الدبلوماسي الإرهابي.. هل تسلم بلجيكا "أسدي" لإيران؟
معاهدة مثيرة للجدل قد تسمح بإعادة دبلوماسي إيراني مسجون في بلجيكا عقب إدانته بالإرهاب قبل أكثر من عام.
وسبق أن طالبت إيران بلجيكا بالإفراج عن الدبلوماسي أسد الله أسدي الذي أدانته محكمة أنتويرب (شمال)، في 4 فبراير/ شباط 2021، بالسجن 20 عاما.
واليوم الثلاثاء، يناقش البرلمان البلجيكي التصديق على معاهدة مع طهران من شأنها أن تمكن "الدبلوماسي الإرهابي"، كما تصفه وسائل إعلام- من العودة إلى طهران.
وذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن إيران طالبت بلجيكا صراحة بإطلاق سراح أسد الله أسدي المدان على خلفية مشاركته في التخطيط لتفجير كان من المفترض أن يستهدف تجمعا لمعارضي النظام الإيراني في فرنسا.
ورفضت الحكومة البلجيكية تفسير الحاجة الملحة للمعاهدة، رغم أن وسائل الإعلام البلجيكية أفادت، الإثنين، بأن إيران كانت تحتجز مواطنا بلجيكيا في السجن منذ فبراير/ شباط الماضي، ربما كورقة ضغط.
اتفاق سياسي؟
المعاهدة قد تمهد أيضا الطريق أمام اتفاق سياسي في المستقبل بشأن أحمد رضا دجالالي، الذي حكمت عليه محكمة إيرانية بالإعدام عام 2017 بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.
لكن ينفي دجالالي، الباحث السابق بمعهد كارولينسكا بجامعة الطب في ستوكهولم ومحاضر زائر في جامعة فريجي في بروكسل، تلك الاتهامات.
وضغطت بلجيكا والسويد من أجل إطلاق سراحه على مدار سنوات، ومع ذلك، لن تسري عليه المعاهدة فورًا؛ بما أنه لا يحمل الجنسية البلجيكية.
ويحتجز العديد من المواطنين الغربيين في إيران بتهم ملفقة، ولطالما مثلت تلك القضايا أحد أصعب التحديات في العلاقة الشائكة بين الدول الأوروبية وإيران.
وقبل أشهر، سددت المملكة المتحدة دينا لإيران يعود تاريخه إلى السبعينيات، لتدفع فدية بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني مقابل تحرير مواطنين بريطانيين من أصل إيراني.
انتقادات
لكن أثبتت خطوة بلجيكا، التي تتناول إطلاق سراح شخص مدان بالإرهاب في المحاكم البلجيكية، أنها أكثر إثارة للجدل، حيث أثارت غضب منتقدي إيران الأوروبيين، بالإضافة إلى أعضاء المعارضة الإيرانية بالمنفى.
وفي حين يجرى العمل على المعاهدة منذ شهور، يأتي الإجراء في البرلمان البلجيكي في وقت يشعر فيه القادة الأوروبيون بالذعر جراء أسعار الطاقة واستعدادهم لإصلاح العلاقات مع طهران على أمل أن تستأنف دورها كمورد رئيسي للنفط والغاز.
وسيتطلب ذلك حل الخلافات المستمرة مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي، وهو ما لن يكون سهلًا، لكن مع نية الدول الأوروبية قطع إمدادات الطاقة الروسية، ينظر إلى إيران باعتبارها أحد المصادر البديلة القليلة، بحسب "بوليتيكو".
ووقعت بلجيكا وإيران على المعاهدة الجديدة في مارس/آذار الماضي، والآن يتم دفعها عبر البرلمان بسرعة، حيث يستهدف المشرعون المصادقة عليها قبل العطلة الصيفية البرلمانية.
وستمكن المعاهدة الإيرانيين المدانين في بلجيكا بقضاء فترة سجنهم في إيران، على أن ينطبق الأمر نفسه على البلجيكيين المدانين لدى طهران.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTkyIA== جزيرة ام اند امز