انتخابات إندونيسيا.. كل ما تريد معرفته عن أكبر اقتراع بالعالم
في واحد من أكبر أيام الانتخابات في العالم يتوجه نحو 205 ملايين ناخب إلى صناديق الاقتراع في إندونيسيا في 14 فبراير/شباط للإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس البلاد والممثلين التنفيذيين والتشريعيين على جميع المستويات الإدارية.
وفي انتخابات رئاسية هي الخامسة التي تشهدها البلاد منذ بداية الإصلاحات الديمقراطية عام 1998، سيختار الناخبون الرئيس المقبل لثالث أكبر ديمقراطية في العالم وأكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان لخلافة الرئيس الحالي جوكو ويدودو، والذي سيغادر منصبه في أكتوبر/تشرين الأول المقبل بعد عشر سنوات أمضاها في السلطة.
وهو أكبر اقتراع في العالم كونه سيتم خلاله انتخاب رئيس جديد ونائب للرئيس وبرلمان مركزي، واقتراع آخر على مستوى الأقاليم والمحافظات لاختيار 20 ألف نائب وممثل لهذه البرلمانات.
3 مرشحين
وفي الوقت الذي يمنع فيه الدستور ويدودو من الترشح لولاية ثالثة سيكون على الناخبين الاختيار من بين 3 مرشحين، هم وزير الدفاع برابوو سوبيانتو والحاكم السابق للعاصمة جاكرتا أنيس باسويدان والحاكم السابق لجاوا الوسطى جانجار برانوو، حسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
ويتصدر برابوو استطلاعات الرأي بنسبة تأييد 50.7% مقابل 20% لكل من أنيس وجانجار، وفقا لما ذكره موقع "نيكي آسيا".
وينظر أنصار برابوو (72 عاما) إليه باعتباره زعيما حازما قادرا على تحقيق الاستقرار، وخلال الحملة الانتخابية وعد برابوو باستمرارية خطط الرئيس الحالي التنموية، كما حاول الجنرال المشهور بمزاجه العنيف إظهار جانب أكثر مرونة باستخدام الفكاهة والرقص على خشبة المسرح.
وهذه هي المرة الثالثة التي يترشح فيها برابوو لمنصب الرئيس، حيث خسر أمام جوكو ويدودو في 2014 و2019.
ويخوض برابوو السباق وإلى جانبه جبران راكابومينغ راكا الابن الأكبر لجوكو ويدودو مرشحا لمنصب نائب الرئيس، وهو ما قد يسمح له بالاستفادة من النفوذ السياسي للرئيس المنتهية ولايته.
أما الأكاديمي السابق أنيس باسويدان (54 عامًا) فيُنظر إليه باعتباره نقيض جوكو ويدودو، فهو الوحيد الذي لم يتعهد بمواصلة مشروع الرئيس لنقل العاصمة من جاكرتا إلى بورنيو، قائلاً إنه يعتقد أن هناك قضايا أخرى أكثر إلحاحاً تتطلب اهتمام الحكومة.
وفي 2017 فاز أنيس بمنصب حاكم جاكرتا بعد حملة مثيرة للانقسام اتهم فيها بمغازلة الجماعات الإسلامية المتشددة، مما أدى إلى تأجيج سياسات الهوية، ويدعم ترشحه مهيمن إسكندر زعيم أكبر حزب إسلامي، الذي يتمتع بعلاقات قوية مع أكبر منظمة إسلامية معتدلة في إندونيسيا، نهضة العلماء.
في المقابل يتمتع جانجار برانوو (55 عامًا) بمسيرة مهنية طويلة في الخدمة العامة، وهو الحاكم السابق لجاوا الوسطى وعضو في حزب النضال الديمقراطي الإندونيسي الذي ينتمي إليه جوكوي.
ويسعى جانجار إلى تصوير نفسه على أنه رجل متواضع من الشعب لكنه يواجه انتقادات بسبب تطوير منجم جاوا الوسطى الذي أثار انتقادات بين القرويين والناشطين، وهو يترشح إلى جانب وزير تنسيق الشؤون الأمنية محفوظ إم دي.
وللفوز بمنصب الرئيس يجب أن يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50% من الأصوات وإذا لم يحقق أحد ذلك، فسيتم إجراء جولة إعادة في يونيو/حزيران بين المرشحين اللذين حصدا أكبر عدد من الأصوات في يونيو/حزيران.
الشباب كلمة السر
ويعد الشباب هم الفئة الديموغرافية التي تحمل مفتاح نتيجة الانتخابات، حيث تتراوح أعمار أكثر من نصف المؤهلين للتصويت بين 17 و40 عاما، كما أن ثلث الناخبين تقريبا تحت سن الثلاثين.
ويبذل المرشحون جهودا كبيرة لاستهداف الشباب من خلال حملات على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "تيك توك" و"إنستغرام" وهي الأكثر جذبا للناخبين الأصغر سنا.
وهيمنت على الحملات الانتخابية قضايا مثل دور السلالات وقوة الديمقراطية، إضافة إلى مخاوف بعض منظمات المجتمع المدني من سعي الرئيس جوكو ويدودو للاحتفاظ بنفوذه حتى بعد مغادرة منصبه من خلال ترشح ابنه جبران على منصب نائب الرئيس.
وأشار موقع "نيكي آسيا" إلى استطلاع أجرته مؤسسة "انديكاتور بوليتيك إندونيسيا" في سبتمبر/أيلول الماضي وأظهر أن 31% من المشاركين يرون أن إبقاء أسعار الضروريات الأساسية تحت السيطرة هو القضية الأكثر إلحاحا بالنسبة للرئيس المقبل.
فيما حلَّ مطلب خلق فرص العمل والحد من البطالة في المرتبة الثانية بالنسبة للقضايا التي تشغل بال الناخبين مع اهتمام الشباب بشكل خاص بالأمن الوظيفي.
aXA6IDMuMTMzLjEzNy4xMCA= جزيرة ام اند امز