بايدن ونتنياهو.. اتصال هاتفي لجسر هوة الخلافات
هل يمكن أن يحل اتصال هاتفي الأزمة المتصاعدة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟
وقال البيت الأبيض إن "الرئيس بايدن تحدث مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للبحث في آخر التطورات في إسرائيل وغزة بما يشمل الوضع في رفح وجهود زيادة المساعدة الإنسانية إلى غزة".
واعتبر بايدن أن هجوما إسرائيليا بريا واسع النطاق في رفح سيشكل "خطأ"، معربا لنتنياهو عن "قلقه العميق" بهذا الشأن.
من جانبه، أعلن نتنياهو أنه أكد لبايدن خلال الاتصال الهاتفي تصميم إسرائيل على "تحقيق جميع أهداف الحرب"، بما في ذلك "القضاء على حماس".
وأضاف نتنياهو وفق بيان صادر عن مكتبه "تحدثتُ هذا المساء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، تحدثنا عن تطورات الحرب الأخيرة بما في ذلك تصميم إسرائيل على تحقيق جميع أهدافها، القضاء على حماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل مطلقا، مع توفير المساعدات الإنسانية الأساسية التي تساعد على ذلك".
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إن نتنياهو أبلغ بايدن بأنه سيرسل إلى واشنطن فريقا مشتركا من الوكالات لبحث العملية العسكرية المحتملة في مدينة رفح بجنوب غزة.
وهذه المكالمة هي الأولى بين الجانبين منذ 15 فبراير/شباط الماضي، وتأتي وسط توتر شديد بين إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة بسبب طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب في غزة، التي أعقبت هجوم حركة حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما تأتي هذه المكالمة بعد أن توترت العلاقات أكثر بسبب انتقاد جاك شومر زعيم الأغلبية في مجس الشيوخ لنتنياهو.
خلاف الجانبين الرئيسي جاء بسبب الحرب على غزة، إذ تعارض واشنطن تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية برفح في جنوبي غزة، وهو ما يصر عليه نتنياهو.
ورفض نتنياهو إجراء انتخابات عامة في إسرائيل، وأصر على موقفه من تنفيذ عملية عسكرية برفح في جنوبي غزة وسط تزايد الاتهامات له برفض التوصل إلى اتفاق حول الرهائن الإسرائيليين.
وأقر نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته، أمس الأحد، بأن الضغوط الدبلوماسية عليه تتزايد، وهو ما يشير إلى أن الأطراف التي دعمت حكومته في بداية الحرب لم تبق على مواقفها.
وبدا أمس أن نتنياهو حسم خيارته السياسية، ووضع رهانه وفق حسابات المكاسب والخسائر، إذ وضع مصلحته ومستقبله السياسي في المقام الأول، وهو يجري تلك الحسابات.
وقدم نتنياهو تحالفه مع اليمين المتطرف على العلاقة مع واشنطن، ما قد يؤدي لانتكاسة بعد الأزمة في العلاقة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، على ما بدا من خيارته السياسية خلال الأسابيع الماضية.