عاملة منزلية وسائق أجرة.. مرشحون من رحم انتخابات إندونيسيا
سقف الطموح نبعٌ لا ينضب، حتى ولو كنت يسير الحال، فمن طلب المجد سهر الليالي.
هذا هو حال يوني سري راهايو (41 عاما) واحدة من الذين يتنافسون على مقاعد البرلمان في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، في الانتخابات المقررة في الرابع عشر من الشهر الجاري.
فعلى الرغم من أنها عاملة منزلية إلا أن يوني لا تخشى الترشح لعضوية المجلس التمثيلي الشعبي الإقليمي لجاكرتا، عن حزب العمل، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "megapolitan".
وفي ظل التمويل المحدود لحملتها الانتخابية لا تخجل يوني من وصف نفسها بأنها مرشحة تشريعية "ضعيفة"، تنفق على حملتها من المال الذي تجنيه من عملها في المنازل.
وفي حديث مع وسائل إعلامية محلية زارتها في منزلها البسيط جنوب جاكرتا، في وقت سابق من هذا الشهر، قالت: "إذا كان من الممكن أن يتم وصفي بالمرشح الضعيف فهذا يعني أنني لا أملك رأس المال للقيام بالحملة".
وتضيف: "لدي رأس مال للحملة.. وكل ما أقوم به هو صنع العديد من الملصقات وسلاسل المفاتيح. هذا كل ما يخرج من جيبي".
وعن وجود لافتات كبيرة تحمل صورها، أوضحت "كان ذلك نتيجة التعاون مع مرشحين تشريعيين آخرين وكانوا هم من دفعوا".
وتعترف يوني بأنها تريد النضال من أجل مشروع قانون حماية العمال المنزليين إذا تم انتخابها.
وفي هذا الصدد، قالت "إذا تم انتخابي فسوف أكون متسقة مع نيتي، وبالتحديد الضغط من أجل إقرار قانون حماية العمال المنزليين".
وتابعت "حتى الآن لم يكن لدينا أية حماية، يعاني عدد ليس بالقليل من العنف من أصحاب العمل".
سائق أجرة
الوضع نفسه هو ما يعيشه علي روسلي (54 عاما)، سائق سيارة أجرة، ومسجل كمرشح عن الدائرة الانتخابية الرابعة بجاكرتا عن حزب العمل أيضا.
لم يكن بإمكان روسلي الذهاب بمفرده إلا للقاء السكان في دائرته الانتخابية، لأن أموال حملته كانت ضئيلة للغاية.
يعتمد روسلي أحيانا فقط على الأشخاص الأقرب إليه الذين يريدون مساعدته.
ويأمل سائق الأجرة أن يدعمه ركاب سيارات الأجرة في السباق الانتخابي القادم.
وفي واحد من أكبر أيام الانتخابات في العالم يتوجه نحو 205 ملايين ناخب إلى صناديق الاقتراع في إندونيسيا في 14 فبراير/شباط للإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس البلاد والممثلين التنفيذيين والتشريعيين على جميع المستويات الإدارية.
وسيختار الناخبون الرئيس المقبل لثالث أكبر ديمقراطية في العالم وأكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان لخلافة الرئيس الحالي جوكو ويدودو، والذي سيغادر منصبه في أكتوبر/تشرين الأول المقبل بعد عشر سنوات أمضاها في السلطة.
ويُعتبر أكبر اقتراع في العالم كونه سيتم خلاله انتخاب رئيس جديد ونائب للرئيس وبرلمان مركزي، و20 ألف نائب وممثل لهذه للبرلمانات في الأقاليم.