بايدن وذكرى إنزال النورماندي.. هل عادت أمريكا من «عزلة ترامب»؟
قد تكون مشاركة جو بايدن في احتفالات ذكرى مرور ثمانية عقود على إنزال النورماندي نهاية للحقبة الأمريكية وسط مخاوف من عودة دونالد ترامب.
ومنذ 6 يونيو/حزيران 1944، لم تكن قيادة الولايات المتحدة للغرب ودعمها لقيمه موضع شك إلى هذا الحد.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه الديمقراطية اختبارها الأكثر صرامة مع تصاعد الشعبوية اليمينية المتطرفة على جانبي الأطلسي، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وفي كلمته خلال الاحتفالات بفرنسا، ربط بايدن بين تضحية المحاربين القدامى في يوم الإنزال وبين حرب أوكرانيا، داعيا "للوقوف معا من أجل الديمقراطية".
والدول الأوروبية التي هزتها هجمات ترامب المستمرة على حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ ولايته الأولى، اهتزت أكثر بسبب تعليقه الأخير بأنه سيسمح لروسيا بأن تفعل "كل ما تريده" مع الحلفاء الذين لم "يدفعوا فواتير" الإنفاق الدفاعي.
وهذا التعليق أضعف العقيدة التأسيسية للحلف القائمة على الدفاع المتبادل عن النفس والتي يجعل غيابها الحلف بلا معنى.
وحذر بعض مستشاري ترامب السابقين من أنه قد يحاول الخروج من الناتو إذا فاز بولاية ثانية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وحتى لو فاز بايدن، فإن رغبة الأمريكيين تتضاءل في ما يتعلق بالحفاظ على الضمانات الأمنية بعدما ترسخت فلسفة ترامب "أمريكا أولا" بعمق في الحزب الجمهوري الذي يضم شخصيات تتعاطف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تعاطف يبدو أكبر مما تظهره تلك الشخصيات مع الديمقراطيات الأوروبية التي أعادت واشنطن بناءها بعد الحرب العالمية الثانية وأدت شهور من تعطيل المساعدات لأوكرانيا إلى إثارة الشكوك حول دفاع واشنطن عن الديمقراطية.
هل "عادت أمريكا"؟
منذ فوزه في انتخابات 2020، سافر بايدن كثيرا حول العالم مرددا أن "أمريكا قد عادت"، لكن العديد من القادة الأجانب يشعرون بالقلق من أن ولايته لم تشهد عودة اليقين في القيادة الأمريكية.
وحاليا، يتوقع كثيرون في أوروبا عودة ترامب الذي تقوم سياساته على مزيج من الانعزالية والشعبوية، وهو المزيج الذي لم يأت من فراغ وإنما جرى استخلاصه من سنوات من الإخفاقات العسكرية الأمريكية في الخارج بأماكن مثل العراق وأفغانستان.
كما نبع من الاعتقاد المتزايد بين الأمريكيين بأن العولمة أدت إلى تآكل المكاسب المحلية من الرخاء والأمن والتي تحققت بعد الحرب العالمية الثانية.
بعبارة أخرى، كان هناك شعور متزايد بين الأمريكيين بأنهم سئموا دورهم العالمي وهو ما أثار مناقشات طال انتظارها في بعض العواصم الأوروبية حول بذل المزيد من الجهد لضمان أمن القارة العجوز.
ويعتقد تشارلز كوبشان، أحد كبار زملاء مجلس العلاقات الخارجية، أن التهديد الذي يواجه الغرب "لا يقتصر على ترامب فقط"، مشيرا إلى تصاعد اليمين المتطرف في فرنسا وألمانيا ومكاسبه المحتملة في الانتخابات الأوروبية.
وأضاف أنه حتى لو فاز بايدن، فإن الأمريكيين والأوروبيين يطرحون أسئلة صعبة حول الموثوقية الأمريكية.
والإنزال في نورماندي، كان بمثابة اللحظة التاريخية التي شهدت ظهور الولايات المتحدة كقوة عظمى، ويحمل الاحتفال هذا العام دلالات هامة للعديد من القادة مثل بايدن حيث يوفر له الفرصة لتسليط الضوء على حنكته السياسية في لحظة من الاضطرابات العالمية.
aXA6IDMuMTQ0LjkzLjM0IA== جزيرة ام اند امز