قضية غير معتادة.. فوضى الورق تهدد استحقاقا دستوريا ببرلين
بات ملف إعادة الانتخابات التشريعية والفيدرالية في ولاية برلين، محور الجدل السياسي في الفترة الأخيرة، وسط فوضى كبيرة.
ووفق صحيفة بيلد الألمانية، تزداد احتمالية إعادة انتخابات البوندستاغ (البرلمان الاتحادي) ومجلس النواب (برلمان ولاية برلين)، في الفترة الراهنة بعد الفوضى التي سادت إبان الاقتراع في سبتمبر/أيلول الماضي.
وأوضح الضابط الفيدرالي جورج تيل (65 عاما) الأسبوع الماضي أمام لجنة مراجعة الانتخابات في البوندستاغ، أنه "لا يزال يطعن في نتيجة انتخابات برلين".
ووفق تيل، فإن الأمور سارت بشكل خاطئ وفوضوي في الانتخابات السابقة، مع امتداد طوابير الناخبين لمسافات طويلة وعدم نجاح البعض في التصويت في ذلك اليوم، واختلاط الأوراق بين اللجان المختلفة.
وسأل تيل في إحاطة أمام اللحنة، بغضب: "ماذا يجب أن يحدث أيضا حتى تعاد الانتخابات؟"، وتحدث عن فوضى سادت برلين في يوم الاقتراع، تجلت في أن سعاة البريد علقوا بأوراق تصويت عبر البريد في الشوارع، ولم ينجحوا في الوصول لمراكز الاقتراع قبل الموعد النهائي لتسليم هذه الأوراق، وبالتالي لم تحسب.
لكن ملف إعادة الانتخابات يواجه مشكلة لوجستية غير معتادة، إذ لا بد من إرسال إشعار عبر البريد إلى ما يقرب من ثلاثة ملايين أسرة، لإبلاغهم بالقرار وضرورة التصويت وموعده.
لكن وفقا لصحيفة بيلد، لا يوجد لدى بلدية برلين ما يكفي من الورق لإرسال هذه الخطابات، فالاحتياطيات البلدية شحيحة للغاية.
بل حذرت ورقة داخلية للحزب الديمقراطي المسيحي المعارض "بدون مخزون ورق كاف، لا يمكن إجراء انتخابات سلسة".
بيلد قالت بوضوح "الوضع في سوق الورق متوتر للغاية في الفترة الراهنة، حيث تمتد أوقات تسليم الطلبيات أحيانا إلى عدة أشهر، ووصل الأمر إلى أن ملفات رئيسية تتعرض للتعطيل في ألمانيا بسبب نقص الورق"، وهذا يمثل تحذيرا لولاية برلين قبل القرار المهم حول إعادة الانتخابات.
وما يزيد الأمور صعوبة أن المهلة الدستورية بين قرار المحكمة الدستورية لولاية برلين أو المحكمة الدستورية الاتحادية بإعادة الاقتراع، وتاريخ الانتخابات الجديدة، هي 90 يوما فقط، ويجب إخطار الأسر عبر البريد بعد صدور القرار القضائي بوقت قصير.
وفي هذا الإطار، قال رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي في برلين كاي فيجنر "إن الإشارات عن النقص الصارخ في الأوراق في حالة إجراء انتخابات جديدة، تثير القلق".
وأضاف "تتطلب الديمقراطية الفعالة انتخابات فعالة، ويتحمل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ولاية برلين المسؤولية عن أسوأ فوضى انتخابية في تاريخ الجمهورية الفيدرالية".
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA=
جزيرة ام اند امز