بلقاسم حفتر يكشف لـ«العين الإخبارية» تفاصيل إعمار ليبيا وإعادة درنة للحياة
كشف بلقاسم حفتر رئيس "صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا" عن حجم الإنجازات التي حققها الصندوق في إعادة بناء ليبيا.
وعدد بلقاسم حفتر لـ"العين الإخبارية"، الذي يشرف على عملية التنمية والإعمار في الجنوب، التحديات، قائلا إن "الإهمال وصرف الأموال الطائلة دون تنفيذ مشروعات على أرض الواقع على مدى 10 سنوات تسبّبا في معاناة الليبيين هناك".
وانعكس هذا "الإهمال" وغياب التطوير والصيانة على تدهور البنية التحتية، وظهر في تهالك المباني الصحية والتعليمية وشبكات الطرق والكهرباء، وفق بلقاسم حفتر.
افتتاح مشروعات جديدة
نجح مؤتمر إعمار جنوب ليبيا، الذي انعقد يومي الخميس والجمعة، 5-6 سبتمبر/أيلول الجاري، برعاية الحكومة المكلفة من البرلمان، وصندوق التنمية، والجيش الوطني الليبي، في مدينة سبها، تحت شعار "من التهميش إلى الإعمار"، في استقطاب المستثمرين من عدة جهات، خاصة مع ما وفّره الجيش الوطني الليبي من مناخ آمن ومستقر يناسب الاستثمار.
وقبل ساعات من انطلاق المؤتمر، وكذلك بعد انتهائه، افتتح رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان أسامة حماد، بصحبة بلقاسم حفتر، عدة مشروعات في جنوب البلاد، منها مستشفى النساء والولادة في مدينة سبها، وقسم الكلى بمركز سبها الطبي، في تأكيد على تنفيذ الحكومة التعهدات الخاصة بإعمار المنطقة.
وأوضح حفتر أن الصندوق افتتح مستشفى النساء والولادة في مدينة سبها، وقسم الكلى بمركز سبها الطب، كما تم البدء في مركز سبها الطبي ومستشفى في مدينة مرزق ومستشفى في براك الشاطئ، والتي كانت تعمل بأقل من نصف السعة الاستيعابية مع تهالكها لأعوام.
وأردف أن الاستراتيجية الحالية للصندوق الاهتمام بالصحة بالدرجة الأولى والمباني التعليمية، خاصة الجامعات في منطقة سبها والمتهالكة جدا، التي لم تجرى لها صاينة أو تبنى أي مبان بها منذ سبعينيات القرن الماضي.
مشاريع بالمئات
وأوضح أن عدد المشاريع التي بدأها أو نفذها الصندوق تتجاوز المئات، خاصة في بنغازي ودرنة والبيضاء، وطبرق ومرزق والكفرة وبراك الشاطئ، وسرت وغيرها من المدن في الشرق والوسط والجنوب.
وأوضح حفتر أن العمل في مدينة درنة بدأ مع مطلع العام الحالي 2024، وصل إلى إنجاز تفوق 70%، ليس ما أخذه السيل فقط، فالمدينة متهالكة من قبل الكارثة ولم تشهد أي صيانة أو تطوير لسنوات، وتولى الصندوق إعمار المباني التعليمية والصحية وشبكة الكهرباء والطرق والبنية التحتية، بصيانة شاملة كاملة وإنشاء أخرى جديدة.
وأردف أن الصندوق استكمل حتى الآن في درنة نحو ألفي وحدة سكنية وأنشأ 1500 وحدة سكنية بسبب العجز الكامل الكبير بالسكن في مدينة درنة بالأخص.
وكشف حفتر أنه خلال هذا الشهر سيبدأ الصندوف في استكمال 20 ألف وحدة سكنية في مدينة بنغازي، بسبب مشكلة السكن في المدينة وتوسع السكاني في المدينة، لتستكمل المشروعات في المدة المتفق عليها.
وسبق أن أطلقت الحكومة وصندوق التنمية والإعمار عملية إعادة إعمار الجنوب، فبراير/شباط الماضي، وتتضمّن تطوير وبناء عدد من المشروعات وصيانة البنى التحتية، وعلى إثر ذلك توافدت الشركات المحلية والأجنبية على مدن الجنوب، للبدء في مشروعات الإعمار والتنمية في جميع المرافق والقطاعات.
مِن الإرهاب إلى الإعمار
اللافت للنظر أن المنطقة التي تشهد هذا النشاط المكثّف للبناء هي ذاتها التي كانت مركز الإرهاب والدمار والتفجير والخراب منذ عام 2011.
ووفق مختصّين في الشأن الليبي فإن ما أدى للتحوّل في واقع المنطقة هو الأمن الذي فرضه الجيش الليبي، منذ أطلق معارك "عملية الكرامة" ضد الجماعات الإرهابية في عام 2014، التي كانت تنشر الفوضى في الشرق والجنوب، ما هيّأ المناخ الجاذب للاستثمار.