أكبر عام انتخابي في التاريخ.. نصف سكان الأرض إلى «الصناديق» فما رد فعل الأسواق؟
يشهد العام الحالي 2024 توجه أكبر عدد من الناخبين في التاريخ إلى صناديق الاقتراع، فما رد فعل الأسواق وفقا لنتائج الانتخابات في العالم.
وما بين انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية، من المقرر أن تعقد 64 دولة على الأقل بالإضافة للاتحاد الأوروبي تمثل مجتمعة حوالي 49% من سكان العالم، أي قرابة 4 مليارات نسمة، والتي ستؤثر تداعياتها على العالم لسنوات.
تتراوح بين الانتخابات التشريعية الضخمة التي تستغرق عدة أيام في الهند، والانتخابات الرئاسية في إندونيسيا أكبر تصويت في يوم واحد في العالم والانتخابات الرئاسية الصغيرة في مقدونيا الشمالية.
خريطة الانتخابات حول العالم
تستعد الولايات المتحدة (332 مليون نسمة) لإجراء انتخابات رئاسية وانتخابات مجلس النواب في نوفمبر/تشرين الثاني، والتي قد تكون تكرارا لعام 2020 في حال واجه الرئيس الحالي "جو بايدن" سلفه "دونالد ترامب".
من المقرر أيضا أن تجري الهند (مليار و441 مليون نسمة) "أكبر ديمقراطية في العالم" انتخابات عامة قبل يونيو/حزيران، حيث يحاول حزب "بهاراتيا جاناتا" بزعامة رئيس الوزراء "ناريندرا مودي" تأمين فترة ولاية ثالثة ضد ائتلاف من الأحزاب الإقليمية والوطنية المعارضة، الذي يسمى "التحالف الوطني التنموي الهندي".
كذلك تجري إندونيسيا (276.361 مليون نسمة) وباكستان (231.490 مليون نسمة) رابع وخامس أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان انتخابات عامة في فبراير/شباط الحالي.
أما في المكسيك (128.932 مليون نسمة) فتعقد انتخابات عامة في يونيو/حزيران، وربما يكون من المؤكد انتخاب "كلاوديا شاينباوم" أول زعيمة لها.
فيما سيعقد الاتحاد الأوروبي (447.380 مليون نسمة) انتخابات برلمانية في يونيو/حزيران، وسط مخاوف من عودة الأحزاب اليمينية إلى الظهور في القارة العجوز، وقد يكون للنتيجة تأثير كبير على دعم أوروبا المستمر لأوكرانيا، لأن العديد من الأحزاب اليمينية في أوروبا الغربية أعربت عن معارضتها في تقديم المساعدة المستمرة لكييف.
ما تأثير الانتخابات عادة على الأسواق؟
وفقا لدراسة أجراها "سيتي غروب" حول تأثير 134 عملية انتخابية أجريت في 17 دولة مختلفة حول العالم على سوق الأسهم، باستثناء الفترات المتقلبة مثل الأزمة المالية العالمية ووباء كورونا، أظهرت إحدى النتائج أن الانتخابات لا تهم كثيرا، وأوضح الاستراتيجيون: من الناحية التاريخية، تشهد الأسهم في الأسواق المتقدمة بعض التقلبات قرب يوم الانتخابات، لكنها تحافظ بشكل عام على اتجاه تصاعدي معتدل خلال الانتخابات وبعدها، وفقا لمركز معلومات أرقام.
وفي الولايات المتحدة تحديدا، عادة ما ترتفع أسواق الأسهم في أثناء الانتخابات، ثم تصعد أكثر بعد ذلك، وكان أداء القطاعات الدورية بشكل خاص جيدا نسبيا بعد الانتخابات، وعلى الرغم من أن مؤشر الخوف في وول ستريت "فيكس" فيرتفع خلال الانتخابات، إلا أنه ذلك يتلاشى لاحقا.
النتيجة الأبرز هنا هي أن الأسواق تفضل الاستمرارية، فعلى الرغم من أنها تتكيف مع انتخابات "التغيير" التي تتغير فيها السياسات، فإنه يحدث بفارق زمني يمتد من نحو 4 إلى 5 أشهر.
استنتاجات أخرى تخص الأسواق
الدراسة أوضحت أن الأسواق تفضل الأحزاب ذات الميول اليمينية، ولكن بعد 5 أشهر أو نحو ذلك تتكيف مع الأحزاب ذات الميول اليسارية، والتي في الواقع يكون أداؤها أفضل بعد 6 أشهر.
أما في الأسواق الناشئة فتميل الأسهم إلى الانخفاض في الانتخابات ثم الارتفاع بعد ذلك، كما أنها تفضل التغيير عن الاستمرارية.
وفي إندونيسيا وتايوان وجنوب أفريقيا تميل الأسواق إلى الارتفاع بعد 6 أشهر من يوم الانتخابات، أما الهند والمكسيك فتميلان إلى تقليل التداول إلى حد ما.
ثورة انتخابية وفرسان أربعة
كما أكد جيه بي مورغان أن عام 2024 هو أكبر عام انتخابي عالمي في التاريخ، حيث تحتفظ بعض الدول الأكثر اكتظاظا بالسكان بأصوات، مع آثار كبيرة على الاقتصاد والأسهم، بحسب Business Insider.
قال استراتيجيون في مذكرة إن نتائج الانتخابات قد تشهد استمرار ظهور 4 اتجاهات الاستقطاب، والشعبوية، والتدهور الديمقراطي، والتفتت الجغرافي الاقتصادي.
ومن المرجح أن تكون العديد من الانتخابات متقاربة، حيث تدرك بعض البلدان أن الشعوبيين لا يحققون نتائج، بينما لا يزال البعض الآخر معجبا بهم، ولكن بشكل عام، نعتقد أنه من غير المرجح أن يتلاشى هؤلاء الفرسان الأربعة، وبالتالي نعتقد أن ثروة انتخابات 2024 ستنتهي في النهاية.
وكتبوا: إنها سلبية بالنسبة للنمو العالمي، مما يؤدي إلى انخفاض أسهم النمو مقابل القيمة ولا نعتقد أنهم سيعيدون الأيام الخوالي التي كانت فيها العوائد الحقيقية صفرا أو سلبية، بالنظر إلى العجز المتزايد بشكل مطرد وأعباء الديون.
ووفقا للمذكرة، فإن الأنظمة الشعبوية عادة ما تشجع تغييرات هائلة في السياسات، والتي تميل إلى الضغط على التضخم على المدى القصير. وهي تعني أيضاً المزيد من الاقتراض وتقييد التجارة، وهو ما يمثل قوة سلبية تؤثر على النمو العالمي.
ومن بين جميع الانتخابات، يتوقع بنك جيه بي مورغان أن يحمل السباق الأمريكي الثقل الأكبر، حيث من المرجح أن يواجه الرئيس جو بايدن مرة أخرى الرئيس السابق دونالد ترامب.
وجاء في المذكرة: نرى أن الانتخابات الأمريكية أكثر أهمية وتستحق التحوط أكثر من أي انتخابات أخرى، حيث يمكن أن يكون لفوز ترامب آثار كلية أوسع، بما في ذلك من خلال سلسلة من الأوامر التنفيذية التي من شأنها تفكيك أو عكس العديد من سياسات بايدن.
ومن بين سياسات ترامب المتوقعة فرض تعريفة عالمية بنسبة 10%، والتي من المتوقع أن تشعل حروبا تجارية في جميع المجالات. وإذا تم تطبيقه فقد يدفع هذا الدولار إلى الارتفاع بنسبة 4% إلى 6% في أسواق الصرف. وسيكون اليوان الصيني واليورو والبيزو المكسيكي عرضة لخطر الانزلاق.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDYuODQg
جزيرة ام اند امز