"اصحى يا بنيامين".. ميريت تنتظر "العناية الإلهية" بعد تفجير طنطا
"اصحى يا بنيامين.. كلها كام شهر ونتزوج".. كلمات ثقيلة على لسان "ميريت"، قالتها بأعين زائغة وهي تتوسط غرفة العناية المركزة.
"اصحى يا بنيامين.. كلها كام شهر ونتزوج".. كلمات ثقيلة على لسان "ميريت"، قالتها بأعين زائغة وهي تتوسط غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات المصرية.. ولا تعرف لماذا لا يجيبها خطيبها الذي أصيب في وقت سابق اليوم الأحد، في تفجير بكنيسة مارجرجس بمحافظة الغربية، شمالي البلاد.
ترفض الفتاة العشرينية الحديث لوسائل الإعلام وتكتفي بكلمتين ملتصقتين بعكس مكانها الذي اضطرت أن تكون بعيدة عنه بمسافة وفق تعليمات الأطباء: ادعوله.. ادعولي، وهي تشير بإصبعها نحو سرير في نهاية الغرفة، يرقد عليه جسد الشاب الصيدلي "بنيامين"، والذي قرر في وقت سابق اليوم اصطحاب "ميريت" لأداء صلاة القداس، قبل أن تداهمه شظايا القنبلة في أنحاء متفرقة من جسده.
يجلس على مقربة من سريره، والده الستيني ويُدعى سمير غبريال، واضعًا كفيه على خده، ويستبدل سمعه الضعيف بنظرات يوزعها بين الأطباء، لعله يعرف مصير ابنه، الذي لم يعد يرد على نداءاته.. فيفاجأه الطبيب بأنهم لا يستطيعوا أخذ قرار بإجراء أية عمليات له في الوقت الحالي، لأن حالته حرجه للغاية وقد لا يتحمل جسده الهزيل تلك المعافرة.
لا يعرف "ميخائيل" كيف يرد، لكنه يجد نفسه يكرر كلمات خطيبة ابنه: ادعوله.. ادعولنا ... ابني كان رايح يصلي مع خطيبته.. مكنش رايح لا هنا ولا هنا، لتقاطعه والدة خطيبة ابنه والتي تعتبر "بنيامين" ابن ثاني لها: خطيب ابنتي شاب جميل لم يفعل شيء.. حالته صعبة.. محتاج ربنا يشفيه.. كل اللي بيحبنا يدعيلنا.
تروي والدة ميريت، ماري مرقص، لبوابة "العين": ذهبوا لصلاة القداس معًا، واتصلت بهم بعد سماع الأنباء عن التفجير.. وكنا على قرب منهم وسرعان ما نقلناه إلى أقرب مشفى هنا.. نقلناه ودماءه تسيل... كان سيذهب مع أولئك الذين ذهبوا.
تتابع: حُكي لي ما حدث بالقداس كأني كنت حاضرة.. وما حدث كله ظلم، تصمت لوهلة وتتابع كمن يستعيد شيئًا: ما يهمنا الآن مصر.. ربنا يقويها على ما تواجهه، ثم تمسك دموعها لتقول: شباب كثير ضاع لكننا نشعر بالفرح لأنهم ذهبوا إلى ربهم.
تدخل ماري وابنتها، ومعهم العم سمير، في وصلة صمت؛ إذ أنهم شعروا أن كلامهم لا يوقظ بنيامين، فتقول ميريت: دعونا لا نزعجه.. حتى يفيق، فيرد أحد الأقرباء بأنه لا يعي ما يحدث حوله، فترفض الفتاة العشرينية ما يُقال لها وتقف أمامه لتروي له ما ينتظرهما خارج أسوار المشفيات.
وقتل 47 شخصا وأصيب عشرات آخرون، الأحد، في تفجيرين إرهابيين فصلهما ساعات قليلة استهدفا الكنيستين في محافظتي الغربية والإسكندرية شمال مصر.
وارتفع عدد قتلى التفجير الذي استهدف كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا بالغربية، إلى 30 قتيلا بجانب وقوع عشرات المصابين، في الهجوم الذي حدث في وقت مبكر من الأحد.
فيما قُتل 17 شخصا بينهم 4 رجال الأمن، وإصابة أكثر من 35 آخرين، بمنطقة محطة الرمل في الإسكندرية، عقب إحباط محاولة انتحاري تفجير نفسه داخل الكنيسة المرقسية، حيث تصدى له رجال الامن وسقط بعضهم شهداء.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE2MiA= جزيرة ام اند امز