بسبب بنزيما.. دموع الندم تغلف تتويج ريال مدريد بالدوري الإسباني
لعب الفرنسي كريم بنزيما، نجم هجوم ريال مدريد، دورا جوهريا في فوز الفريق الملكي بلقب الدوري الإسباني هذا الموسم.
ريال مدريد فاز على إسبانيول (4-0) في الجولة 34 من الدوري الإسباني، ليرفع رصيده إلى 81 نقطة في صدارة ترتيب الليجا، بفارق 18 نقطة عن برشلونة في الوصافة، قبل 4 جولات من النهاية.
بنزيما يعتلي صدارة ترتيب هدافي الدوري الإسباني برصيد 26 هدفا، وهو أيضا الأكثر صناعة للأهداف برصيد 11 تمريرة حاسمة، ما يعني أنه ساهم بـ37 هدفا من 73 سجلها ريال مدريد هذا الموسم في الليجا (49.3%).
أرقام بنزيما (34 عاما) ودوره الحاسم مع ريال مدريد هذا الموسم، قد تجبر قطاعا عريضا من جماهير النادي الملكي على أمنيتها السابقة بخصوص النجم الفرنسي المخضرم، الذي يقضي حاليا موسمه الـ13 مع الفريق.
انطلاقة مقلقة
بعد توهجه مع أولمبيك ليون تهافتت عدة أندية على ضم بنزيما، قبل أن يظفر ريال مدريد بخدماته في صيف 2009 مقابل 35 مليون يورو.
لم يتمكن بنزيما من أسر قلوب جماهير ريال مدريد، بسبب تذبذب مستواه في بداياته مع الفريق الملكي، ومعاناته من مشكلة واضحة، وهي إهدار الفرص، خصوصا السهلة منها.
وتجدر الإشارة إلى أن بنزيما واجه منافسة قوية على الدقائق مع الأرجنتيني جونزالو هيجواين، الذي زامله 4 سنوات حتى رحيله إلى نابولي في صيف 2013، وهو ما كان له دور في انخفاض شعبيته بين الجماهير الملكية.
المستوى المخيب الذي ظهر به بنزيما كان محيرا لجماهير "الميرينجي" لأنه ببساطة لم يكن بهذا السوء مع ليون، وخاصة في آخر موسمين له في فرنسا.
انفجر بنزيما في موسم 2012-2013، حيث سجل 32 هدفا في 52 مباراة مع ريال مدريد كما قدم 19 تمريرة حاسمة، وبالرغم من أن أرقامه في المواسم التالية لم تكن سيئة، فإنه واجه عقبة جديدة تتمثل في صعود نجوم كريستيانو رونالدو.
رونالدو، الذي قضى 9 مواسم مع ريال مدريد (2009-2018)، يلعب في الأساس كجناح، لكنه كان النجم المكلف بقيادة خط الهجوم وتسجيل الأهداف للفريق الملكي، فيما يشغل بنزيما، وهو رأس حربة، منصب "الرجل الثاني".
أمنية وندم
في ظل هذا الوضع الغريب تساءلت جماهير الريال حول العالم عن سر استمرار بنزيما في التشكيل الأساسي طوال الوقت ومع كل المدربين الذين مروا على الفريق، وكأن هؤلاء المدربين يرون فيه إيجابيات لا يراها المشجعون، أو لا يرون السلبيات التي تستفز مشاعر محبي الفريق، وعلى رأسها إهدار الفرص السهلة.
وفي السنوات الماضية شهدت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي آلاف التعليقات والمنشورات من جماهير ريال مدريد، للمطالبة برحيل كريم عن قلعة "سانتياجو برنابيو"، حيث اعتبر الكثير منهم أن وجوده يؤثر سلبا على الفريق ويمنع المواهب الشابة من الظهور والحصول على فرصة.
لكن إجابة هذا اللغز بدأت تتضح شيئا فشيئا بعد رحيل رونالدو في 2018، حيث نجح بنزيما في قيادة الهجوم، وأظهر قدرته على شغل عدة أدوار، سواء الأساسية أو الثانوية.
بنزيما سجل 30 هدفا وصنع 11 في موسم 2018-2019، ثم أحرز 27 هدفا وصنع 11 في الموسم التالي، وسجل 30 هدفا وصنع 9 أهداف في الموسم الماضي، قبل أن يساهم في 50 هدفا في الموسم الحالي.
ولا يكتفي النجم الفرنسي بلعب دور القائد في الهجوم فقط، بعدما أصبح القائد الحقيقي للفريق ككل هذا الموسم عقب رحيل سيرجيو راموس، وجلوس مارسيلو على مقاعد البدلاء في أغلب الوقت.
الدليل الأوضح على الدور الكبير الذي يشغله بنزيما مع ريال مدريد حاليا هو الخسارة المذلة (0-4) أمام الغريم برشلونة في الكلاسيكو في شهر مارس/آذار الماضي، حيث تسبب غياب النجم الفرنسي للإصابة في فوضى تكتيكية في كل الخطوط تقريبا وليس الهجوم فقط، وهو ما اعترف به المدرب كارلو أنشيلوتي بعد اللقاء.
في الوقت الحالي خفتت الأصوات المنتقدة لبنزيما مقارنة بسنواته الأولى مع ريال مدريد، حتى أن تألقه يصبح في بعض الأوقات سببا في انتقاد الفريق، بداعي أن لعبه دور المنقذ يخفي الكثير من الأمور السلبية في "الميرينجي".