العجوز والمجنون.. ثنائي يزيد اشتعال الدوري الإنجليزي
كارلو أنشيلوتي المدير الفني لإيفرتون ومارسيلو بيلسا مدرب ليدز يونايتد يشعلان انطلاقة الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز.
زاد فريقا إيفرتون وليدز يونايتد، بقيادة المدربين الإيطالي كارلو أنشيلوتي والأرجنتيني مارسيلو بيلسا على الترتيب، من حالة الاشتعال والمنافسة القوية في الدوري الإنجليزي الممتاز، المصنف كأقوى دوري في العالم، نظرا لوجود عدد كبير من الأندية التي تتصارع على قمة الترتيب.
أنشيلوتي قاد إيفرتوت حاليا لصدارة البريمييرليج بفارق الأهداف عن أرسنال وكريستال بالاس، بينما حقق ليدز يونايتد العائد بعد غياب 16 عاما للمسابقة، انتصاره الأول هذا الموسم على حساب فولهام بنتيجة 4-3.
العجوز يبحث عن رد الاعتبار
المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، الملقب بالـ"العجوز"، يسعى لاستعادة بريقه السابق، وذلك بعد خفوته في السنوات الأخيرة.
أنشيلوتي (61 عاما) بدأ التدريب عام 1995 مع نادي ريجينا في إيطاليا، بعد 3 سنوات فقط من اعتزاله اللعب، وحقق إنجازات تاريخية مع ميلان ويوفنتوس ومنتخب إيطاليا وتشيلسي وريال مدريد.
وأقيل أنشيلوتي من تدريب ريال مدريد بعد موسم صفري في 2015، وانتهت تجربته التالية مع بايرن ميونيخ في 2017 بشكل أكثر كارثية حيث أقيل في منتصف الموسم بسبب سوء النتائج، ورُمي بسهام النقد منذ ذلك الحين، وواجه اتهاما باعتماده على أساليب قديمة لا تساير كرة القدم الحديثة.
وبخلاف النقد الموجه لأنشيلوتي من وسائل الإعلام، فضح بعض اللاعبين، بالتلميح والتصريح، عدم رضاهم عن أسلوب العجوز الإيطالي، خاصة في التدريبات.
وبعد أيام من إقالة أنشيلوتي، قال أريين روبين نجم البافاري السابق: "أسلوب التدريب مع أنشيلوتي لا يصلح في نادي مثل بايرن ميونيخ، التدريب الذي يخوضه ابني في فريق الناشئين أفضل من ما قمت به تحت قيادته".
مصلحة مشتركة
تجربة أنشيلوتي مع إيفرتون يمكن تصنيفها كعلاقة لتبادل المنافع أو المصالح المشتركة، فالمدرب الإيطالي المخضرم يسعى لتحقيق إنجازات جديدة ومحو الخيبات التي تلاحقه مؤخرا، وذلك بقيادة مشروع "التوفيز" الطموح، الساعي للعودة إلى مصاف الكبار بعد سنوات طويلة من الغياب.
وتولى أنشيلوتي تدريب إيفرتون في نهاية العام الماضي، بمنتصف موسم 2019-2020، وكان الفريق حينها على بعد خطوات قليلة من منطقة الهبوط، وقاده المدرب الإيطالي إلى المركز الـ12 برصيد 49 نقطة، بفارق 15 نقطة عن الهابطين.
ويمتد عقد أنشيلوتي مع "التوفيز" حتى صيف 2024، ما يؤكد أن التعاقد معه جاء من أجل تنفيذ مشروع كبير وليس فقط البقاء في الدوري الممتاز، وهو ما أثبتته أيضا التعاقدات القوية التي أبرمها النادي هذا الصيف.
فنان كولومبي يقود حملة العودة
تعاقد إيفرتون مع 5 لاعبين مميزين في الميركاتو الصيفي الحالي، وهم ثلاثي الوسط المكون من آلان من نابولي، وعبدولاي دوكوري من واتفورد، وجيمس رودريجيز من ريال مدريد، بجانب الظهير نيلس نكونكو من أولمبيك مارسيليا والمهاجم شاني تاراشاي من إيمن الهولندي.
الكولومبي رودريجيز كان الصفقة الأبرز لإيفرتون، حيث يعد "ابنا بارا" لأنشيلوتي الذي أشرف على تدريبه في ريال مدريد (2014-2015) وبايرن ميونيخ (2017)، ويسعى بدوره لاستعادة تألقه تحت قيادة "الأب الروحي"، بعد فترة مخيبة مع الريال بقيادة زين الدين زيدان، الذي لم يكن مقتنعا بقدراته.
إيفرتون قدم أداء مذهلا وحقق الفوز في أول مباراتين له بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، على حساب توتنهام 1-0 ووست بروميتش 5-2، ونجح رودريجيز في قيادة "أوركسترا" التوفيز في المباراتين، ويبدو أنه سيحقق النجاح المأمول في تجربته الجديدة.
أنشيلوتي اعتمد على جيمس أساسيا في مباراتي توتنهام ووست بروميتش، وساهم النجم الكولومبي بشكل ملحوظ في ضغط إيفرتون على "السبيرز" باللقاء الأول، قبل أن يترجم تألقه بإحرازه هدفا وصناعة آخر في المباراة الثانية.
وقال موقع "Squawka" الإنجليزي في تحليله لمباراة إيفرتون ووست بروميتش، إن إيفرتون وقّع مع جيلفي سيجودرسون قبل 3 أعوام مقابل 45 مليون جنيه إسترليني، وذلك من أجل تعزيز خط وسط الفريق ومنحه الكثافة الهجومية المطلوبة، لكنه لم يقدم الأداء الذي يتناسب مع قيمة الصفقة.
وأضاف الموقع أنه في الجانب المقابل، فإن رودريجيز الذي كلف النادي أقل من نصف هذا المبلغ، نجح في تقديم الدور المطلوب في أول اختبارين، ويبدو أن ما زال لديه ما يقدمه لكتيبة أنشيلوتي.
المجنون يلهب البريمييرليج من أول ظهور
الدوري الإنجليزي يحظى بمدرب آخر لا يقل ثقلا عن أنشيلوتي هو الأرجنتيني "المجنون" مارسيلو بيلسا، المدير الفني لفريق ليدز يونايتد، وصاحب الفكر الثوري الملهم لعدد من المدربين الكبار، أبرزهم بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي.
بيلسا كان قريبا من قيادة ليدز إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الماضي، لكنه خسر في مرحلة التصفيات، قبل أن يفوز بالنسخة الماضية من دوري الدرجة الأولى وينجح في التأهل هذا الموسم، ويعود للأضواء مرة أخرى بعد غياب 16 عاما.
ليدز مع مدربه المعروف بأسلوبه الهجومي، أظهر شراسة وقوة في بداية ظهوره بالدوري الممتاز، ووجه رسالة لجميع المنافسين أنه لا يسعى فقط للبقاء، بل لمقارعة الكبار، حيث خسر بصعوبة بالغة 3-4 أمام ليفربول حامل اللقب بالجولة الافتتاحية، وفاز بالنتيجة ذاتها على فولهام في الجولة الثانية.
بيلسا بدأ مسيرته التدريبية قبل 40 عاما، ودرب العديد من الأندية في الأرجنتين والمكسيك وأوروبا، كما تولى القيادة الفنية لمنتخب الأرجنتين بين 1998 و2004، غير أنه لم يحقق إنجازات ضخمة.
وعلى الرغم من أن بيلسا، المدافع السابق، لم يلعب كرة القدم بشكل احترافي سوى 5 سنوات فقط 1975-1980 مع أندية متوسطة المستوى في الأرجنتين، إلا أنه يصنف بين رواد اللعب الهجومي، ومدرسة الضغط والاستحواذ، والاهتمام بالتفاصيل الخططية في الملعب.
بيلسا صاحب الـ65 عاما اشتهر بالتعليمات الصارمة للاعبيه سواء في التدريبات أو المباريات، وأيضا تصريحاته الغريبة وانتقاداته اللاذعة، التي تعكس شخصيته الثائرة، وجميعها أمور تنبئ أن وجوده في الدوري الممتاز سيزيده اشتعالا.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjM5IA== جزيرة ام اند امز