طريق «لا رجعة فيه» وغلة كبيرة.. حصاد أوكرانيا في قمة الناتو
لم تحقق أوكرانيا حلم الانضمام إلى أكبر تكتل دفاعي بالعالم، أو حتى الدعوة لهذا، لكنها غادرت قمة واشنطن بِغلة كبيرة من العتاد والذخيرة.
دعمٌ سخي خرجت به كييف من قمة الناتو التي انعقدت في واشنطن من الثلاثاء وحتى الخميس، اعتبرته مجلة "فورين بوليسي" بمثابة تجميع جوائز ترضية لكييف التي لم تحصل على الشيء الأساسي الذي أرادته وهو دعوة الانضمام للحلف الدفاعي.
ولفتت المجلة إلى أن المساعدات العسكرية التي حصلت عليها أوكرانيا خلال القمة مهمة، ويمكن أن توفر دعما حقيقيا لها في ساحة المعركة أمام القوات الروسية.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في المجلة الأمريكية، يشمل هذا الدعم، أنظمة دفاع جوي جديدة من طراز باتريوت، وهو أمر طلبته أوكرانيا منذ أشهر، إلى جانب طائرات مقاتلة من طراز إف-16 من الدنمارك وهولندا، وحتى سرب من طائرات ميغ 29 من بولندا.
كما دافعت إدارة الأمريكي جو بايدن عما سمته "جسرا" لعضوية أوكرانيا في الناتو، الذي سيشمل تكثيف برامج التدريب المشترك، وإنشاء هيكل قيادة جديد للحلف لتنسيق المساعدات العسكرية المتدفقة إلى كييف وإرسال مبعوث دائم جديد له إلى هناك.
إف-16
80 طائرة مقاتلة من طراز إف-16 التي قال المسؤولون الأمريكيون إن الدنمارك وهولندا ستقدمانها في النهاية إلى أوكرانيا.
وسيقدم الدنماركيون 24 طائرة في البداية، فيما سيرسل الهولنديون 19، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
وأثار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حماسة الحشود في المنتدى العام لحلف شمال الأطلسي في واشنطن عندما أعلن أن أولى الطائرات ستصل إلى أوكرانيا بحلول نهاية الصيف.
وقالت الإدارة الأمريكية إن أوكرانيا ستكون قادرة على استخدام صواريخ جو-جو من طراز إف-16 في قتالها ضد روسيا.
وستحصل أوكرانيا أيضا على سرب جديد من الطائرات المقاتلة من طراز ميغ 29 التي تعود إلى الحقبة السوفياتية من بولندا.
وقال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي، إن ذلك قد يساعد إذا حاولت أوكرانيا شن هجوم مضاد آخر على الخطوط الروسية في مرحلة ما، إذ تفتقر كييف إلى القوة الجوية لدعم آخر دفعة عسكرية كبيرة لها في عام 2023.
مليارات الدولارات
40 مليار يورو (43.3 مليار دولار) تعهد حلفاء الناتو بمنحها لأوكرانيا كمساعدات عسكرية خلال العام المقبل، وفقا لبيان القمة.
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر بتقديم 3 مليارات جنيه استرليني (نحو 3.9 مليار دولار)، وأكد أن أوكرانيا يمكن أن تستخدم صواريخ ستورم شادو بعيدة المدى ضد الأراضي الروسية.
ويخطط الناتو أيضا لإنشاء قيادة جديدة لأوكرانيا في فيسبادن بألمانيا، والتي ستقوم بتنسيق التدريب وتبرعات المساعدات للبلاد، في حين ستواصل الولايات المتحدة قيادة مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية المعروفة أيضًا باسم "صيغة رامشتاين"، إذ قدم الحلفاء تعهدات بتقديم مساعدات كبيرة لكييف.
وسيقود القيادة الجديدة لحلف شمال الأطلسي جنرال أمريكي، ومعه نحو 700 موظف سيتصلون بنقاط تسليم الأسلحة في أوروبا الشرقية.
وسيكون هناك أيضًا مبعوث جديد لحلف شمال الأطلسي متمركز بشكل دائم في كييف. ولكن هناك شيئا واحدا لا يستطيع حلف شمال الأطلسي توفيره: ألا وهو نشر قوات برية على الأرض.
بطاريات دفاع جوي
عشرات من بطاريات الدفاع الجوي تخطط دول الناتو لمنحها لأوكرانيا.
فهناك بطارية باتريوت من إسبانيا ومكونات لواحدة من السويد. فيما سترسل الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا صواريخ باتريوت إضافية.
بينما هولندا ودول أخرى ستقدم ما يكفي من المكونات لتجميع بطارية أخرى، إلى جانب بطارية دفاع جوي من طراز IRIS-T من قبل النرويج وألمانيا.
كما ستقدم النرويج لأوكرانيا نحو 93 مليون دولار لتلبية احتياجات الدفاع الجوي.
وكذلك إيطاليا التي ستقدم نظام دفاع جوي من طراز SAMP-T .
الطريق إلى الناتو
في البيان الختامي لقمة الناتو، قال قادة الحلف إن أوكرانيا تسير على طريق "لا رجعة فيه" نحو عضوية التكتل الدفاعي.
لكن الجزء الذي تقول "فورين بوليسي" إنه تمت صياغته بعناية وتم دفنه أضعف بعض الإثارة.
فبعد الإشادة بالبلاد لإحرازها تقدم في "الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية والأمنية المطلوبة"، جاء في البيان: "بينما تواصل أوكرانيا هذا العمل الحيوي، سنواصل دعمها في طريقها الذي لا رجعة فيه نحو التكامل الأوروبي الأطلسي الكامل، بما في ذلك عضوية الناتو".
وأضاف "نؤكد من جديد أننا سنكون في وضع يسمح لنا بتوجيه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام إلى الحلف عندما يوافق الحلفاء ويتم استيفاء الشروط".
وقال أندريه يرماك، رئيس مجلس الوزراء الرئاسي الأوكراني، على هامش اللقاء السنوي للحلف، إنه وشعب بلاده "سعداء بنتائج القمة".
ووصف لغة البيان بأنها "قوية"، مستطردا "يمكننا أن نرى أن الحلف اتخذ خطوات حقيقية للأمام. أعتقد أن المحطة التالية هي أن أوكرانيا بحاجة إلى تلقي الدعوة" للانضمام.
وعندما سُئل عما إذا كان "الجسر" إلى حلف شمال الأطلسي سيقرب أوكرانيا، توقف يرماك لمدة ست ثوان كاملة، وهمهم، قبل أن يطلق تنهيدة طفيفة ويجيب “عندما تعيش في الحرب، يكون لديك سقف مختلف قليلا".
على المحك
يفكر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قطع تبادل المعلومات الاستخبارية الأمريكية مع أعضاء الناتو إذا عاد إلى البيت الأبيض، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو"، وهو جزء من مجموعة من الإجراءات التي يدرسها مستشاروه لقطع الدعم عن 32 دولة.
وقد ظهرت هذه الخطط، التي نقلها مستشارو ترامب إلى كبار المسؤولين الأوروبيين، على هامش قمة الناتو.
ويخشى المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون من أنها قد تعوق قدرة أوروبا على الدفاع ضد هجوم روسي آخر إذا حرك الكرملين نظرته العسكرية لأبعد من أوكرانيا.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjExMSA= جزيرة ام اند امز