بايدن يستميل «الهسبان» لتقليص الفارق بولايات متأرجحة
اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن منافسه في الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب باحتقار الأشخاص من ذوي الأصول اللاتينية (الهسبان).
ويأتي هجوم بايدن على خصمه الجمهوري في إطار سعيه لحشد دعم شريحة أساسية من الناخبين في ولايتي نيفادا وأريزونا المتأرجحتين.
ويتخلف المرشح الديمقراطي بايدن عن ترامب البالغ 77 عاما في سلسلة من استطلاعات الرأي في ست ولايات متأرجحة رئيسية بينها أريزونا ونيفادا يُتوقع أن تكون لها الكلمة الفصل في انتخابات 5 نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويحاول بايدن في الولايتين الغربيتين اللتين تتزايد فيهما نسبة المتحدرين من أمريكا اللاتينية، احتواء تراجع شعبيته لدى هذه الشريحة التي كانت تصوّت تاريخيا للحزب الديمقراطي، غير أنها باتت تميل أكثر إلى تأييد خصمه الجمهوري.
وقال بايدن لقناة "يونيفيجين" الناطقة بالإسبانية في مقابلة أذيعت الثلاثاء: "هذا الرجل يحتقر اللاتينيين".
وسلّط بايدن الضوء على استخدام ترامب المتكرر للخطاب المناهض للمهاجرين، مثل اتهامهم بأنهم "يسممون دماء البلاد" وتخطيطه لعمليات ترحيل جماعية لهم في حال انتخابه.
وأضاف بايدن "كان اللاتينيون أساسيين في الفوز الذي حققته عام 2020 وسيكونون كذلك مرة أخرى"، مؤكدا "أنا أعمل بجهد لكسب أصواتهم".
وخلال جولته التي تستمر ثلاثة أيام في الولايتين الغربيتين وبدأت الثلاثاء من نيفادا، من المقرر أن يطلق بايدن حملة خاصة تحت اسم "لاتينيون مع بايدن هاريس" تتضمن حملة إعلانية تلفزيونية كبيرة.
كما يركز بايدن البالغ 81 عاما في جولته على إنجازاته الاقتصادية وقضايا مثل الإجهاض والهجرة التي يعتقد الديمقراطيون أنها هامة للناخبين اللاتينيين.
وقالت مديرة الحملة جولي رودريغيز في بيان أنه "مع الحق في الإجهاض على المحكّ في أريزونا ونيفادا، ومع وظائف جديدة بأجور جيدة يمكن التباهي بها في قطاعي الطاقة الخضراء والمكونات الإلكترونية، ومع النقابات خلفنا"، فإن جو بايدن ونائبته كامالا هاريس "في موقع جيد للاستمرار في الفوز بناخبين في جنوب غرب" البلاد.
وحاول بايدن في لاس فيغاس الرد على مزاعم الرئيس السابق بأن الأميركيين في عهد ترامب كانوا أفضل حالا.
وقال بايدن في كلمة هناك "أثناء سفري عبر البلاد، يخبرني أشخاص في أحيان كثيرة كيف كان وضعهم متعثرا عام 2020. فقدوا أعمالهم وفقدوا الثقة في النظام".
وأضاف "لكن القوانين التي مررناها، والعمل الذي قمنا به معا، أوقفهم مجددا على أقدامهم. لدينا الكثير لنفعله. بالنسبة للكثير من الأشخاص الذين يحلمون بالحصول على منزل جيد وما زالوا يشعرون بأن ذلك بعيد المنال. أخذت علما بذلك".
وبعد نيفادا، ينتقل بايدن إلى فينيكس بولاية أريزونا التي شهدت إحدى أشدّ المعارك الانتخابية في 2020.
مفاتيح البيت الأبيض
وشكلت الولاية التي يقع ضمن نطاقها الغراند كانيون السباق الأقرب خلال المواجهة الأولى بين الرجلين قبل أربع سنوات، حيث تغلب بايدن على ترامب بفارق 10,457 صوتا فقط، أو بنسبة 0,3%.
أخيرا يتوجه بايدن إلى دالاس وهيوستن في تكساس لحضور مهرجانات جمع تبرعات يومي الأربعاء والخميس.
وعلى الرغم من وصف ترامب للمهاجرين بـ"المغتصبين" وتجار المخدرات الذين يعبرون الحدود من المكسيك، فإن الناخبين اللاتينيين باتوا يميلون أكثر إلى الجمهوريين.
وفاز بايدن بناخب لاتيني من أصل اثنين عندما تفوق على ترامب عام 2020، لكن سلسلة من استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر أن هذا الولاء بدأ يتراجع.
ونظرا لأن الجالية اللاتينية سريعة النمو وتشكل 19% من سكان الولايات المتحدة، فإن هذا الأمر يمثل مشكلة لبايدن.
ولم يعترف ترامب إطلاقا بهزيمته في انتخابات 2020، وتبنى الحزب الجمهوري في أريزونا نظريات المؤامرة التي أطلقها منذ ذلك الحين.
وهذا ما يؤجج المخاوف من اشتداد التوتر وصولا إلى وقوع أعمال عنف خلال الانتخابات المقبلة.