حرق أوراق الإخوان وأوهام الدعم الأمريكي.. إدراج "حسم" بداية النهاية
قبل أيام من تولي إدارة ديمقراطية جديدة، وضع قرار واشنطن إدراج حركة إخوانية على قائمة الإرهاب، بايدن أمام مهمة جديدة ربما تكون الأصعب.
وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، مساء الخميس، فرع تنظيم داعش الإرهابي في سيناء بمصر وحركة "حسم" المرتبطة بتنظيم الإخوان على قائمة الإرهاب العالمي.
وشمل تصنيف الولايات المتحدة أيضا شخصيتين مرتبطتين بتنظيم "حسم" هما علاء السماحي، الذي يعتقد أنه مؤسس حركة "حسم" وهو مصري الجنسية ويتواجد في تركيا حاليا، وقيادي آخر في الحركة يدعى يحيى موسى ويسكن تركيا أيضا.
وأكد مراقبون متخصصون في العلاقات الدولية لـ"العين الإخبارية" أن إدراج حركة إخوانية، وتصنيف مؤسسيها، على قوائم الإرهاب خطوة جيدة، في ضوء المخاوف من تعامل الإدارة الجديدة مع ملف الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها الإخوان.
واتفق المختصون، أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ستجد نفسها أمام اختبار حقيقي، في هذا الملف الذي يتطلب مزيدا من الإجراءات كحظر التنظيم الأم وتجفيف منابعه، فيما ذهب أحدهم إلى أن "خطوة واشنطن بإدراج حسم على قوائم الإرهاب قضت نهائيا على أي إمكانية في السابق لدعم الإدارة الجديدة للجماعة الإرهابية".
بدوره، وصف قيادي ديمقراطي بارز لـ"العين الإخبارية" خطوة واشنطن بإدراج حسم الإخوانية بأنها خطوة جيدة لكنها متأخرة، مفسرا التوقيت بأنه محاولة لتنفيذ وعود لم تنجز خلال فترة ولاية الرئيس ترامب.
وقال القيادي الديمقراطي، وهو محلل سياسي واقتصادي، إن إدارة الرئيس جو بايدن لن تكون داعمة لجماعة الإخوان على أي مستوى، كاشفا عن أن مروجي هذا التصور هم داعمو الإخوان أنفسهم داخل الولايات المتحدة.
استباق المخاوف
حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وصف قرار إدراج حركة حسم ومؤسسيها بالخطوة الإيجابية والجيدة، قائلا: هذا القرار يستبق المخاوف من تغييرات الإدارة الأمريكية الجديدة واستغلال عناصر الإخوان لبعض النوافذ للولوج إليها.
ويرى المحلل السياسي المخضرم أن قرار واشنطن إدراج الجناح المسلح للإخوان سيكون له تبعاته سواء على صعيد الداخل الأمريكي، أو خارجه، فمن ناحية سيحدث نوع من الطمأنة لكثير من الدول التي تعاني من التوترات التي تثيرها الجماعة الإرهابية، ومن ناحية أخرى سيحمل إدارة الرئيس جو بايدن مهمة جديدة.
وقال "سلامة": المسألة لا تتوقف عند إدراج كيان أو عناصر بعينها لابد أن يكون هناك إجراءات واضحة ومحددة لبناء الثقة، وهذه السياسة المستدامة في التعامل مع تنظيم الإخوان ككل، ستقع على عاتق الإدارة الجديدة.
وأضاف: سيحمل القرار إدارة بايدن عبأ جديدا حيث ينتظر من الإدارة استكمال هذه الخطوة بالخطوات الأخرى إذا أرادت إعادة علاقات التفاعل مع العديد من الدول العالم، وإعادة مكانة الولايات المتحدة كما يرغب بايدن لاشتباكها في القضايا العالمية.
ومن أهم الإجراءات المطلوبة، وفق سلامة، الوضوح في مسألة عدم التعامل مع هذا التنظيم وتجميد كافة منافذ التمويل المرتبطة به.
حرق أوراق الإخوان
المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية جمال رائف قال لـ"العين الإخبارية" إن قرار إدراج حركة حسم وعدد من شخصيات جماعة الإخوان الإرهابية، أمر يدعم جهود مصر في محاربة الإرهاب رغم تأخر مثل هذه القرارات إلا أن دلالة التوقيت لها أهمية في ظل المتغيرات الداخلية بالساحة الأمريكية وانتقال السلطة من الجمهوريين إلى الديمقراطيين، الأمر الذي يقضي على آمال تلك الجماعة أو الجماعة الأم لها.
وأضاف: معروف الإخوان جماعة إرهابية متعلقة بالدعم الامريكي والذي حظيت به في عهود أمريكية سابقة ابرزها بالطبع فترة حكم أوباما، ومن ثم هذا القرار هو حرق لأوراق اللعب القديمة التي تم استخدامها سياسيا.
ورأى "رائف" أن قرار واشنطن يعد أيضا حرق من إدارة ترامب لتلك الأوراق قبل دخول بايدن البيت الأبيض وهو ما يجبر الإدارة الجديدة علي اتخاذ المزيد من الخطوات الجادة ضد تلك الجماعات الإرهابية والتي لعبت دورا كبيرا في إثارة الفوضي بمنطقة الشرق الأوسط.
وبحسب المحلل المصري، فإن هذا القرار والقرارات الاخري المشابهة التي اتخذتها إدارة ترامب بشأن الجماعات الإرهابية والمتطرفة هو اختبار حقيقي للرئيس الجديد الوافد الي البيت الأبيض حيث ستضح طريقة تنفيذه لسياسيات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وفق موقفه من مثل تلك القررات التي شكلت قائمة الإرهاب بأمريكا.
وتوقع "رائف" أن يحافظ الديمقراطيون علي تلك القررات بل ربما نشهد إضافات جديدة بعد أن مهد التصنيف الأخير لضم جماعة الإخوان الإرهابية إلى القائمة بوصفها جماعة إرهابية.
مايكل مورجان، المحل السياسي المقيم بواشنطن اعتبر قرار الخزانة الأمريكية بمثابة :طعم للإدارة الديمقراطية الجديدة التي سيكون لديها مشكلة في حال فكرت في رفعهم من قوائم الإرهاب.
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، توقع "مورجان" أن تقوم إدارة بايدن بنوع من إعادة الحسابات في تعاملها مع ملف الإرهاب في منطقة الشرق الاوسط.
ومتحدثا عن تأثيرات القرار قال: القرار يساعد المنطقة في تجفيف منابع الإرهاب لأن الإدراج على قوائم الإرهاب يتبعه قرارات تجفيف منابع الدعم وتتبع مصادر التمويل وفرض عقوبات على الدول والمنظمات التي تساعد هذه الجماعات.
نهاية أوهام الدعم الأمريكي
القيادي في الحزب الديمقراطي الأمريكي مهدي عفيفي، قال لـ"العين الإخبارية": خطوة إدراج واشنطن لحركة حسم الإرهابية خطوة جيدة وإن جاءت متأخرة من إدارة الرئيس دونالد ترامب، لافتا إلى أن أحد أبرز دوافع اتخاذ قرار الإدراج وفرض عقوبات على إيران، محاولة الإدارة الأمريكية تنفيذ وعودها قبل نهاية ولاية ترامب.
وأضاف "عفيفي": لا أعتقد أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون داعمة للإخوان، على العكس تماما، حتى مع تركيا الداعمة الكبرى للإخوان كان هناك لهجة شديدة في التعامل مع ما تقوم به أنقرة، ورأينا كيف يلهث الأتراك للتواصل مع إدارة بايدن وبدأت نبرة أردوغان في التغيير واطلاق سراح بعض المعتقلين في تركيا.
وأوضح القيادي الديمقراطي: هناك خطأ شائع أنه كان هناك دعم لجماعة الإخوان المسلمين على أي مستوى، لكن ما يحدث أن الإدارات الأمريكية تتعامل مع من هو على أرض الواقع والتواصل مع من هم فاعلين في أي مكان، لافتا في الوقت نفسه إلى أن التصور السائد حول أن ادارة اوباما كانت تدعم الاخوان تصور خاطىء.
وقال "عفيفي": كنت شاهد عيان أن هذا لم يحدث، الإدارة الأمريكية كانت تتعامل مع مصر من خلال الملحقية العسكرية في واشنطن التي لم يصلها الإخوان بعكس تمكنهم من إقصاء القنصل العام في نيويورك واستبداله بشخص آخر.
وتابع: لو كانت إدارة أوباما داعمة ما كانت تتركهم يرحلوا،، قد يكون هناك بعض أعضاء الكونجرس ممن يتبنون آراء تخصهم لكن في النهاية لم تصدر أي وثيقة رسمية في إدارة اوباما تصف ما حدث في مصر بأنه انقلاب.
وكشف القيادي الديمقراطي أن داعمي الإخوان في الولايات المتحدة يقفون وراء نشر الإشاعات بشأن دعم الإدارة الأمريكية للإخوان، مشددا على أنه لا يوجد تنظيم يحمل اسم الإخوان في الولايات المتحدة.