السن والخصم.. سيفان على "رقبة" بايدن في 2024
"الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، هكذا قيل قديما، وبالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، قد يمثل ذلك مشكلة.
فعندما نشر فريق حملة جو بايدن مقطع فيديو، أمس الثلاثاء، يعلن فيه عن نيته الرسمية لإعادة انتخابه العام المقبل ، كان ذلك يعني أن رئيس الولايات المتحدة - وهو بالفعل أكبر شخص يتولى هذا المنصب - سيبلغ 86 عاما بنهاية دورته الثانية.
فهل بإمكان بايدن إقناع الناخبين بأن عمره لا يمثل مشكلة؟ ناهيك عن تحدي الخصم المحتمل الذي واجهه في 2020.
أرقام الاستطلاعات المقلقة تظهر أن الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 80 عاما لا يزال يعاني من تصنيفات الرفض التي تفوق أولئك الذين يوافقون على أدائه الوظيفي.
وهو ما ترجمه استطلاع للرأي أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية مؤخرا، أظهر أن الأمريكيين ليسوا متأكدين حيال ذلك.
وقال الاستطلاع إن 70% من الأمريكيين و51% من الديمقراطيين يعتقدون أن بايدن لا يجب أن يسعى لإعادة انتخابه.
ويتمثل الشاغل الرئيسي لحوالي نصف أولئك ممن لا يريدون ترشحه في عمره.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في وسائل إعلام أمريكية بينها "سي بي سي"، فإن هذا العامل قد يمثل عقبة رئيسية في الحملة الانتخابية لبايدن.
ويشير بعض المراقبين إلى أنه في النهاية ، ستكون القضية الأكثر أهمية شبيهة إلى حد كبير في عام 2020: التصويت لصالح أو ضد دونالد ترامب ، الذي انتخب رئيسا في عام 2016 لكنه هُزم أمام بايدن.
حيوية ونشاط
فيديو الإعلان عن الترشح لم يتطرق لمسألة عمر بايدن الذي ظهر مفعما بالحيوية، يركض هنا وهناك، وفي لقطة أخرى يبدو منشغلا على وقع النغمات الموسيقية.
لكن هذا الفيديو لن يكون كافيا، بحسب المستشار السياسي المخضرم بوب شروم، مدير مركز المستقبل السياسي والمستشار الكبير السابق بحملتي الرئاسة للديمقراطيين آل جور وجون كيري.
ونقلت "بي بي سي" عن شروم: "مسألة العمر لن تصبح مشكلة إلا إذا ارتكب بايدن خطأ جسيما أو تعثر بحملته الانتخابية".
وإذا حدث ذلك، سيكون الجمهوريون – الذين يحاولون بالفعل تضخيم كل زلة لبايدن – الدفع بأنه لم يعد لائقا للرئاسة.
والعام الماضي، وقّع 54 جمهوريا في مجلس النواب على خطاب إلى البيت الأبيض، عبروا فيه عن المخاوف من حالة بايدن "الإدراكية"، مطالبين بخضوعه لاختبار "الخرف".
وتناول الخطاب عددا من عثرات بايدن وزلاته خلال فترة رئاسته.
ومثل هذه المخاوف رددها الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو منافس رئيسي محتمل في سباق 2024.
وخلال الحملات السياسية في الفترة السابقة للانتخابات النصفية للكونغرس العام الماضي، عرض ترامب مرارا مقطع فيديو على الحشود يظهر فيه تعثرات بايدن وزلاته المختلفة.
وقال ترامب عند عرض الفيديو خلال تجمع انتخابي في أكتوبر/تشرين الأول في ولاية أريزونا: "لا يمكن لبايدن التحدث بوضوح. ولا يمكنه التفكير بذهن صاف."
وطبقا لجيم ميسينا، الذي أدار حملة إعادة انتخاب باراك أوباما عام 2012، ربما يعول الديمقراطيون على ترامب – وهو أصغر من بايدن بأربعة أعوام فقط – للمساعدة في تبديد المسألة العمرية.
وقال ميسينا: "الناخبون يقولون، اسمعوا، كلاهما كبير في السن. أخبروني من سيجعل حياتي أفضل؟."
من جهته، قال داني هايز ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن بواشنطن العاصمة لـ"سي بي سي": "إذا كان ترامب هو المرشح الجمهوري، أعتقد أن هناك فرصة جيدة جدا لأن تصبح انتخابات 2024 أيضا استفتاء على ترامب".
ولا يزال ترامب (76 عاما) ، الذي أعلن عزمه لإعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني ، هو المفضل لدى الناخبين الجمهوريين لتمثيل الحزب في انتخابات 2024.
وعلى الرغم من أنه لا يزال في وقت مبكر من السباق، فإن المنافس الرئيسي لترامب هو حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس ، الذي من المرجح أن يكون منافسا صعبا إذا قرر السعي للحصول على الترشيح.
وعلى الرغم من أن بايدن واجه أسئلة بشأن عمره قبل أربعة أعوام، إلا أن هذا الأمر لم يؤثر على حظوظه في الانتخابات الماضية.
وفي هذه المرة سيستمتع بايدن بمزايا إدارة حملة انتخابية بصفته رئيس حالي، بما فيها السفر على متن الطائرة الرئاسية وحضور الفعاليات السياسية التي تم التخطيط لها بدقة من جانب موظفي الحملة المحترفين والحراسة الأمنية المكثفة للرئيس.