شرخ في الكونجرس بفعل "حدث نادر".. هل يطفئ فيتو بايدن نيران الديزل؟
تفاقمت أزمة الديزل في الولايات المتحدة الأمريكية حتى تسببت في انقسام داخل الكونجرس سببه "فيتو بايدن"، بعد زيادة الأسعار 75% في 12 شهرا.
ومع إعلان البيت الأبيض عن نيته (في حدث نادر) السحب من مخزونات الديزل لتخفيف أزمة الإمدادات التي تسببت في ارتفاع الوقود الصناعي خلال الأشهر الأخيرة، ظهر انقسام جديد داخل الكونجرس الأمريكي، ما بين حزب الديمقراطيين الذي يؤيد مشروع قانون يسمح للرئيس الأمريكي بإصدار قرار طارئ يمنع فيه شركات الطاقة من زيادة أسعار البنزين والوقود المنزلي بشكل مفرط، وحزب الجمهوريين الذي يرفض المشروع تماما ويعتبره "فيتو" رئاسيا لن يحل الأزمة، بحسب رؤية بعض المصادر المقربة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن إدارة "جو بايدن" تدرس ما إذا كانت ستقوم بالسحب من منشأة احتياطي زيت التدفئة في الشمال الشرقي للتعامل مع الأزمة، حسبما أذاعت محطة "سي إن إن".
وتم إنشاء الاحتياطي الأمريكي من الديزل في عام 2000، ولم يتم استخدامه إلا مرة واحدة بعد إعصار ساندي في عام 2012، كما أنه يبلغ نحو مليون برميل فقط، ما يعادل يوما واحدا من الإمدادات بالمنطقة.
ويهدف احتياطي الديزل إلى توفير الحماية للمنازل والشركات في شمال شرق الولايات المتحدة، في حال حدوث انقطاع في الإمدادات.
ويوجد احتياطي الديزل الأمريكي في 3 مواقع بمنطقة الشمال الشرقي، هي 400 ألف برميل في منطقة بوسطن، و300 ألف برميل داخل منطقة ميناء نيويورك، و300 ألف برميل في غروتون بولاية كونيتيكت.
إلى أين تتجه أزمة الديزل الأمريكية؟
تقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عند مفترق الطرق أمام أزمة الديزل التي لم تقتصر على قفزة الأسعار 75% في 12 شهرا، بل تفاقمت أيضا لتشهد نقصا حادا في الإمدادات.
ولمعرفة مصير أزمة الديزل في الولايات المتحدة، ثمة سيناريوهان فقط للخروج من الأزمة، أحدهما موافقة الكونجرس على مشروع قانون "فيتو بايدن" الذي يسمح بإصدار قرار طارئ يلزم الشركات بتخفيض الأسعار، أو السيناريو الآخر وهو الأصعب من خلال اللجوء إلى السحب من مخزون الاحتياطيات.
وتجدر الإشارة إلى أن السحب من احتياطيات النفط الأمريكي يترتب عليه زيادة في سعر البرميل، وهو الأمر الذي تحاول إدارة بايدن تفاديه خلال الفترة الراهنة، في ظل أزمة نقص الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا.
"لهيب" أسعار المحروقات في أمريكا
وكانت أسعار البنزين والديزل ارتفعت في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي قبيل موسم القيادة الصيفي في البلاد، ما يمثل تحديا للرئيس جو بايدن والاحتياطي الفيدرالي وسط محاولات التصدي للتضخم الأسرع منذ عقود.
وبلغ متوسط أسعار البنزين 4.374 دولار للجالون، بحسب جمعية السيارات الأمريكية، فيما سجل الديزل رقما قياسيا عند 5.50 دولار.
ومن المقرر أن يفاقم هذا الارتفاع الضغوط التضخمية التي تجتاح أكبر اقتصاد في العالم.
ويبدأ موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة خلال نحو ثلاثة أسابيع.
ويعتبر الديزل وقودًا مهمًا للاقتصاد الأمريكي، حيث يوفر الطاقة لمعدات الزراعة والبناء والشاحنات والقوارب والقطارات التي تنقل البضائع في جميع أنحاء البلاد.
وكانت الولايات المتحدة قد سحبت من مخزوناتها الاستراتيجية من النفط الخام في الفترة الماضية، مع ارتفاع أسعار البنزين لمستويات قياسية نتيجة صعود تكاليف الطاقة حول العالم.
أسعار النفط اليوم
وتراجعت أسعار النفط بنحو دولار اليوم الثلاثاء، بفعل مخاوف من ركود محتمل وقيود مكافحة كوفيد-19 في الصين، الأمر الذي فاق تأثير قلة المعروض العالمي وتوقعات بزيادة الطلب على الوقود مع بدء موسم السفر الصيفي في الولايات المتحدة.
وخفضت بنوك استثمارية منها يو.بي.إس وجولدمان ساكس توقعاتها لنمو الصين في 2022. في الوقت نفسه قالت مديرة صندوق النقد الدولي إنها لا تتوقع حدوث ركود في الاقتصادات الكبيرة، لكن لا يمكن استبعاد ذلك.
وبحلول الساعة 0815 بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 56 سنتا أو 0.5% إلى 112.86 دولار للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط 72 سنتا أو 0.7% إلى 109.57 دولار للبرميل.
وتكثف بكين جهود الحجر الصحي لإنهاء تفشي فيروس كورونا، في حين ترفع شنغهاي إجراءات الإغلاق المطولة في غضون أيام.
وصعدت أسعار النفط هذا العام إذ بلغ خام برنت 139 دولارا للبرميل في مارس/آذار، وهو أعلى مستوياته منذ 2008، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي عزز مخاوف بشأن الإمدادات.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMi4xOCA= جزيرة ام اند امز