بايدن أم بن غفير؟.. نتنياهو يحسم خياره ويضع الرهان
حسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خيارته السياسية، ووضع رهانه وفق حسابات المكاسب والخسائر.
ويعتقد طيف واسع من الإسرائيليين أن نتنياهو كان يضع مصلحته ومستقبله السياسي في المقام الأول وهو يجري تلك الحسابات.
وقدم نتنياهو تحالفه مع اليمين المتطرف على العلاقة مع واشنطن ما قد يؤدي لانتكاسة بعد الأزمة في العلاقة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، على ما بدا من خيارته السياسية خلال الأسابيع الماضية.
ورفض نتنياهو إجراء انتخابات عامة في إسرائيل وأصر على موقفه من تنفيذ عملية عسكرية برفح في جنوبي غزة وسط تزايد الاتهامات له برفض التوصل إلى اتفاق حول الرهائن الإسرائيليين.
وأقر نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته الأحد، بأن الضغوط الدبلوماسية عليه تتزايد وهو ما يشير إلى أن الأطراف التي دعمت حكومته في بداية الحرب لم تبق على مواقفها.
على الجبهة أيضا
وقال نتنياهو في نص تصريحاته التي تلقتها "العين الإخبارية": "منذ نشوب الحرب نحارب على جبهتين - على الجبهة العسكرية وعلى الجبهة الدبلوماسية.. على الجبهة الدبلوماسية لقد تمكنّا حتى الآن من السماح لقواتنا بإمكانية القتال بشكل غير مسبوق على مدار خمسة أشهر كاملة، لكن لا يخفى أن الضغوط الدولية الممارسة علينا تتزايد".
وأضاف: "في المجتمع الدولي جهات تسعى لوقف الحرب الآن، قبل تحقيق كافة أهدافها، حيث إنها تقوم بذلك من خلال لصق التهم الملفقة للجيش، والحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء".
وتابع: "هذه الجهات تقوم بذلك من خلال مجهود يرمي لإجراء انتخابات الآن، في أوج الحرب، وهي تقوم بذلك علمًا بأن إجراء انتخابات في هذا الوقت سيؤدي إلى وقف الحرب، وإلى شل الدولة لمدة ستة أشهر على الأقل".
واستدرك: "فأود أن أوضح: لو أوقفنا الحرب الآن، قبل تحقيق كافة أهدافها، سيعني ذلك أن إسرائيل خسرت الحرب، ونحن لن نسمح بذلك. لذا لا يجوز لنا الاستسلام لهذه الضغوط، ولن نستسلم لها".
وأعلن نتنياهو عزمه "مواصلة التصدي للضغوط والاستمرار في القتال حتى النهاية"، مضيفا: "وليس من شأن أي ضغط دولي أن يوقفنا عن تحقيق كافة أهداف الحرب".
وأضاف: "من أجل القيام بذلك، سنقوم بعملية عسكرية في رفح أيضًا فهذه هي الطريقة الوحيدة للقضاء على فلول كتائب القتلة الحمساوية، والطريقة الوحيدة لممارسة الضغط العسكري الضروري لتحرير جميع مختطفينا"، على حد قوله.
بن غفير وسموتريتش
وفي الآونة الأخيرة بدا التناغم واضحا ما بين نتنياهو وزعيمي حزبي "القوة اليهودية" وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، و"الصهيونية الدينية" وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
ويدافع الثلاثة عن بعضهما البعض خاصة عندما يتعلق الأمر بانتقادات أمريكية أو دعوات لوقف الحرب على غزة أو التوجه إلى إجراء انتخابات.
وتدرك واشنطن أن بن غفير وسموتريتش يساهمان أكثر فأكثر نحو دفع نتنياهو للاستمرار في الحرب من أجل مكاسب شخصية؛ أولها إظهار نفسه كمنتصر، وثانيها تأجيل الانتخابات العامة التي تطيح بحكومته، وثالثها تأجيل التحقيق في سبب إخفاق 7 أكتوبر/ تشرين أول والذي من شأنه أن يزيد من الاتهامات الموجهة أصلا لنتنياهو بتهم الفساد.
وكان بايدن ألمح أكثر من مرة في الأشهر الماضية بوجوب إبعاد بن غفير وسموتريتش من الحكومة وإدخال عناصر براغماتية مثل زعيم حزب "الوحدة الوطنية" بيني غانتس.
ولكن نتنياهو يخشى من أن إجراء الانتخابات سيعني إسقاط حكومته ولذلك يحافظ على علاقة قوية مع بن غفير وسموتريتش لإبقاء حكومته رغم أنهما يبتزانه سياسيا.
ولكن مواقف نتنياهو هذه باتت تؤدي أيضا إلى احتجاجات داخلية في الحكومة بدأ يعبر عنها وزير الدفاع يوآف غالانت.
العناد
وكتب المحلل في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلي يوسي فيرتر بشأن رفض نتنياهو نقاش اليوم التالي للحرب على غزة: "لقد تجنب نتنياهو أي نقاش من هذا القبيل، لأنه لا يملك سوى استراتيجية واحدة، لا علاقة لها بتشكيل الصورة الدبلوماسية والعسكرية، بل من أجل بقائه الشخصي فقط".
وأضاف في مقال تحليلي تابعته "العين الإخبارية": "يوم الخميس، سمعنا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور الديمقراطي تشاك شومر، وهو يهودي ومؤيد لإسرائيل، يقول إن إسرائيل تحتاج بشكل عاجل إلى ائتلاف مختلف لتجنب التحول إلى دولة منبوذة".
وتابع: "وفي قلب "لا استراتيجية" يكمن رفض نتنياهو للسلطة الفلسطينية ونشطاء فتح في غزة كجزء من الحل للقطاع، في هذه المسألة، لقد تسلق بالفعل الشجرة عاليا جدا، إذا حاول النزول، فإن "القاعدة" ستعلقه على فرع".
ولفت إلى أن "وزير الدفاع يوآف غالانت له وجهة نظر مختلفة تماما، وهي سياسة واقعية تماما. كل رجل في غزة يحمل بطاقة هوية، البعض من حماس والبعض من فتح. البعض يحمل كلا الأمرين، ويميل إلى التعليق في الاجتماعات المغلقة. ويضيف: نحن منشغلون بالسؤال عمن سيحكم غزة في اليوم التالي؛ والخيارات، من الأسوأ إلى الأفضل، هي: حماس، إسرائيل، الفوضى، فتح".
وأردف بشأن نتنياهو "عناده يلحق الضرر بإسرائيل ويعزلها عن العالم. مثل هذا السلوك يؤكد ما يعتقده الكثيرون عنه: إنه يريد إطالة أمد الحرب إلى الأبد من أجل مصلحته الشخصية. ليس النصر الكامل".
وبالمقابل فقد اعتبر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق مئير بن شبات أن "بايدن فشل في فهم ما تعنيه هذه الحرب لإسرائيل".
وقال في مقال بصحيفة "إسرائيل هيوم" تابعته العين الإخبارية: "إن التوتر المتزايد بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، والذي تصاعد هذا الأسبوع إلى رسائل صريحة من الرئيس جو بايدن تجاه بنيامين نتنياهو، يجعل الأمر أسوأ بكثير بالنسبة للجيش الإسرائيلي لضمان حصوله على حرية العمل في غزة".
وأضاف: "كما أنها تضع القيادة المدنية الإسرائيلية أمام تحد: هل هناك طريقة لتحقيق أهداف الحرب في غزة دون تصعيد المواجهة مع إدارة بايدن وخسارة دعم البيت الأبيض؟".
وتابع: "إن وقوف بايدن إلى جانب إسرائيل في بداية الحرب سيُذكر كإحدى أهم النقاط في العلاقة الخاصة بين البلدين. لكنها ضعفت بمرور الوقت، والصور القادمة من غزة، والخلافات حول "اليوم التالي"، والسياسة الأمريكية الداخلية قبل الانتخابات الرئاسية، وكلها عوامل جعلت العلاقات متوترة وحساسة".
واعتبر أنه "وبينما يقول بايدن إنه يواصل دعم الأهداف التي حددتها إسرائيل للحرب، فإن المصطلحات التي وضعها عليها تجعل تحقيقها مهمة شبه مستحيلة".
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA=
جزيرة ام اند امز