سياسات بايدن الخاطئة تضع صناعة الديزل الأمريكية في مأزق
لم يسبق أن تراجعت مخزونات الديزل في الولايات المتحدة لأدنى مستوى منذ عام 1951 كما هي عليه بختام الأسبوع الماضي، مسجلة 106 ملايين برميل.
وصعدت أسعار الديزل إلى أكثر من 200 دولار للبرميل في تعاملات الأسبوع الماضي داخل الأسواق الأمريكية، لأسباب مرتبطة بتراجع وفرة المعروض، بينما تكافح إدارة بايدن في حل ارتفاع أسعار المشتقات داخل أسواقها.
وأسعار الديزل المسجلة الأسبوع الماضي تعتبر الأعلى على الإطلاق باستثناء فترة أبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين، بالتزامن مع تصاعد أزمة الأسعار بفعل الحرب الروسية الأوكرانية.
- الديزل أحدث مخاوف سلاسل الإمداد.. بوادر أزمة عالمية
- شرخ في الكونجرس بفعل "حدث نادر".. هل يطفئ فيتو بايدن نيران الديزل؟
هذه المستويات المنخفضة تنذر بالخطر، لأن الديزل هو العمود الفقري للاقتصاد العالمي، حيث يعمل الديزل على تشغيل الشاحنات وعربات النقل والحفارات وقطارات الشحن والسفن.
والنقص في معروض الديزل يعني ارتفاع تكاليف كل شيء من النقل بالشاحنات إلى الزراعة إلى البناء، التي ستشهد ارتفاعات متتالية، ما يقوض جهود الفيدرالي الأمريكي في كبح جماح التضخم الذي تحاربه بزيادات قوية على أسعار الفائدة.
وتركت أزمة الديزل إدارة بايدن في مواجهة خيارات صعبة للغاية، فإذا ترك السوق بمفرده فمن المرجح أن ترتفع الأسعار أكثر قبل أن تنخفض.
لكنه إذا تدخل، عبر خفض مستويات الحد الأدنى للمخزون أو تقييد الصادرات، فمن المحتمل أن يظهر ارتفاع الأسعار في مكان آخر في العالم، أي سيكون لأي من المسارين تداعيات كبيرة على التدفق الداخلي وأمن الطاقة في أمريكا اللاتينية وأوروبا.
ويظهر الرسم البياني أدناه حجم مخزونات الديزل في الولايات المتحدة للفترة من عام 1945 حتى أكتوبر/تشرين الأول 2022:
تعتبر الولايات المتحدة مصدرا للديزل في عدد من دول أمريكا اللاتينية، والأهم أنها مصدر للديزل في قارة أوروبا التي تكافح هي الأخرى من شح وفرة الغاز اللازم لتوليد الطاقة، وتتجه لحظر واردات النفط والنقد من روسيا، ابتداء من ديسمبر/كانون الأول المقبل.
أسباب انهيار المخزونات وارتفاع الأسعار
أولاً، تعافى الطلب المحلي على الديزل بشكل أسرع من البنزين ووقود الطائرات من تأثير الوباء، مما أدى إلى استنزاف المخزونات.
ثانيا، الطلب الأجنبي قوي أيضا، حيث ارتفعت صادرات الديزل الأمريكية عند مستوى مرتفع بشكل غير عادي، خصوصا لكل من أمريكا اللاتينية والقارة الأوروبية.
وأصبح الديزل الأمريكي بديلا لبعض دول أوروبا عن الديزل القادم من روسيا، وبالتالي فإن أي وقف لصادرات الديزل الأمريكية قد يعني أن واشنطن تركت حلفاءها يواجهون أزمة الطاقة بمفردهم.
ثالثًا، الولايات المتحدة لديها أيضا تكرير أقل أكثر من ذي قبل، مما يقلل من قدرتها على إنتاج الوقود، وهو يعود إلى تأكيدات من البيت الأبيض بضرورة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة.
رابعا، هناك الحرب الروسية الأوكرانية.. فقد كانت الولايات المتحدة تستورد كمية كبيرة من النفط الروسي قبل الحرب، والتي حولتها مصافي التكرير في خليج المكسيك إلى ديزل، وانتهى الأمر بفرض البيت الأبيض عقوبات على صادرات البترول الروسية.
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز