دماء الجوعى في غزة تختلط بالدقيق المنفلت من أكياس قضى بعضهم الليل في البرد لاقتناصها، فيما عرضت حركة حماس مقترح صفقة مع إسرائيل.
يوميات حزينة لا تكاد تختلف عن سابقتها سوى بتفاصيل غالبا ما تشمل أسماء القتلى في القطاع المدمر، حيث دخلت الحرب يومها الـ161 دون بوادر انفراجة تذكر.
وقبيل ساعات من وصول أول سفينة محمّلة بالمساعدات إلى القطاع المهدّد بالمجاعة، أعلنت حماس فجر الجمعة أنّ 20 قتيلاً و155 جريحاً سقطوا ليل الخميس بنيران الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة، بينما كانوا ينتظرون شاحنات أغذية، في اتّهام سارع الجيش الإسرائيلي إلى نفيه.
وقال الجيش في بيان إنّ "التقارير التي تفيد بأنّ الجيش الإسرائيلي هاجم عشرات من سكّان غزة عند نقطة لتوزيع المساعدات هي تقارير كاذبة".
وأكد أنه بصدد "تقييم الحادثة بالدقة التي تستحقها"، ومناشداً "وسائل الإعلام أن تفعل الأمر نفسه وتعتمد حصراً على معلومات موثوق بها".
وتحذّر الأمم المتحدة من أنّ 2,2 مليون شخص مهدّدون بالمجاعة في قطاع غزة.
وتسعى دول عدة لاعتماد آليات ومسارات جديدة لإيصال المساعدات، شملت إلقاء المساعدات جواً وتدشين ممرّ بحري من قبرص إلى القطاع.
مقترح صفقة
تواصل الولايات المتّحدة ومصر وقطر، الدول الثلاث التي تتوسط بين طرفي القتال، مساعيها الرامية للتوصل إلى اتّفاق على وقف لإطلاق النار يستمر ستة أسابيع ويتخلّله إطلاق الحركة سراح قسم من الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم في غزة مقابل إفراج إسرائيل عن سجناء فلسطينيين.
وعرضت حركة حماس على الوسطاء تصورا لوقف إطلاق النار يتضمن مرحلة أولى تشمل "الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين.
في المقابل، يتم الإفراج عن عدد يتراوح بين 700 إلى ألف أسير فلسطيني، منهم 100 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية"، وفقا للمقترح الذي اطلعت عليه رويترز.
ويشمل الرقم 100 أسير فلسطيني يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح "المجندات النساء".
وفي مقترحها، قالت حركة حماس إنها ستوافق على موعد لوقف دائم لإطلاق النار بعد أول تبادل للرهائن بالأسرى، لافتة إلى أن الموعد النهائي للانسحاب الإسرائيلي من غزة سيتفق عليه بعد المرحلة الأولى.
وأضافت أنه سيتم إطلاق سراح جميع المحتجزين من الجانبين في المرحلة الثانية من الخطة.
من جهته، قال مكتب نتنياهو في بيان مقتضب مساء الخميس إنّ حماس "تواصل التمسّك بمطالبها غير الواقعية"، وإنّ تحديثاً بشأن محادثات الهدنة سيتم تقديمه "غداً" الجمعة إلى المجلس الوزاري الحربي.