كشف حساب حكومة بينيت.. تقارب مع العرب وأوروبا وتصعيد مع إيران
على امتداد عام واحد نشطت الحكومة الإسرائيلية في عدة مسارات محلية وخارجية، وتبنت مواقف بعينها في ملفات مهمة في ظل عالم متقلب.
فعلى الصعيد الخارجي، ووفق رصد "العين الإخبارية" نشطت الحكومة الإسرائيلية في مسارين؛ الأول التأثير على الإدارة الأمريكية التي أعلنت عودتها إلى الاتفاق النووي مع إيران، والثاني تعزيز علاقاتها مع الدول العربية، واستئناف العلاقات مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وتوثيق الروابط مع الاتحاد الأوروبي.
العلاقة مع الفلسطينيين
وعقد مسؤولون إسرائيليون، على رأسهم وزير الدفاع بيني جانتس ووزير الأمن الداخلي عومر بارليف، اجتماعات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الـ12 شهرا الماضية، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات.
وأفضت هذه الاجتماعات إلى زيادة في أعداد التصاريح الممنوحة لعمال فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة واستئناف لم الشمل لمواطنين من الضفة الغربية وقطاع غزة.
غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت رفض استئناف المفاوضات السياسية مع القيادة الفلسطينية.
وكانت ولاية الحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأكثر هدوءا منذ سنوات طويلة على جبهة قطاع غزة، فيما أوقفت نقل أموال المساعدات الخارجية إلى غزة نقدا، وحولتها إلى الأمم المتحدة لتقوم بدورها بتوزيعها على الفقراء في القطاع.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "لأول مرة منذ سنوات، انتهى حصاد المحاصيل في بلدات منطقة غلاف غزة بصورة هادئة وناجحة، تخلو من البالونات الحارقة، والحرائق، والقذائف الصاروخية الحمساوية".
غير أن الصورة كانت مغايرة في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، حيث شهدت مدن بالضفة الغربية اقتحامات متتالية من قبل الجيش الإسرائيلي، ما فجر مواجهات مع الفلسطينيين.
وفي القدس الشرقية، اشتكى المسؤولون الفلسطينيون من تصعيد إسرائيلي في البلدة القديمة والمسجد الأقصى وهدم المنازل بالمدينة.
وبشأن الاستيطان، قالت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية: "بعدد مرور عام على تشكيل الحكومة، فإن سياستها لا تستمر فقط في السياسات التي وضعتها حكومات بنيامين نتنياهو السابقة، بل تعمق مشروع الاستيطان ونزع الملكية وقمع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة".
وأضافت في تقرير: "كانت هناك زيادة بنسبة 26%، مع الترويج لمخططات لبناء 7292 وحدة سكنية في المستوطنات، وطرحت الحكومة عطاءات لبناء 1550 وحدة سكنية في المستوطنات مع قفزة بنسبة 62% في بداية البناء في المستوطنات منذ تشكيل الحكومة الجديدة".
العلاقة مع العرب
أعادت الحكومة الإسرائيلية ترميم علاقاتها مع الأردن من خلال سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى بما فيها عدة لقاءات بين رئيس الوزراء بينيت والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ووزير الخارجية يائير لابيد مع الملك عبدالله الثاني.
كما رسخت الحكومة الإسرائيلية علاقات إسرائيل مع القاهرة من خلال لقاءين مع الرئيس عبدالفتاح السيسي عقدهما بينيت في مصر، وبدء شركة مصر للطيران تشغيل خط رسمي إلى تل أبيب للمرة الأولى منذ توقيع اتفاقية السلام بين البلدين في عام 1979.
كما تعززت العلاقات مع الدول الموقعة على "اتفاقيات إبراهيم"، بتبادل إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة فتح السفارات في كلا البلدين.
وكذلك الأمر بين إسرائيل والبحرين، فيما تم افتتاح سفارة إسرائيلية في المغرب على أن يتم افتتاح السفارة المغربية في تل أبيب قريبا.
وبالإضافة إلى ذلك، تم تدشين خط طيران الإمارات بين دبي وتل أبيب.
وبات بينيت أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور دولة الإمارات منذ توقيع اتفاق السلام بين البلدين.
علاوة على ذلك، تم عقد قمة النقب بمشاركة وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات والبحرين ومصر والمغرب، والذي تبعه اجتماع للجنة التحضيرية لمنتدى النقب في العاصمة البحرينية المنامة بمشاركة مسؤولين كبار من وزارات خارجية الدول الست.
العلاقات التجارية
وشهدت العلاقات التجارية بين إسرائيل والدول العربية انتعاشا ملحوظا، إذ أشار مركز الإحصاء الإسرائيلي إلى أن قيمة التجارة بين إسرائيل ودولة الإمارات بلغت في أبريل/نيسان 190 مليون دولار بزيادة بنسبة 119% عن أبريل/نيسان 2021.
وبلغت قيمة التجارة بين إسرائيل ومصر 22.8 مليون دولار في أبريل/نيسان 2022 أي بزيادة بنسبة 31% عن الفترة نفسها في 2021.
ورصد مركز الإحصاء الإسرائيلي ارتفاع قيمة التجارة بين إسرائيل والأردن إلى حوالي 46 مليون دولار في أبريل/نيسان 2022 بزيادة تبلغ 25% مقارنة بالفترة نفسها في 2021.
أما التجارة بين إسرائيل والبحرين فقد بلغت مليون دولار في أبريل/نيسان 2022، مقارنة بـ"لا شيء" في الفترة نفسها عام 2021.
وبلغت التجارة بين إسرائيل والمغرب 2.7 مليون دولار أمريكي في أبريل/نيسان 2022 بزيادة بلغت 29% مقارنة بالفترة نفسها في عام 2021.
تصعيد مع إيران
فيما اتسم تعامل الحكومة الإسرائيلية مع الملف الإيراني بالتصعيد، وذلك بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لعدم شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب والتأثير على واشنطن لمنع "صفقة سيئة" مع طهران حول برنامجها النووي.
وكشف الجيش الإسرائيلي عن سلسلة تدريبات لإحباط أية محاولة إيرانية لامتلاك السلاح النووي بالتزامن مع مواصلة ضرب شحنات الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى مليشيات حزب الله في لبنان.
وقال بينيت: "تعمل أجهزة الأمن على إحباط محاولات تنفيذ هذه العمليات الإرهابية قبل تنفيذها. سنواصل ضرب مرسلي الإرهابيين"، مضيفا "القاعدة الجديدة التي نتبعها هي أن الجهة المرسلة هي التي تدفع الثمن".
واعتبر بينيت أن منع شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية، أبرز إنجازات حكومته.
ملف الداخل
إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الاستمرار في محاربة غلاء المعيشة والترويج لدخول الشركات الأجنبية إلى سوق البيع بالتجزئة في إسرائيل، من بين إنجازات حكومته الداخلية.
كما أشار إلى إطلاق سلسلة من المشاريع والتي تشمل إعادة تأهيل مدينة طبريا، وخطة طوارئ تُعنى بالتعامل مع الاختناقات المرورية، وخطة تسخير "الهاي تك" الإسرائيلي للابتكار المناخي بقيادة وزارات الابتكار وجودة البيئة وبالطبع المالية، فضلاً عن الإجراءات التي تروج لمنح إعفاء من تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة.
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMTM0IA== جزيرة ام اند امز