تحركات هادئة.. بايدن ينهي أسطورة معتقل غوانتانامو
لا تزال إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تكثف جهودها لإغلاق معتقل غوانتانامو، بتعيين دبلوماسي بارز للإشراف على عمليات نقل المعتقلين.
وقال تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال إن إدارة بايدن أشارت إلى أنها لن تتدخل في الملاحقات القضائية أو مفاوضات الإقرارات بالذنب المتوقفة منذ فترة طويلة، والخاصة بخالد شيخ محمد، المتهم بأنه العقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر/أيلول.
وأكد أشخاص مطلعون للصحيفة الأمريكية أن المقاربة الهادئة التي انتهجها بايدن خلال العام الأول من ولايته، جعلته يقترب أكثر فأكثر من الوفاء بوعده في حملته الانتخابية بإغلاق هذه المنشأة.
وأنشأ سجن غوانتانامو في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو بكوبا عام 2002، لاحتجاز الإرهابيين الذين اعتقلوا خارج الولايات المتحدة، حيث وصل عددهم إلى 800 معتقل.
ولا يزال حوالي 36 شخصا قابعين هناك، عقب إعادة مئات المحتجزين إلى بلدانهم، أو إعادة توطينهم في بلد ثالث، خلال إدارتي جورج بوش وأوباما.
وأشار التقرير إلى أن آخر معتقل وصل إلى غوانتانامو عام 2008. كما أن بعض المعتقلين محتجزون في غوانتانامو منذ عقدين.
ووفقا للتقرير نفسه فإن تسعة من المعتقلين الباقين يخضعون لمحاكمات اللجان العسكرية، بينهم خمسة متهمين بالإرهاب في قضية هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
ومن بين المتهمين أيضا، عبدالرحيم النشيري، المتهم بالإرهاب والتآمر بالتخطيط لهجمات على ثلاث سفن أمريكية، بما فيها تفجير المدمرة كول في عام 2000 والذي أسفر عن مقتل 17 بحارا أمريكيا.
وقد أدانت اللجان العسكرية ثلاثة معتقلين آخرين، بينهم اثنان من خلال اتفاقات الإقرار بالذنب، أحدهم عبدالهادي العراقي، الذي أقر بالذنب في التآمر وانتهاك قانون الحرب وينتظر النطق بالحكم عليه.
أما الثاني فهو علي حمزة البهلول، والذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة لتقديمه الدعم المادي للإرهاب، ثم الثالث ماجد خان، الذي أبرم اتفاقا مع الادعاء للإقرار بالذنب في التآمر والقتل في انتهاك لقانون الحرب ومحاولة القتل وانتهاك قانون الحرب والتجسس، وأصبح متعاونا مع الحكومة وأنهى عقوبته في مارس.
وذكر التقرير أن هذا السجن يقيم فيه أيضا أربعة أشخاص محتجزون إلى أجل غير مسمى من دون تهمة، لأن السلطات الأمريكية تعتبرهم "مصدر خطر أمني".
وذكرت مصادر مطلعة أن 20 آخرين سُمح بنقلهم من قبل لجنة المراجعة، التي تضم مسؤولي الدفاع والاستخبارات وإنفاذ القانون، لكن الإفراج عن المعتقلين أثبت أنه أصعب مما توقعه فريق بايدن.
ويسعى البيت الأبيض إلى التعامل بهدوء لتجنب أي رد فعل عنيف، كما حصل في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، عندما أقر الكونغرس في 2010 حظرا على نقل معتقلي غوانتانامو إلى الولايات المتحدة.
وكان مركز أبحاث تابع لجامعة بنسلفانيا قد أصدر تقريرا مؤخرا يقدم فيه "خارطة لإغلاق غوانتانامو"، ويقدم طرقا بديلة لحماية الأمن القومي الأمريكي.
وتبلغ تكلفة تشغيل غوانتانامو حوالي 540 مليون دولار سنويا، بما في ذلك حوالي 100 مليون دولار مخصصات اللجان العسكرية، ما يعني أن تكلفة المعتقل هناك تصل لـ15 مليون دولار، بحسب تقرير المركز.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA= جزيرة ام اند امز