خوادم حماس.. «عين ثالثة» في كاميرات إسرائيل
عدد كبير من الخوادم المتصلة بالحواسيب أقامتها حركة حماس تحت الأرض في غزة، عثر عليها الجيش الإسرائيلي عقب اجتياحه القطاع.
وبحسب صحيفة "إسرائيل هيوم"، ألقى الاكتشاف الضوء على المدى الحقيقي لقدرات الحركة في مجال الاستخبارات، ما أثار استغراب مسؤولي المخابرات الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش والاستخبارات والأمن العام (الشاباك) لاحظوا زيادة في نشاط حماس فيما يتعلق بجهود جمع المعلومات الاستخبارية.
وبمرور الوقت، بدا أن الحركة التي تسعى دائما للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن إسرائيل، تسعى جاهدة إلى تكثيف جهودها في هذا المجال.
وبحسب الصحيفة، كانت هذه الخوادم تدار من قبل "قسم المخابرات العسكرية" في حماس، الذي كان يضم قبل الحرب 2100 عنصر "حصلوا على معداتهم وخبراتهم من إيران وحزب الله".
وقاد هذه الوحدة في حماس أيمن نوفل، الذي تمت تصفيته في الأيام الأولى من الحرب، فيما كانت مديرية الاستخبارات العسكرية في جيش الدفاع الإسرائيلي، التي كانت تراقب القسم عن كثب، مقتنعة بأن لديها معلومات عن كامل نطاق أجهزة جمع المعلومات الاستخبارية التابعة للحركة.
ولاحقا، جرت مداهمة المكاتب واستعادة البيانات الموجودة على الخوادم التي أنشأتها حماس تحت الأرض، لينكشف لها مدى قدرات الحركة الحقيقية في مجال الاستخبارات.
أحد الأمثلة التي توضح الخطأ الاستخباري يظهر بوضوح في الكاميرات الأمنية التي اخترقتها حماس.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بنجاح حماس في اختراق بعض الكاميرات الأمنية المدنية بالمستوطنات الإسرائيلية لجمع المعلومات، إلا أنه بعد دخول غزة أصبح النطاق الهائل لمسعى حماس واضحا.
فقد تمكنت الحركة من الوصول إلى عشرات الكاميرات، العديد منها داخل الكيبوتسات على حدود غزة، ويعترف الجيش الآن أنه تم الإبلاغ عن مشكلة الكاميرا ولكن لم تتم معالجتها بالسرعة اللازمة.
والمجال الآخر الذي ظهرت فيه قدرات حماس الحقيقية بعد بدء حرب غزة هو الحرب السيبرانية، إذ لاحظ الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة العديد من محاولات حماس اختراق هواتف الجنود المحمولة.
إلا أنه كما هي الحال مع اختراق الكاميرات لم يعرف أن ما كان يدركه هو قمة جبل الجليد، قبل أن يستولي على خوادم حماس.
ثغرات
يدرك الجيش الإسرائيلي الآن أن هناك هجمات قامت بها حماس ولم يتم اكتشافها في الوقت الفعلي.
كما أن المعلومات الاستخباراتية التي استخرجتها من الهواتف التي تمكنت من اختراقها خدمتها جيدا في عملية طوفان الأقصى، بالإضافة إلى أنها نجحت في تطوير قدرات استطلاعية شملت مسيرات، حلقت فوق قطاع غزة، وقامت بتصوير الأراضي الإسرائيلية.
ويميل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي -حسب الخبراء الذين تحدثوا إلى "إسرائيل هيوم"- إلى التقليل من أهمية القدرات الاستخباراتية لحماس وإهمالها.
لكن البروفيسور نتانيل فلامر، المحاضر بجامعة بار إيلان، يقول "كان التصور في إسرائيل أن حماس لا تملك أجهزة استخباراتية جدية، وأنها على الأكثر تستطيع رفع المنظار والمراقبة من بعيد، وأن المنظمة ليست روسيا ولا الصين".
ويضيف "كان هذا خطأ كبيرا للغاية. كانت لدى حماس أجهزة استخباراتية عالية الجودة، لكن التهديد لم يتم استيعابه بشكل كاف في أنظمة الأمن الإسرائيلية، والواقع أن ما تكشّف بُهت منه مسؤولو الاستخبارات بإسرائيل"، وفق المصدر نفسه.
aXA6IDE4LjExOS4xNDIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز