هل قتلت إسرائيل رقم «3»؟ مصير مروان عيسى بين التأكيد والصمت
إعلان إسرائيلي وصمت من حركة حماس الفلسطينية حول مقتل مروان عيسى القيادي البارز بحماس في قطاع غزة.
فقد أعلنت هيئة البث الرسمية صباح اليوم الأحد مقتل القائم بأعمال رئيس الأركان في حركة حماس مروان عيسى بعد أن تعرض الأسبوع الماضي لغارة إسرائيلية.
والأسبوع الماضي، كشف دانيال هاغاري، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن الجيش شن عملية مشتركة مع الشاباك أغارت بطائرات مقاتلة على مجمع تحت الأرض يستخدمه 2 من كبار قادة حماس وسط قطاع غزة في منطقة النصيرات.
وأضاف أن أولهما مروان عيسى نائب محمد ضيف، وأحد مخططي هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لافتا إلى أنه "يعتبر جزءا من مثلث القيادة الحمساوي في قطاع غزة مع محمد الضيف ويحيى السنوار".
وقال إن المسؤول الثاني هو غازي أبوطماعة الذي عمل سابقا قائدا للواء مخيمات الوسطى الحمساوي، وهو حاليا مسؤول الوسائل القتاليّة في الحركة، مشيرا إلى أن الاثنين رافقهما عدد من "المسلحين الآخرين".
وأكد المتحدث أن الجيش الإسرائيلي لا يزال ينظر في نتائج الغارة، إذ لم يرد تأكيد نهائي بشأنها بعد، منوها إلى عدم وجود محتجزين إسرائيليين في مكان العملية المشتركة.
واليوم الأحد، أكدت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية مقتل عيسى في الغارة، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من حماس على الأمر حتى اللحظة.
إلا أن برنامج "هذا الصباح" الإذاعي الإسرائيلي ذكر أن حماس أكدت في محادثات مغلقة أن المسؤول الكبير قُتل في هجوم لسلاح الجو قبل نحو أسبوع، وبقي مدفونا تحت أنقاض النفق الذي كان فيه مع قائد لواء المعسكر المركزي للتنظيم الذي قتل معه.
ومنذ بداية الحرب في غزة، حددت إسرائيل 3 قياديين بحماس تعتبر قتلهم جميعا أو بعضهم انتصارا في حربها على غزة.
والثلاثة هم يحيى السنوار (61 عاما) قائد حماس في غزة، ومحمد الضيف (58 عاما) القائد العسكري لحركة "حماس"، ونائبه مروان عيسى (58 عاما).
وفي مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، قتلت إسرائيل صالح العاروري الذي تصفه بأنه القيادي رقم "4" في حماس، بغارة استهدفته خلال تواجده في لبنان.
وأطلع مسؤولون أمنيون، الوزراء في الحكومة الإسرائيلية، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني، يوم الجمعة الماضي، على أن "جميع المؤشرات تشير إلى مقتل نائب قائد الجناح العسكري لحركة (حماس) في وسط قطاع غزة، مروان عيسى، في غارة للجيش الإسرائيلي في وقت سابق".
ونقل موقع «واي نت» الإسرائيلي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله تعقيباً على الإحاطة الأمنية حول عيسى إنه "إنجاز عظيم لإسرائيل" في إشارة لمقتله.
وإذا صدقت التقارير الإسرائيلي سيكون عيسى هو أرفع قيادي بحماس تصل إليه إسرائيل منذ بداية الحرب الحالية قبل 163 يوما.
من هو مروان عيسى؟
تتهم إسرائيل مروان عيسى بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولد عيسى عام 1965، في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وانضم لحركة حماس في شبابه، حيث انضم لكتائب القسام الجناح العسكري للحركة، وكان مسؤولا عن تطوير قدراتها العسكرية.
ويتحرك عيسى بسرية تامة في قطاع غزة، ولا يعرف مكانه بدقة.
ولعب مروان عيسى دوراً مهماً في التخطيط لعملية اختطاف الجندي جلعاد شاليط، وتنسيق عملية إخفائه ثم التفاوض حوله، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية
وسبق أن اعتقلت إسرائيل مروان عيسى خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى بين عامي 1987 و1993، وذلك بسبب نشاطه التنظيمي في صفوف حماس.
عُين عيسى قائد لواء المنطقة الوسطى قبل أن يصبح عضواً في المجلس العسكري ثم أمين سر المجلس، حتى وصل إلى منصبه الحالي، نائباً لقائد القسام بعد اغتيال الرجل الثاني في الكتائب أحمد الجعبري عام 2012.
ونفذت إسرائيل أكثر من محاولة لاغتياله أصيب في إحداها عام 2006، كما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزله في غزة عام 2014.
وتنسب المخابرات الإسرائيلية إلى عيسى أكثر من 50% من المسؤولية عن هجوم حماس الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتخطيط له.