روسيا تسخر من بايدن.. والكارثة على عتبات مكتبه البيضاوي
تحولت زلة لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن حينما قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على أنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى مادة للسخرية في موسكو.
لكن السؤال الذي يشغل الجميع الآن، هل بالفعل يملك بايدن القدرة على اتخاذ قرارات حساسة في لحظة فارقة فيما الشكوك تدور بشأن لياقته الذهنية؟
الآن، وبينما تلح كييف للمطالبة للسماح لها بضرب القواعد الجوية والروسية في العمق، تلقي حالة بايدن الصحية بشكوك على قدرة القائد الفعلي لحلف شمال الأطلسي على اتخاذ قرارات صائبة.
من جهته، صور التلفزيون الحكومي في روسيا منذ فترة طويلة بايدن (81 عاما) على أنه رجل طاعن في السن يخاطر بالدخول في "حرب عالمية ثالثة"، على عكس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (71 عاما) الذي يصورونه على أنه عبقري وداهية.
لكن لا يبدو التوصيف الروسي بشأن الحرب العالمية الثالثة بعيد عن الصحة، فميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني زيلينسكي، أكد اليوم الجمعة أن كييف تريد من حلفائها رفع القيود التي تعوقها من شن هجمات بعيدة المدى داخل روسيا حتى تتمكن من تدمير القواعد الجوية الروسية، حيث توجد الطائرات المستخدمة في تنفيذ هجمات على أوكرانيا.
وأضاف بودولياك في منشور على منصة "إكس" أن كييف تسعى إلى تدمير القواعد الجوية التي تنطلق منها الطائرات الروسية لتنفيذ "ضربات واسعة النطاق ومتعمدة على السكان المدنيين والأهداف المدنية".
ومن شأن خطوة كالتي تطالب بها كييف أن تختبر صبر الرئيس بوتين الذي لوح أكثر من مرة من مخاطر دفعه لاستخدام أسلحة الردع الاستراتيجي، وهو على ما يبدو تسمية مخففة للأسلحة النووية.
واليوم الجمعة، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن بايدن أظهر أنه "مرشح مؤيد لروسيا ويخضع لسيطرة الكرملين"، وذلك بعد أن أخطا وهو يقدم نظيره الأوكراني في مؤتمر على أنه "بوتين" قبل أن يصحح خطأه لنفسه.
وتداولت نشرات الأخبار في روسيا مقطع فيديو لزلة لسان بايدن في قمة حلف شمال الأطلسي بواشنطن أمس الخميس.
ونال الخلط الذي وقع فيه بايدن بين اسم منافسه الجمهوري دونالد ترامب ونائبته كاملا هاريس بنصيب من التغطية.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "لاحظنا أن العالم كله انتبه لما حدث... واضح أنها زلات لسان".
وأضاف أن زلات لسان بايدن "شأن يخص الولايات المتحدة" لكن الكرملين لاحظ أيضا تعليقاته غير اللائقة عن بوتين، والذي وصفه الرئيس الأمريكي بأنه "مجنون وقاتل".
وقال بيسكوف "هذا غير مقبول، ولا نرى أنه يعكس صورة جيدة لرئيس الولايات المتحدة".
وتتزايد شكوك الديمقراطيين أنفسهم من ملائمة بايدن للترشح، وهم يخشون من أن البقاء في السباق ربما يمنح ترامب فرصة نصر مؤكد.
لكن ربما على الديمقراطيين القلق في الحالتين سواء نجح بايدن أو فشل، في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني، فعلى ما يبدو تتزايد الصعوبة في الإيمان بقدرته على اتخاذ قرارات بحجم السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي.
ومن جانبها، قالت روسيا إنها لا تخطط لمهاجمة دول حلف شمال الأطلسي مشيرة إلى أن الحلف هو الذي يؤجج التوتر.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إلى إعلان قمة حلف شمال الأطلسي الذي نص على أن "روسيا لا تزال تمثل أكبر تهديد مباشر على أمن الحلف".
وقالت زاخاروفا إن الحلف يحاول "تبرير وجوده، وتعزيز سيطرة واشنطن على الأقمار الصناعية الأوروبية".
وقال زعماء غربيون مرارا إن الرئيس الروسي سيأمر جيشه بالمضي قدما ومهاجمة دول حلف شمال الأطلسي في وسط وشرق أوروبا إذا لم يتم إيقافه في أوكرانيا.