أول مسؤول أمريكي يزور بنغازي منذ 5 سنوات
نائب رئيس البعثة الأمريكية يصل إلى مدينة بنغازي الليبية، وفق بيان لسفارة واشنطن
وصل دبلوماسي أمريكي، الأحد، إلى بنغازي شرقي ليبيا، في أول زيارة لمسؤول أمريكي منذ نحو 5 سنوات، حيث أجرى مشاورات مع عدد من الشخصيات الليبية.
ووصل نائب رئيس البعثة الأمريكية في ليبيا جوشوا هاريس إلى مدينة بنغازي للمرة الأولى منذ أن علّقت الولايات المتحدة نشاطاتها الدبلوماسية في ليبيا في عام 2014.
وقالت السفارة الأمريكية في ليبيا، في بيان نشرته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن هذه هي الزيارة الأولى من نوعها إلى مطار بنينا بمدينة بنغازي منذ أن جمدت واشنطن نشاطاتها الدبلوماسية في ليبيا.
وتابعت أن الزيارة تأتي لإجراء مشاورات مع مجموعة من الشخصيات الليبية حول الجهود المبذولة لإنهاء القتال حول طرابلس والسعي لتحقيق العدالة للضحايا الأمريكيين الذي قضوا جراء هجوم سبتمبر/أيلول 2012 ضدّ المنشآت الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي.
وفي سبتمبر/أيلول من عام 2012، هاجمت مجموعة مسلحة مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي، ما أدى لمقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز.
ولم تكشف السفارة الأمريكية عن الشخصيات التي التقاها الدبلوماسي الأمريكي.
وتعليقا على الزيارة، قال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي: "أمريكا تعتبر القوات المسلحة الليبية شريكا في مكافحة الإرهاب".
وتابع المحجوب لـ"العين الإخبارية": "نحن هدفنا واحد؛ فالإرهاب خطر عالمي مثلما هو خطر محلي نحن شركاء في مكافحة الإرهاب.. اشتراكنا في هذا العمل يتطلب تنسيقا وترتيبا وتعاونا وهذا شيء طبيعي".
ورفض خالد المحجوب إعطاء أي تفاصيل عن الزيارة والشخصيات التي التقاها نائب السفير الأمريكي.
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي جمال شلوف، رئيس منظمة سلفيوم للدراسات والأبحاث، إن زيارة هاريس إلى بنغازي، تحمل في طياتها مؤشرات مهمة حول مجموعة قضايا.
ولفت شلوف، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن بنغازي صارت حاليا، من وجهة نظر الأمريكان، مكانا آمنا يمكن للبعثات الدبلوماسية التوجه إليه والتجول به، وذلك بعد تخلصها من سيطرة الجماعات اﻹرهابية بفضل عمليات الجيش الليبي وتأمين المدينة.
وأضاف أن عمليات الجيش أدت إلى استقرار الوضع الأمني في بنغازي لدرجة صار من الممكن عودة النشاط الدبلوماسي إليها، خاصة بعد إعادة افتتاح مقر بعثة الأمم المتحدة بالمدينة.
وأشار شلوف إلى أن السفارة الأمريكية قالت إن من ضمن أهدافها "السعي لتحقيق العدالة بخصوص حادثة مقتل السفير الأمريكي وطاقم السفارة في هجوم سبتمبر 2012".
ولفت إلى أن ذلك يؤشر على مدى التعاون الكبير بين الجيش الليبي والسلطات الأمريكية، مشيراً إلى أن ذلك مؤشر على "تعاون ما سيتم بين الأمريكان ووزارة العدل التابعة للحكومة المؤقتة بخصوص الواقعة".
وقال إن "حدوث ذلك يقلص اعتبار حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج ممثلا وحيدا لليبيا دوليا، وأنه من الممكن التعامل مع الحكومة المؤقتة وليس فقط حكومة السراج".
وتزامنت زيارة المسؤول الأمريكي إلى بنغازي مع تصريحات المتحدث باسم القيادة الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" العقيد كريس كارنس، إذ أكد أن 4 غارات جوية أمريكية قضت على 25% من الإرهابيين التابعين لتنظيم داعش الموجودين في ليبيا.
وأشار المتحدث، في تصريحات إعلامية السبت، إلى أن تلك العناصر كانت تتجمع في معسكرات بالجنوب الليبي لتجنيد عناصر جدد، مضيفاً أن قوات أفريكوم ستستمر في مراقبة الوضع حتى لا تصبح ليبيا محطة رئيسية للإرهابيين مجدداً.
وتتنازع السلطة في ليبيا حكومتان إحداهما شرق البلاد (الحكومة المؤقتة) وتحظى بدعم البرلمان الليبي، وأخرى تسيطر على طرابلس وبعض مدن الغرب الليبي وتحظى باعتراف دولي دون ثقة البرلمان الليبي.
ويخوض الجيش الوطني الليبي، منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، عملية عسكرية، بهدف تطهير العاصمة طرابلس من المليشيات التي تسيطر عليها منذ سنوات بدعم من حكومة الوفاق.
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjQ3IA== جزيرة ام اند امز