رسميا.. بايدن يُطلق أكبر خطة تحفيزية لاقتصاد أمريكا
وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، على قانون بأضخم برامج التحفيز الاقتصادي في تاريخ أمريكا، غداة تبني الكونجرس لها.
وقام بايدن، بالتوقيع قانون خطة التحفيز الاقتصادي المقدرة بـ1.9 تريليون دولار في المكتب البيضاوي بعد 7 أسابيع من وصوله إلى البيت الأبيض.
تشريع تاريخي
وبهذا التوقيع تدخل خطة التحفيز حيز التنفيذ، في ذكرى مرور عام على بدء الإغلاق الشامل في الولايات المتحدة لاحتواء جائحة فيروس كورونا.
وحسب رويترز، قال بايدن قبل التوقيع: "هذا التشريع التاريخي يستهدف إعادة بناء العمود الفقري لهذا البلد".
والأربعاء، قال الرئيس الأمريكي: "سأتحدث عن كل أحداث العام الماضي، لكن والأهم من ذلك، سأتحدث عما سيأتي".
وتابع: "هناك أسباب حقيقية للأمل، أعدكم. نرى النور في نهاية النفق".
وتسببت جائحة كوفيد-19 بوفاة أكثر من 525 ألف شخص في الولايات المتحدة، وسجل أول اقتصاد عالمي انكماشا بـ3,5% في 2020، الذي يعد أسوأ عام منذ الحرب العالمية الثانية.
أكبر حزمة تحفيز بالعالم
وحسب رويترز، بهذه الموافقة، أحرز الرئيس الأمريكي، جو بايدن أول انتصار كبير له منذ توليه الرئاسة، وبهذا سوف يتمكن من منح مساعدات مالية ملحّة لملايين العائلات والأنشطة التجارية التي تعاني من تداعيات الجائحة.
والخطة التي تطلّب إنجازها أشهرا، هي إحدى أكبر حزم الإنقاذ الأمريكية على الإطلاق، وسوف تؤثر على كافة جوانب أكبر اقتصادات العالم لأعوام قادمة.
وتتضمن حزمة التحفيز، نحو 400 مليار دولار لمدفوعات مباشرة تبلغ 1400 دولار لمعظم الأمريكيين، و350 مليار دولار لمساعدة حكومات الولايات والإدارات المحلية.
كما يشمل التحفيز، توسيع نطاق إعفاء ضريبي يرتبط بحضانة الأطفال ويزيد حجم التمويل المخصص لتوزيع اللقاحات.
وتموّل الخطة اللقاحات ضد كوفيد-19 وتبقي على مخصصات البطالة لملايين الأشخاص، وتوسع نطاق التمويل الفدرالي لقطاع الرعاية الصحية.
130 مليار دولار للمدارس
كما أنها تمدد تعليق عمليات الإخلاء وحبس الرهن وتزيد المعونة الغذائية وتخصص 130 مليار دولار للمدارس.
ويعتبر الديمقراطيون أن توسيع الإعفاء الضريبي بناء على عدد الأطفال سيقلّص فقر الأطفال بالنصف.
ترحيب صندوق النقد
اعتبر جيري رايس المتحدث باسم صندوق النقد الدولي، الخميس، أن خطة التحفيز الاقتصادي الأمريكية سيكون لها "آثار إيجابية" على النمو العالمي، لكنه أوصى بمراقبة المخاطر المحتملة لضخ كميات هائلة من الأموال في أكبر اقتصادات العالم.
وقال رايس، خلال مؤتمر صحفي إن الخطة الأمريكية سيكون لها "آثار إيجابية على بقيّة الاقتصاد العالمي".
وأضاف:" من المتوقع أن تستفيد معظم الدول من زيادة الطلب الأمريكي على السلع الأساسية وكذلك واردات السلع والخدمات".
وتابع: أن ذلك "سيساهم في النمو والتعافي العالميين".
لكنه حذّر أنه "في الوقت ذاته، علينا الانتباه إلى المخاطر ويجب على الدول بالطبع أن تكون يقظة (...) من أي مخاطر محتملة".
كما لم يستبعد حصول تعزيز كبير في نسب الفائدة، وبالتالي "كما هو الحال دائما، يجب مراقبة المخاطر المحتملة".
مراجعة النمو العالمي
فيما يتعلق بالتأثير المنتظر للخطة على الاقتصاد الأمريكي، يتوقع صندوق النقد الدولي حاليا تحقيق نمو إضافي بين 5 إلى 6 % على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وكان الصندوق قد قدر في يناير/كانون الثاني الماضي نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة 5.1% عام 2021.
وأوضح رايس، أن ذلك يعني مراجعة التوقع ورفعه، وكذلك رفع التوقعات بخصوص النمو العالمي.
ومن المنتظر أن ينشر الصندوق توقعاته المحدثة في 6 أبريل /نيسان المقبل.
حتى ذلك الحين، ستجري المؤسسة "تحليلا معمقا أكثر" حول تأثير خطة التعافي الأمريكي، وفق المتحدث.
وكان صندوق النقد الدولي قد رفع في كانون الثاني/يناير توقعات النمو العالمي، من 5.2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 5.5%، نتيجة تسريع حملات التلقيح وخطط الدعم الاقتصادي الحكومية.
وأوضح رايس، أنه في بيئة "حيث تكاليف التمويل بالدولار الأمريكي منخفضة بشكل استثنائي"، يجب على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية في الدول ذات الاقتصادات المتقدمة "إدارة مخاطر التعزيز المفاجئ في الظروف المالية بعناية".
تفاؤل منظمة التعاون والتنمية
ومع إقرار الخطة، رفعت منظمة التعاون والتنمية في المجال الاقتصادي الثلاثاء توقعات النمو لعام 2021 في ظل التحسن الكبير للآفاق الاقتصادية.
وقالت المنظمة إنها تتوقع تحقيق نمو اقتصادي عالمي بنسبة 5.6%، أي بزيادة 1.4% عن آخر توقعاتها في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كما توقعت نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 5.6% هذا العام، أي نحو ضعف توقعها السابق.
aXA6IDE4LjIyMi4xMjEuMjQg جزيرة ام اند امز