد من تسجيل جميع الطائرات المسيرة".
ووفقًا لوزير الداخلية، فإن رؤية أجسام غريبة في السماء ليست أمرًا جديدًا بالضرورة، وصناعة خريطة تتبع حية للاجسام الطائرة أمر شائع في قطاع الطيران، ففي العام الماضي، رُصدت حوالي 31 ألف طائرة مسيرة بالقرب من مطار بروكسل.
وقال كوينتن إنه لم يتضح بعد عدد الطائرات المشبوهة، وعدد الطائرات التي تخص مدنيين حلّقوا بطائراتهم المسيرة بالقرب من بنى تحتية حيوية.
وللتمييز بين النوعين، يقترح كوينتين نظام تسجيل يوفر "صورة آنية لرحلات هذه الطائرات المسيرة" على غرار أجهزة تتبع الطائرات.
ويقترح أن تكون الطائرات المسيرة المسجلة قابلة للتمييز عن الطائرات المجهولة في النظام.
وقال، "إذا لم تكن مسجلة، فيجب إرسال البيانات إلى جهاز أمني قادر على التصرف".

ويأتي هذا الاقتراح في الوقت الذي تشن فيه روسيا بشكل متزايد ما يسمى بالهجمات "الهجينة" ضد الدول الأوروبية، بما في ذلك حوادث الأمن السيبراني والتخريب.
وقال كوينتن إن السلطات البلجيكية تواجه هجمات إلكترونية يومية من روسيا وجهات أجنبية أخرى على أنظمتها.
وأضاف أنه من "الواضح" وجود أنشطة تجسس روسية في بلجيكا، نظرًا لاستضافة مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والوضع الجيوسياسي الحالي.
ودعا وزير الداخلية البلجيكي إلى حلول أوروبية للتصدي للطائرات المسيرة، وقال، "من الأفضل دائمًا أن تكون الأمور على المستوى الأوروبي، وبهذه الطريقة يكون لدينا شكل من أشكال التوحيد القياسي".
وقال أيضا، "النظام الأمثل هو أن يكون لدينا على الأقل تسجيل أوروبي وقاعدة بيانات مشتركة"، مضيفًا أن هذا سيسمح بإنشاء "نظام تنبيه".
لكنه أشار أيضًا إلى أن الحل الأوروبي قد يستغرق وقتًا، وأوضح "فيما يتعلق بنا، في الوقت الحالي، أعتقد أننا سنمضي قدمًا على المستوى البلجيكي فيما يخص هذه الفكرة".