لقاء بايدن وأردوغان.. خلافات مريرة تنذر بفشل مرتقب
أكد خبراء أن لقاء الرئيس الأمريكي جو بادين ونظيره التركي على هامش قمة مجموعة السبع لن يحدث أي اختراق في جدار الأزمات المريرة بين البلدين.
وينتظر المراقبون للشأن التركي بفارغ الصبر ما يصدر عن اللقاء المقرر عقده يوم الإثنين المقبل، بين الرئيس جو بايدن ونظيره رجب طيب أردوغان على هامش قمة الناتو في بروكسل.
وقال ستيفن كوك، الباحث بزمالة "إيني أنريكو ماتي" لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية، إن قرار بايدن للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، واستعداد إدارته الكامل لاتباع نهج أكثر صرامة بشأن تركيا، يزيد بشدة الدراما المحيطة باللقاء المرتقب.
وأضاف كوك، خلال مقال منشور بمجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن علاقات أنقرة بالولايات المتحدة وأوروبا والناتو متأزمة منذ نحو خمسة أعوام، حين قامت الأولى بشراء المنظومة الدفاعية الروسية إس 400 ، وتهديد حلفاء الناتو في شرقي المتوسط، وقمع المعارضين بالداخل.
وأشار كوك إلى وجود شعور متزايد بأن واشنطن سئمت أخيرًا من الحكومة التركية، لكن لا يمكن لبايدن فعل الكثير بشأن المعضلة الجيوسياسية التي تشكلها الأخيرة، كما ليس مرجحًا أن يعترف بالتوتر – على الأقل علانية – بالنظر إلى تأكيده على إصلاح الروابط عبر الأطلسي وإظهار التضامن مع الحلفاء.
وطبقًا لكوك، ستظل تركيا حليفا للناتو على الورق، لكنها توقفت منذ فترة طويلة عن كونها شريكًا، وهذا لن يتغير في أي وقت قريب.
وأشار إلى أن ميزة تركيا داخل الناتو لطالما كانت موقعها؛ فبقربها من روسيا، والشرق الأوسط، ودول البلقان، تعد أنقرة أحد الأصول التي لا غنى عنها بالجانب الجنوبي الشرقي للناتو، لافتًا إلى أن ذلك لطالما منح أنقرة مقدارا من الحرية لمواصلة سياسات لم تتوافق تماما مع الحلف.
ولفت كوك إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت صارمة بشأن استخدام الحكومة التركية لشرطة الشغب لقمع الاحتجاجات الطلابية، والمحاكمة المخزية لرجل أعمال تركي وأكاديمي أمريكي كانا يواجهان اتهامات سخيفة بالتخطيط للانقلاب العسكري الفاشل الذي وقع عام 2016.
وأضاف:" كما أصدر البيت الأبيض نفسه بيانًا عندما انسحبت تركيا من اتفاقية إسطنبول لمكافحة العنف ضد النساء لعام 2011، ثم كان هناك الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، وهي شيء كان يأمل النشطاء الأرمن الأمريكيين رؤيته من الرئيس باراك أوباما، لكنه كان خائفا من إغضاب حليف مهم للولايات المتحدة".
وأشار كوك في ختام مقاله إلى أن "تركيا صداع، ولا يجب أن تكون هناك توقعات بشأن أن يفعل بايدن أو أردوغان الكثير حيال هذا الأمر في وقت قريب".
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز