بن غفير يفتخر بعقاب الأسرى الفلسطينيين.. لماذا الآن؟
«أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ساءت بالفعل (..) وأنا فخور بذلك»، تصريح لوزير إسرائيلي، تفاخر فيه بعقاب السجناء الفلسطينيين، مما أدى إلى تدهور أوضاعهم.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس» (تويتر سابقا)، إن أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية «ساءت بالفعل (..) أوقفنا الكانتين (أي موقع بيع مستلزمات شخصية في السجون) وأنا فخور بذلك وليس لدي نية للخضوع لإملاءات حماس».
فلماذا الآن؟
تصريح بن غفير يبدو أنه محاولة لنفي تقرير نشرته صحيفة «التلغراف» البريطانية، والذي قالت فيه إن بن غفير تلقى شريط فيديو من «حماس»، يظهر تعذيب رهائن إسرائيليين في غزة، ردا على تعذيب أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة البريطانية: «حماس تصور تعذيب الرهائن الإسرائيليين، في محاولة لإجبار الدولة العبرية، على تخفيف الظروف المعيشية للسجناء الفلسطينيين».
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهما: «في أحد مقاطع الفيديو، يخاطب أعضاء حماس مباشرة إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي الذي يتحكم في سياسة السجون».
وأضاف المسؤولان: «يظهر الفيديو رهائن يتعرضون للتعذيب، بينما تحذر حماس من أن الظروف الأكثر قسوة للسجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل تؤثر على رفاهة الرهائن في غزة».
لكن بن غفير نفى تقرير الصحيفة البريطانية، قائلا: «حماس لم ترسل لي أي فيديو (..)أرفض التعاون مع دعاية حماس: يجب أن تتحدث مع حماس فقط من خلال القوة».
وبحسب الوزير الإسرائيلي، فإنه «يجب هزيمة حماس وعدم الخضوع لإملاءاتها التي تطالب بالاستسلام: يجب احتلال أراضي قطاع غزة بشكل دائم، ويجب وقف المساعدات الإنسانية، ويجب هزيمتها».
ولم يسبق أن أشار أي تقرير إسرائيلي إلى تعذيب رهائن إسرائيليين في غزة. كما أن عشرات الرهائن الإسرائيليين الذين عادوا من خلال الاتفاق نهاية العام الماضي لم يشيروا الى تعرضهم للتعذيب.
لكن تقارير دولية وفلسطينية وإسرائيلية تحدثت عن تدهور حاد في أوضاع آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، نتيجة السياسات الجديدة التي فرضها بن غفير بصفته وزيرا للأمن القومي.
وتقدر سلطة السجون الإسرائيلية وجود أكثر من 9600 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
وتقول المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والإسرائيلية والدولية إنه نتيجة لحملة الاعتقالات الواسعة في الضفة الغربية منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن السجون تعاني من الاكتظاظ الشديد.
يضاف إلى هذا خفض كميات الطعام إلى الحد الأدنى، ومنع بيع المستلزمات اليومية للأسرى في السجون وتقليص الزيارات العائلية.
ويقول أسرى فلسطينيون أفرج عنهم في الأشهر الأخيرة، إن سوء الأوضاع في السجون غير مسبوق منذ العام 1967، مشيرين إلى أن السجناء يفقدون أوزانهم بشكل ملحوظ بحيث بات من الصعب معرفة الأسرى بعد خروجهم من السجن حتى من أقاربهم.
تفضيل الموت
لكن أصعب هذه التقارير كان ما أشارت له هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينيين، اليوم الأحد، قائلة إن «الممارسات الفاشية في سجن عوفر تدفع الأسرى لتفضيل الموت على الحياة».
وقالت الهيئة في بيان تلقته «العين الإخبارية»: «أكد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين بعد زيارته لسجن عوفر (قرب رام الله) أن ادارة السجن ما زالت مستمرة بحملتها الشرسة ضد الأسرى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بل اصبحت تبتكر طرقا ووسائل جديدة، لتضييق الخناق على الأسرى وقتلهم ببطء».
وأشارت في هذا السياق إلى أن «هناك 7 محاولات انتحار لأسرى، بسبب سوء الظروف الاعتقالية ووحشية السجانين واستهدافهم بسلاح التجويع والاهمال الطبي، حيث أصبح الأسرى يفضلون الموت والاستشهاد على هذه الحياة البائسة».
وتابعت: «الاسرى يتعرضون للضرب أثناء الاعتقال وفي السجن، خاصة إذا تأخروا عن العدد ولم يستيقظوا على الوقت - الساعة 4 فجرا - من كل يوم، حيث يتم سحب الفرشة وضرب الأسير والتنكيل به».
وأضافت: «تعرض أحد الأسرى إلى الحرق في أثناء استحمامه، بسبب اضطراره للاستحمام بمياه شديدة السخونة ولم يتم علاجه، حيث قام بوضع معجون أسنان مكان الحرق للتخفيف من أثره، علما أن التحكم بالمياه من حيث درجة حرارته يكون من خلال إدارة السجن عن بعد».
وضربت أيضا مثالا للأسير عمرو أبو خليل مريض السرطان الذي «يتلقى جلسات كيماوي»، مشيرة إلى أنه «في موعد أحد الجلسات تم إلغاؤها، وتعرض الأسير للضرب وأعيد إلى السجن».
كما قالت إن «الأسير بشير زغلول قاسم خطيب، 38 عاما من بلدة بير زيت/ رام الله، تعرض للضرب المبرح في أثناء الاعتقال، ويعاني من فقدان الوزن، حيث خسر أكثر من 12 كيلو من وزنه منذ اعتقاله بتاريخ 18 فبراير/شباط الماضي».
وأضافت: «تم تحويل غرفة الكانتين وغرفة الغسيل وغرفة الصف، إلى غرف اعتقالية ووضع حمام بداخل كل منها».
وتابعت هيئة شؤون الأسرى: «يقبع في كل غرفة 11 أسيرا كحد أدنى، ينام 5 منهم على الأرض، والباقي على أسرة حديدية، ويفتقرون لأدنى المقومات الحياتية من ملابس وأغطية وطعام».
aXA6IDE4LjE5MC4yMTkuMTc4IA== جزيرة ام اند امز