بين الذرة والمجرة.. الإمارات تسطر نجاحات غير مسبوقة
بين شطر الذرة عبر مواصلة مسيرتها في التحول نحو الطاقة النووية، وجولات المجرة عبر مسبار الأمل، تسير الإمارات بثبات نحو الريادية.
وعلى الرغم من التحديات والخسائر التي فرضتها جائحة كورونا عالميا، منذ الربع الأول 2020 وما تزال تداعياته حاضرة حتى اليوم، إلا أن الإمارات واصلت تنفيذ خططها في مجالي الطاقة النووية واقتحام الفضاء بنجاح باهر.
مسبار الأمل
كان تاريخ 9 فبراير/ شباط الماضي، يوما تاريخيا، بعد نجاح الإمارات في أول مهمة لها إلى كوكب المريخ بعد أن نجح مسبارها الاستكشافي، مسبار "الأمل"، في دخول مدار الكوكب الأحمر.
وكان مسبار الأمل الإماراتي، الذي انطلق من الأرض قبل سبعة أشهر، قد وصل إلى المدار حول الكوكب، لتصبح الإمارات خامس دولة ترتاد الفضاء لهذه المهمة بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وأوروبا والهند.
- "قمة الحكومات" ترسم ملامح استراتيجية للتوجهات الاقتصادية
- الإمارات وروسيا.. علاقات مستدامة تصنع الازدهار
ويستطيع علماء الإمارات الآن دراسة الغلاف الجوي للكوكب؛ ويحمل المسبار ثلاث أدوات ستراقب، من بين أهداف أخرى، كيف تتسرب الذرات المحايدة من الهيدروجين والأكسجين، وبقايا المياه الوفيرة من المريخ إلى الفضاء.
وتعد بعثة مسبار الأمل الاستكشافية الأولى من بين ثلاث بعثات تصل إلى الكوكب الأحمر خلال الشهر الجاري، إذ يسعى مسبار "تيانوين-1" الصيني إلى الوصول إلى المدار أيضا يوم الأربعاء، بينما يستعد الأمريكيون في اليوم الثامن عشر بمركبة طوافة أخرى كبيرة.
العام الماضي، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: "الإمارات شطرت الذرة.. وتريد استكشاف المجرة.. رسالة للعالم بأن العرب قادرون على استئناف مسيرتهم العلمية".
وفي 20 يوليو/تموز الماضي، أطلقت الإمارات بنجاح، مسبار الأمل إلى كوكب المريخ، في إنجاز وصف بالتاريخي، باعتباره سابقة هي الأولى من نوعها على المستوى العربي والإسلامي، في مهمة تهدف إلى دراسة الطقس والمناخ في الكوكب الأحمر.
ويعبّر إطلاق المسبار عن طموح الإماراتيين، إذ أنتج مهندسوها مسباراً متطوراً في ست سنوات فقط، ومن المتوقع أن يقدم علماً جديداً، وأن يكشف عن رؤى جديدة حول عمل الغلاف الجوي للكوكب.
ويعتبر مسبار الأمل إلى حد كبير وسيلة للإلهام وهو شيء سيجذب المزيد من الشباب الإماراتي وفي المنطقة العربية للإقبال على العلوم في مراحل التعليم المختلفة.
شطر الذرة
اليوم الثلاثاء، حصلت المحطة الثانية في مشروع براكة للطاقة النووية على رخصة التشغيل رسميا، بعد نجاح تشغيل المحطة الأولى ووصول طاقتها التشغيلية 100% في ديسمبر/ كانون أول الماضي.
وستكون المحطة من المحاور الرئيسية لخطة الإمارات للطاقة 2050، الهادفة إلى توفير 50% من الطاقة عبر مصادرة الطاقة الجديدة والمتجددة.
ووفق بيانات لمؤسسة الإمارات للطاقة السلمية، ستوفر محطات براكة للطاقة النووية السلمية وعددها 4 محطات، عند التشغيل الكامل، ما يصل إلى 25% من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة، ستستخدمها البلاد على مدار الساعة.
ويعني ذلك أن المحطات الأربع ستسهم في خفض الانبعاثات الكربونية داخل الإمارات، بنسبة 70% بحلول 2050، من خلال مساهمتها في توفير ما قدرته 50% من الطاقة الكهربائية من مصادر منخفضة البصمة الكربونية، عبر الطاقة النووية والشمسية والكهرومائية وطاقة الرياح.
ويعد مشروع محطات براكة للطاقة النووية، من أضخم المشاريع في العالم من حيث بناء 4 محطات متطابقة في الوقت والمكان ذاتهما، كما تعد أول مشاريع الطاقة النووية السلمية الجديدة في العالم، التي تبدأ المرحلة التشغيلية منذ 24 عاما.
وتُعَد الإمارات العربية المتحدة، الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تدعم اتفاق باريس للمناخ، وتوفر منصة عالمية لتقييم تنفيذ المساهمات الوطنية المحددة، عبر استضافة وتنظيم اجتماع أبوظبي للمناخ.