قمة أبيك.. بايدن وشي يجتمعان في لقاء الفرصة الاقتصادية الأخيرة
تتجه الأنظار في الأوساط الاقتصادية على مستوى العالم إلى اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينغ اليوم.
ويلتقي خلال ساعات بايدن وبينغ في اجتماع على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك" APEC، فيما يعد منعطفًا حاسمًا في العلاقة المعقدة بين الولايات المتحدة والصين، بحسب المحللين.
ووفقا لتحليل نشره موقع شبكة "سي إن بي سي"، بعنوان "هل تكون قمة بايدن وشي هي الفرصة الأخيرة لتحقيق الاستقرار في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين"، فإن علاقة البلدين تواجه تحديات أكثر مما واجهته في العقدين الماضيين لأن كليهما متورط في صراع طويل الأمد يهدف إلى التفوق العالمي، وكل منهما يهدف إلى تشكيل قواعد النظام الدولي وقواعده ومعاييره في المستقبل المنظور.
ورغم ذلك هناك مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة العالميين، بما في ذلك الدول الكبيرة والصغيرة والمستثمرين والشركات، حريصون على رؤية هذه القوى الكبرى تستكشف فرص التعاون ومعالجة قضايا عالمية مثل الحد من الأسلحة النووية، ومكافحة تغير المناخ، وتنظيم الذكاء الاصطناعي.
ويعد السؤال الملح المطروح الآن هو ما إذا كانت الدولتين قادرتين على تحقيق التوازن بفعالية بين المنافسة الاستراتيجية طويلة الأمد بينهما والحاجة المتزايدة لإدارة علاقتهما. وفي الواقع، فإنه يجب عليهما أيضا أن يعيدا بناء آليات التعاون الأساسية من أجل التصدي للتحديات الوجودية التي نشأت.
نتائج محورية للاجتماع
وبحسب التحليل، فإن نتيجة الاجتماع بين شي وبايدن ستكون محورية في تحديد ما إذا كانت الدولتين على الطريق نحو منع تصعيد المنافسة إلى صراع، مع السعي بنشاط إلى إيجاد سبل للتعاون في مواجهة التحديات العالمية الملحة.
ومن الضروري أن تعترف الولايات المتحدة والعالم بأسره بأن الصين تلعب دوراً مهماً في تحديد مسار هذه العلاقة.
وفي حين تبدو الولايات المتحدة غالبا وكأنها تتولى دور "صاحب القرار"، فمن الأهمية بمكان تبديد هذه الفكرة والاعتراف بالدور الكبير الذي تلعبه الصين ومسؤوليتها في تشكيل الديناميكيات المعقدة لهذه العلاقة.
سياسات قوية
وقد نفذت الولايات المتحدة مؤخراً سياسات قوية تهدف إلى حماية مصالح أمنها القومي والتأثير على سلوك الصين على المدى الطويل.
ويشمل ذلك زيادة تركيز الولايات المتحدة على التجسس، والتجسس الإلكتروني وتدابير لتعزيز وتوسيع ضوابط التصدير على رقائق أشباه الموصلات، وأمر تنفيذي بشأن فحص الاستثمارات الخارجية، وإدراج الشركات الصينية في قوائم الأهداف التجارية والاقتصادية المختلفة مثل كيانات بنك التسويات الدولية القائمة التي استشهدت بها الصين كدليل على تركيز الولايات المتحدة على احتواء القوة الوطنية الشاملة للصين.
وبعيدًا عن هذه النقاط المثيرة للجدل، يوفر اجتماع شي-بايدن على هامش قمة أبيك بيئة مثالية للولايات المتحدة والصين لإحياء روح التعاون والتنسيق، مما يذكرنا بإطار التعاون الذي انبثق عن قمة مجموعة العشرين في العام الماضي.
وقد ظهرت علامات التقدم في أعقاب سلسلة من المبادرات الدبلوماسية الصيفية، بما في ذلك زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الصين، والزيارات اللاحقة رفيعة المستوى من مسؤولين مثل وزيرة الخزانة جانيت يلين، ومبعوث المناخ جون كيري، ووزيرة التجارة جينا ريموندو. وحتى السيناتور تشاك شومر، وهو من الصقور المعروفين بموقفه تجاه الصين، قاد وفداً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى الصين، مما يعكس الرغبة في إدارة علاقة تتسم بالخلافات حول حقوق الإنسان، والتجارة، والتنمية العسكرية في الصين. علاوة على ذلك، أبدت الرحلة التي قام بها حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم مؤخرا إلى الصين تفاؤلا بشأن التعاون المحتمل في مجال تغير المناخ، على الأقل على المستوى دون الوطني.
الشركات الأمريكية
وترغب العديد من الشركات الأمريكية بشدة في إقامة علاقة ثنائية مستقرة، معتقدة أنها يمكن أن تساعد في التخفيف من المخاطر الجيوسياسية التي تلوح في الأفق على عملياتها في الصين.
ومن بين هذه الشركات عمالقة مثل شركة أبل التي تتمتع بمكانة فريدة من نوعها، وتعتمد بشكل كبير على السوق الصينية لتحقيق حصة كبيرة من إيراداتها ودعم توقعات النمو الخاصة بها. فالصين ليست مجرد سوق استهلاكية ضخمة؛ بل تمثل مركزًا للتصنيع، وتوفر بنية تحتية إنتاجية فعالة من حيث التكلفة.
ومع ذلك، فإن هذا الاعتماد عميق الجذور يؤكد مدى تعرضهم للاضطرابات والشكوك في المشهد المتغير باستمرار للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين. ويرتبط نجاحهم التشغيلي بشكل معقد بالوصول دون عائق إلى السوق الصينية الواسعة. وأي أعباء أو قيود على قدرتهم على ممارسة الأعمال التجارية داخل حدود الصين يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أدائهم المالي وربحيتهم.
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg
جزيرة ام اند امز