«كانتا رتقا ففتقناهما».. الوصف القرآني البديع لنظرية «الانفجار العظيم»
نظرية "الانفجار العظيم"، هي نموذج علمي يصف التطور والتوسع المبكر للكون منذ حوالي 13.8 مليار سنة.
وتشير هذه النظرية إلى أن الكون بدأ كنقطة متفردة ذات كثافة ودرجة حرارة لا نهائيتين، ثم توسع بسرعة وبرد مع مرور الوقت، ما أدى إلى تكوين المجرات والنجوم، وغيرها من الهياكل الكونية.
ويقول خالد حسين، أستاذ العلوم الجيولوجية بجامعة جنوب الوادي المصرية إن آيات القرآن الكريم وصفت ما جاء في تلك النظرية، قبل أن يتم وضعها بآلاف السنين، وتحديدا الآية (30) من سورة الأنبياء (أَوَلَم يَرَ الَّذينَ كَفَروا أَنَّ السَّمواتِ وَالأَرضَ كانَتا رَتقًا فَفَتَقناهُما).
ويشرح حسين أن هذه الآية، تشير إلى اجتماع السماوات والأرض، وهي النقطة المتفردة في بداية الكون، التي تركزت فيها المادة والطاقة قبل التوسع السريع، الذي أدى لنشأة الكون بشكله الحالي.
ويوضح أن الآيات من (8) إلى (11) من سورة فصلت، شرحت بمزيد من التفصيل خلق السموات والأرض، بعد أن كانتا وحدة واحدة "رَتقًا"، حيث قال تعالى (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ* وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ* ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ* فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).
ويضيف حسين أن "هناك ربطاً آخر بين نظرية الانفجار العظيم وما جاء في القرآن الكريم، وتحديدا في الآية (47) من سورة الذاريات، حيث قال تعالي (السَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) ، حيث يمكن فهمها على أنها التوسع المستمر للكون، الذي وصفته نظرية الانفجار الكبير.