«حان وقت الرحيل».. ظهور بايدن يُغضب الديمقراطيين

بعد الخسارة الكبيرة في انتخابات العام الماضي، يريد الديمقراطيون المضي قدما دون رئيسهم السابق جو بايدن، الذي أثارت عودته إلى دائرة الضوء غضبا في معسكره.
ورغم دفاعه عن قراره بالبقاء لفترة طويلة في السباق الرئاسي العام الماضي، أقر بايدن خلال مقابلة في برنامج "ذا فيو" بدوره في عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ومع ذلك لم يحظ بايدن بالاستقبال الحار الذي تمناه، حيث يتوق الكثيرون في الحزب الديمقراطي لقادة جدد ووجوه جديدة، في ظل سعيهم لإيجاد مخرج من الجمود السياسي، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وقال تشاك روشا، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي: "حان الوقت ليرحل جو بايدن بكل احترام، وليترك للجيل القادم من الديمقراطيين زمام الأمور".
وتابع روشا: "بالنسبة لنا نحن الذين نحاول إعادة بناء العلامة التجارية للحزب، فإنه لا توجد فائدة من تذكيرنا باستمرار بالعلامة التجارية القديمة التي لن تزول"، مشيرا إلى أن الجانب الإيجابي الوحيد في المقابلة هو أنه سرعان ما طغى عليها خبر اختيار بابا جديد للفاتيكان.
وجاء ظهور بايدن في الوقت الذي يسعى فيه الحزب الديمقراطي لتجاوز مأزقه الحالي بعد عزله عن السلطة وانخراطه في نقاش حاد حول توجه الحزب واستراتيجيته ضد ترامب.
ورغم أن بايدن غير مرحب به بالنسبة للعديد من الديمقراطيين، فإنه موضوع لا مفر منه حيث يستعد حلفاء الرئيس السابق لاحتمال نشر تسجيل صوتي لمقابلته مع روبرت هور، المستشار الخاص الذي حقق في تعامله مع وثائق سرية وأثار تساؤلات حول قواه العقلية.
كما أن هناك حالة ترقب لكتاب "الخطيئة الأصلية" المقرر إصداره في 20 مايو/أيار الجاري ويسلط الضوء على قرار بايدن الترشح لإعادة انتخابه "رغم وجود أدلة على تدهور حالته النفسية بشكل خطير"، وذلك وفقًا للنسخة الترويجية للكتاب.
وبالنسبة للعديد من الديمقراطيين، يُعيد كلا الحدثين إلى الأذهان المشكلات السابقة.
وقالت أماندا ليتمان، المؤسسة المشاركة لـ"اركض من أجل شيء ما"، وهي مجموعة تقدمية تُساعد الشباب على الترشح للمناصب "كل مقابلة يُجريها بايدن تُعيدنا إلى الوراء وتُذكرنا بالجيل الأكبر سنًا الذي أوصلنا إلى هذه الفوضى".
وأضافت: "أننا بحاجة إلى إعطاء الأولوية لسماع الجيل القادم من القادة الذين يُمكنهم إثارة حماس الحزب وإعادة بنائه".
ويرى بعض الديمقراطيين قيمة في عودة بايدن، حتى لو اعتبروا أنه بحاجة لأن يفكر بشكل أكبر في كيفية تقديم رسالته.
وقال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي آشلي إتيان، الذي عمل مستشارًا أول لبايدن، وكذلك لرئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي "أعتقد أن هذه نقطة تحول مذهلة كأمة، وكعالم، وبالتالي فإن أشخاص مثل بايدن يُضيفون قيمة إلى الحوار عندما يكون التركيز على العمل البنّاء".
وأضاف "أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون صادقين بشأن ما حدث وأن نواجهه ونتجاوزه.. جوهر ذلك هو تشريح جثة الحزب وفي غيابه ستكون هناك كل هذه الكتب التي ستملأ الثغرات وستجعل المشكلة دائمة وتعمق الجرح".
وقال مستشار لبايدن، طلب عدم الكشف عن هويته إنه لا توجد لدى الرئيس السابق فعاليات عامة فورية في الأسابيع المقبلة.
أما إيريكا لوي، التي عملت مساعدةً خاصة لبايدن خلال فترة رئاسته، فأشارت إلى أن بايدن هو الشخص الوحيد الذي هزم ترامب على الإطلاق، وقالت إنه في حين يحاول الحزب إعادة بناء نفسه فلا يوجد سبب يمنعه من أن يكون جزءًا من هذا النقاش.
وأضافت "لا شك أن الديمقراطيين ككل يعانون من مشكلة في الرسائل، ولكن لا يمكن إلقاء اللوم في ذلك على بايدن وحده".
وقالت كارين فيني، الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية المخضرمة، والتي عملت في حملة هيلاري كلينتون الرئاسية لعام 2016 "أعتقد أن الناس أرادوا سماع بايدن وهو يعترف ببعض الشعور بالمسؤولية".
وبالنسبة لبعض الديمقراطيين، لم تُسهم عودة بايدن إلا في صرف الانتباه عن الانتصارات الأخيرة للحزب مثل فوز مرشحهم المفضل في انتخابات المحكمة العليا لولاية ويسكونسون.
وقال أندرو هيتون، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي المقيم في جورجيا "معظم الديمقراطيين... سئموا من التشتيت".
aXA6IDMuMTI4LjMxLjEwNiA=
جزيرة ام اند امز