"مشاعل على الطريق".. أروع القصص الأمريكية الحديثة في كتاب
الكتاب يقع في 450 صفحة من القطع الكبير ويضم 19 قصة اختارها المؤلّف وترجمها، مع دراسة معمقة عن تطور القصة في الأدب الأمريكي الحديث.
في طبعة جميلة وأنيقة، أصدر الكاتب والأكاديمي العراقي المقيم في المغرب، الدكتور علي القاسمي، كتابه الجديد «مشاعل على الطريق: أبدع وأروع القصص الأمريكية الحديثة».
وفيه يقدم إلى قراء العربية قصصاً قصيرة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يُعتبر هذا الفن الأكثر شعبية، إلى جانب الرواية، حيث تنشر عشرات المجلات المتخصِّصة في القصة القصيرة، والصحف تُفرِد زاويةً خاصّةً لها، وثمَّة آلاف القصص التي تُنشَر سنوياً، وتُخصِّص المؤسَّسات الفكرية والتربوية والثقافية والمالية عشرات الجوائز السنوية للقصّاصين في كلِّ ولاية أمريكية.
يضم الكتاب قصصاً لأعمدة القصة الأمريكية: فتزجيرالد، دوروثي، همنغواي، شيفر، عزيموف، كيرواك، مالامود، باري حنا، بارتلم، سونتاغ، أوبراين، فورد، غوردون، لايتمان، ميكوس، جونز، ألكسي.
يقع الكتاب في 450 صفحة من القطع الكبير ويضم تسع عشرة قصة اختارها المؤلّف وترجمها، مع دراسة معمقة عن تطور القصة في الأدب الأمريكي الحديث، تناول فيها أجيال كتاب القصة الأمريكية الحديثة، خاصة الجيل الضائع الذي عاش معظم أدبائه شطراً من حياتهم في باريس أو ترددوا عليها كثيراً بعد الحرب العالمية الأولى، مثل جون فتزجيرالد، وأرنست همنمغواي؛ والجيل المتعب الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية، وعاش زعماؤه ردحاً من الزمن في طنجة أو ترددوا عليها كثيراً في الخمسينيات من القرن الماضي مثل وليم بوروز، والان غينسبرغ، وجاك كيرواك، حتى نتج عن ذلك ما يسمى "مشهد طنجة المتعَب" الذي يعدّ من أعلامه الكاتب محمد شكري والرسام محمد الحمري والقصاص الرسام محمد مرابط. وأولى القاسمي القصاصين الأمريكيين المعاصرين عناية خاصة في دراسته عن القصة الأمريكية الحديثة التي ضمّنها الكتاب.
اطلع الدكتور علي القاسمي على مئات القصص المتميزة، المنشورة في كتب المختارات القصصية، والسلسلة السنوية المشهورة «أحسن القصص الأمريكية» التي تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1915، وسلسلة «القصص الفائزة بجائزة أوهنري» التي يقرأ محرروها أكثر من ألفَي قصَّة سنوياً ليختاروا عشرين قصَّة فقط. ولهذا، فإن القصص الموجودة في هذا الكتاب هي صفوة الصفوة وذات مستوى رفيعٍ متميّز، كما يقول القاسمي، مؤكداً أنه اعتمد معايير صارمة لانتقاء أفضل القصص والتي وردت في الكتاب منها: أولاً، أن تكون القصة لأحد مشاهير الأدباء الأمريكان الذين تركوا بصمتهم على مسيرة الأدب الأمريكي، وأغنوه بتقنياتهم الفنية المبتكرة، وأثّروا في أساليبه وموضوعاته وتوجُّهاته. ثانياً، أن تمثِّل القصة مدرسةً سرديةً كبرى في الأدب الأمريكي، مثل المدرسة الواقعية، أو الواقعية القذرة، أو الانطباعية، أو الرمزية، أو ما بعد الحداثة، إلخ. ثالثاً، أن تتناول القصَّة مشكلةً كبرى من مشكلات المجتمع الأمريكي. وتجسدت أهم هذه المشكلات التي تهدد بتآكل الحضارة في إبداع الأدباء الكبار ومنها: معاناة المهاجرين الجدد، والحروب وويلاتها، والعنف والجريمة المنظمة، والحرية الجنسية والخيانة الزوجية والتفكك الأسري والمخدرات، والأوبئة والأمراض الجنسية العصية على العلاج، وانتشار الأمراض النفسية في المجتمع الأمريكي، والحقوق المدنية والتمييز العنصري.
تجدر الإشارة إلى أن علي القاسمي هو قاص وروائي ومترجم وناقد، سبق له أن ترجم بعض روائع الأدب الأمريكي الخالدة مثل كتابي همنغواي "الشيخ والبحر"، و"الوليمة المتنقلة" اللذين نشرهما المركز الثقافي العربي وحظيا بإقبال كبير، تماماً مثل رواية القاسمي "مرافئ الحب السبعة" التي نشرها مركزنا كذلك.