نهم مراكز البيانات للمياه.. تحد جديد أمام عمالقة التكنولوجيا

يزداد الضغط على إمدادات المياه بفعل الطلب المتنامي على أدوات الذكاء الاصطناعي، الذي تسارع مع انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي.
حيث تُستخدم المياه في تبريد البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات الداعمة لهذه التقنية.
وتواجه الشركات المُشغلة لمراكز البيانات هذه الآن دعواتٍ لجعل مرافقها أكثر كفاءةً وإخضاعها لرقابة أشد.
وفي الولايات المتحدة، قدّم مشرعو ولاية فرجينيا مشروع قانون يهدف إلى معالجة استخدام مراكز البيانات للمياه.
ويُخول مشروع القانون البلديات بإلزام المراكز بتقديم تقديرات لاستهلاك المياه كجزء من متطلبات البناء.
وتعد فرجينيا حاليًا موطنًا لأحد أكبر تجمعات مراكز البيانات في العالم، والتي تستخدمها شركات مثل أمازون وغوغل ومايكروسوفت.
ويعكس مشروع القانون، الذي ينتظر موافقة أو نقض الحاكم غلين يونغكين، مخاوف الناخبين بشأن استنزاف مراكز البيانات لموارد المياه المحلية.
وجادلت شبكة فرجينيا للحفاظ على البيئة، وهي منظمة بيئية غير ربحية، في فبراير/ شباط بأن ولاية فرجينيا لا تشرف على تطوير مراكز البيانات، وأن عليها جمع المزيد من المعلومات حول استخدامها للمياه من أجل التخطيط بشكل أفضل.
ويقول شاولي رين، الأستاذ المشارك في الهندسة الكهربائية والحاسوبية بجامعة كاليفورنيا ريفرسايد، "يمكن لمراكز بيانات شركات التكنولوجيا الكبرى أن تستهلك مليارات اللترات من المياه سنويًا، وفي بعض الحالات تضاهي استهلاك شركات المشروبات الكبرى للمياه".
ويقدر أن الطلب العالمي على معالجة الذكاء الاصطناعي سيستهلك ما بين 4.2 مليار و6.6 مليار متر مكعب من المياه المستخرجة من مصادر جوفية أو سطحية في عام 2027.
وتزايد القلق العام بشأن استخدام المياه والغرض منها منذ أن ضربت ظروف الجفاف ولاية فرجينيا وأجزاء أخرى من الولايات المتحدة في عام 2024.
وشهدت جميع الولايات الأمريكية تقريبًا ظروفا جافة غير طبيعية، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وهي وكالة المناخ الأمريكية.
وأفاد بنك جيفريز الاستثماري في تقرير صدر العام الماضي أن فترات الجفاف الطويلة والاستثنائية في الولايات المتحدة تشكل مخاطر تعطل تشغيل مراكز البيانات.
ودفعت التشريعات، أو حتى التهديد بها، والقلق العام بشأن استخدام المياه، بعض الشركات إلى اتخاذ إجراءات.
على سبيل المثال شركة إكوينيكس، وهي شركة أمريكية كبيرة لتشغيل مراكز البيانات، بدأت بأخذ توافر المياه في الاعتبار عند تحديد مواقع إنشاء مراكز البيانات.
وتقول الشركة إن استخدام مراكز بياناتها للمياه في عام 2023 كان مماثلًا لاستهلاك بلدة أمريكية صغيرة سنويًا، وتبخر حوالي 60% من تلك المياه، وذهب 40% منها إلى نظام الصرف الصحي المحلي.
ويقول كريستوفر ويليس، نائب رئيس الاستدامة في إكوينيكس، "نراقب باستمرار ما يحدث من منظور تنظيمي، تتضمن تقنيات التبريد في منشآتنا الاحتفاظ بكمية أكبر من المياه في حلقة مغلقة".
ويوضح، "إذا انتقلت من التبريد التبخيري التقليدي إلى التبريد ذي الحلقة المغلقة، ستقلل الحاجة إلى المياه بشكل كبير".
ويعمل التبريد التبخيري على تمرير الماء البارد بين المواد شديدة الحرارة، ويطلق البخار في الهواء الطلق، أما في نظام الحلقة المغلقة، فيبقى الماء داخل الهيكل لإعادة استخدامه.
وأدى صعود الذكاء الاصطناعي إلى تكثيف الدعوات إلى التحرك، ويقول نعمان بشير، الخبير في الحوسبة وتأثير المناخ في اتحاد المناخ والاستدامة التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو تعاون بين الصناعة والأوساط الأكاديمية، إن مراكز البيانات التي تتعامل مع أحمال عمل الذكاء الاصطناعي تُجري عمليات معالجة أكثر كثافة وتتطلب طاقة أكبر بستة إلى عشرة أضعاف من مراكز البيانات التقليدية ذات الحجم المماثل.
كما يُشير إلى أن الجهود المبذولة لاستخدام خلائط تبريد بديلة للمياه آخذة في التلاشي لأن السوائل المستخدمة في هذه الخلائط تبين أنها شديدة السمية، مما يعني العودة إلى الماء.
وفي أغسطس/ آب 2024، أعلنت مايكروسوفت عن تصميم جديد لمراكز البيانات يتضمن عدم فقدان أي ماء بسبب التبخر عند استخدامه للتبريد، وقالت الشركة إن بإمكانها توفير أكثر من 125 مليون لتر من المياه سنويًا لكل منشأة.
aXA6IDMuMTQyLjE5OS44MSA= جزيرة ام اند امز