سباق البيت الأبيض.. بايدن يلجأ لريغان لمواجهة أزمة السن
يعرف الرئيس الأمريكي جو بايدن جيدا أن عمره هو أكبر نقاط ضعف حملته لإعادة انتخابه، وهي الأزمة التي واجهها الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريغان خلال سعيه للفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض عام 1984.
ويبدو أن بايدن يستلهم استراتيجية ريغان الذي كان يبلغ من العمر في ذلك الوقت 73 عاما، وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر".
وقال الموقع إن حملة ريغان أطلقت في سبتمبر/أيلول 1984 إعلانها "الصباح في أمريكا"، والذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أحد أكثر الإعلانات فعالية التي جرى بثها على شاشة التلفاز على الإطلاق.
وظهر في الإعلان أمريكيون يتجهون للعمل، وبائع صحف في طريقه، وزوجان في زفافهما، والعلم الأمريكي يرفعه عدد من الأفراد كما أشار إلى انخفاض التضخم وارتفاع ملكية المنازل مما يمهد الطريق لرخاء ملايين المواطنين، في حين قال الرواي "تحت قيادة الرئيس ريغان أصبحت بلادنا أكثر فخرا وأقوى وأفضل".
نفس الروح الإيجابية هيمنت على إعلان حملة بايدن "من أجلك"، الذي تحدث خلاله الرئيس الديمقراطي عن جهوده لإعادة بناء أمريكا من خلال مشاريع البناء وقوانين المناخ ودعمه للحقوق الإنجابية، إضافة إلى انتقاده خصمه الجمهوري دونالد ترامب بالاسم 3 مرات.
وإلى جانب الإيجابية، اعتمد بايدن لهجة ساخرة من نفسه حين قال "انظر، أنا شاب جدا، ونشيط، ووسيم. لماذا أفعل هذا بحق الجحيم؟".
كما قال أيضا "انظر، أنا لست شابا.. وهذا ليس سرا.. ولكن هذه هي الصفقة.. أنا أفهم كيفية إنجاز الأمور للشعب الأمريكي".
ويتشابه هذا الأسلوب الساخر مع أداء ريغان خلال المناظرة الثانية والأخيرة مع خصمه الديمقراطي والتر مونديل، الذي كان يبلغ من العمر وقتها 56 عاما، حيث قال "لن أجعل العمر قضية في هذه الحملة.. لن أستغل، لأغراض سياسية، شباب خصمي وقلة خبرته"، ليضحك الحضور على المزحة بمن فيهم مونديل نفسه.
وفي النهاية فاز ريغان في انتخابات الرئاسة التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني 1984 بأغلبية ساحقة، حيث فاز في 49 ولاية من أصل 50، وفي الشهر نفسه فاز بايدن بفترة ثالثة ممثلا لولاية ديلاوير في مجلس الشيوخ.
وبعد مرور ما يقرب من 40 عاما، يواجه بايدن بعضا من التحديات الأكثر صعوبة في حياته السياسية، حيث أصبحت الولايات المتحدة أكثر استقطابا مما كانت عليه في عام 1984.
وفي حين واجه ريغان انتقادات حول عمره في فترة متأخرة من الحملة، تعرض بايدن للانتقادات معظم الأوقات خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض، وتظهر استطلاعات الرأي أن معظم الناخبين يرونه أكبر من أن يشغل منصب الرئيس.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNi43IA== جزيرة ام اند امز