بايدن والخليج العربي.. ترميم العلاقات أم إنقاذ التوازنات؟
مع أن جولة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قادته في مستهلها إلى إسرائيل وتقوده إلى فلسطين، إلا أن أنظار العالم تتجه إلى ما ستتمخض عنه محطته الثالثة بالسعودية.
فما الذي تحمله الزيارة في أبعادها؟ هل هي تغيير جوهري في سياسة جو بايدن، أم أنها مجرد مناورة لأهداف اقتصادية مؤقتة؟
هذه الأسئلة كانت موضوعا لنقاش طرحته ندوة عقدتها "العين الإخبارية"، مساء الخميس، عن بعد في "مساحة نقاش" بموقع تويتر بعنوان: "ماذا يريد بايدن من الخليج العربي؟".
وفي جزئها الأول، ارتكزت الندوة التي قدمها الكاتب عبدالجليل السعيد، على طرح "انتهاء حقبة أحادية إدارة العالم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبار أن الخليج العربي لم يعد نفطا كما يتوقع البعض، ما يفجر استفهامات بشأن توقعات الرئيس الأمريكي من لقائه بقادة الخليج".
وفي قراءته للموضوع، وتحديدا لمستجدات رؤية بايدن للشرق الأوسط وعلاقات واشنطن مع الخليج، قال الصحفي إبراهيم بن غانم بن بادي، رئيس مجلس إدارة "دار الحياة"، إنه "لا يوجد جديد، فإذا نظرنا لأمريكا كعلامة وللخليج ككيان، سنجد أن ما تحتاجه واشنطن من الخليج هو ما تحتاجه من جميع حلفائها".
وأوضح، في مداخلته بالندوة، أن أمريكا تحتاج من الخليج إلى أن يساعدها كما تحتاج من أوروبا، أن تؤكد تفوقها العالمي؛ أي أن تكون القوة الأعظم في العالم لأطول فترة ممكنة.
وتابع أنه إذا "نزلنا من أمريكا إلى الحزب الديمقراطي (ينتمي إليه بايدن)، سنجد أنه يحتاج إلى أن يقوّي ويدعم وجوده من خلال حلفائه، وبالتالي فإن أجندته تشمل كيف يمكن أن يستمر في التفوق على الحزب الجمهوري".
و"حين نصل لبايدن"،-يقول بن بادي- "فهو يشكل امتدادا لجميع الرؤساء في مراحلهم الأولى، بما أنه يبحث عن تقوية وضعه كرئيس، فإذا نظرنا للمصالح من هذا المفهوم، سندرك أن الزيارات الأمريكية إلى السعودية تحديدا بدأت من (ريتشارد) نيكسون وباتت بمثابة عرف".
وبالنسبة لـ"بن بادي"، فإنه "إذا أردنا النظر للعلاقات بين واشنطن والخليح، فإن ما استجد فعلا هي الحرب الروسية الأوكرانية، أي تصاعد الصراع".
تباينات
من جانبه، اعتبر الدكتور نبيل الحلبي، المحامي اللبناني، أن "بايدن سيجد أن المنطقة تغيرت أيضا، خصوصا بعد اتخاذ موقف عدم الانجرار مع الماكينة الغربية بتأييد أوكرانيا على الأقل.. طبعا هذا الأمر سيفاجئ بايدن".
وأوضح، في مداخلة بالندوة نفسها، أن السياسات الأمريكية والتسامح مع الجرائم الإيرانية ووكلائها بالمنطقة، أديا إلى تغيير وإعادة قراءة لمعظم الدول العربية للسياسة الأمريكية والغربية بشكل عام".
وتابع حلبي؛ وهو شخصية معروفة في مجال البحث والدراسات، ورئيس منتدى ومركز دراسات في بيروت والعالم العربي: "طبعا من حرك هذه الحرب في الخاصرة الأوروبية هي واشنطن بالدرجة الأولى، وتهدد هذه الحرب ليس فقط السلام الغذائي العالمي وإنما الأمن القومي في أوروبا لأنها تهدد بحرب شاملة في أوروبا، وهذا الأمر تتحمله الولايات المتحدة"، وفق قوله.
ولفت إلى أن "هذا الأمر دفع بالدول العربية، الحليفة التاريخية لواشنطن، لإعادة قراءتها من حيث إعادة بناء علاقات رصينة ومتوازنة تحكمها المصالح المتبادلة، وهذا ما سيسمعه بايدن عند زيارته للسعودية".
ووصل بايدن، عصر الأربعاء، إلى إسرائيل، فيما يؤكد مراقبون أن ما سيخرج به من اجتماعات في تل أبيب سيحدد بوصلته في الرياض، العاصمة الخليجية التي يأمل منها الكثير.
وبانتظار وصوله إلى المملكة، في وقت لاحق اليوم الجمعة، يعتقد خبراء أن بايدن يسعى إلى إعادة شيء من الثقة إلى العلاقات الأمريكية الخليجية عقب أخطائه الاستراتيجية بالتهجم على المملكة وقادتها.
كما أن أزمة أوكرانيا التي تعتبر بداية صراع عالمي طويل وممتد، سيكون للمنطقة العربية دور أساسي فيها، لذلك يحاول بايدن مغازلة الخليج، باعتباره محور التوازنات بالشرق الأوسط، أملا في دعم يحفظ ماء وجه واشنطن.
aXA6IDEzLjU5LjIwNS4xODIg جزيرة ام اند امز