ماسك والذكاء الاصطناعي والمسيح الدجال.. أبرز قصص التكنولوجيا في 2025
شهد عام 2025 تحولات غير مسبوقة في قطاع التكنولوجيا، مع صعود وهبوط إيلون ماسك، وسيطرة الذكاء الاصطناعي، وإجراءات جريئة في وسائل التواصل الاجتماعي، وتوجهات سياسية جديدة في وادي السيليكون، بالإضافة إلى تصريحات مثيرة من ملياردير غامض عن نهاية العالم.
وقال تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية أن 2025 كان عامًا استثنائيًا للتكنولوجيا، جمع بين الصعود السريع والانهيار المفاجئ، والتطورات التقنية التي تعيد تشكيل الاقتصاد والسياسة وحتى حياة البشر اليومية. وعدد التقرير أبرز قصص التكنولوجيا في 2025.
إيلون ماسك.. إعصار فردي
وقال التقرير إنه بحلول نهاية 2024، كان دعم ماسك لدونالد ترامب قد جعله أقوى رجل في العالم دون انتخاب شعبي. وفي 2025، كانت فترة هيمنته قصيرة، إذ صعد بسرعة كالألعاب النارية قبل أن ينفجر بشكل مذهل في يونيو/حزيران بعد ادعائه على منصة «إكس» بأن رئيس الولايات المتحدة متورط في ملفات قضية "جيفري إبستين".
وخلال أقل من ستة أشهر، أحدث ماسك تأثيرًا هائلًا، حيث أجرى تغييرات واسعة في الحكومة الأمريكية شملت عشرات الآلاف من الوظائف وبيانات حساسة بالكامل ووكالات مثل «يو إس إيه آيد»، قد يصعب إعادة ترميمها.
وبعد انهيار مشروع Doge، عاد ماسك للتركيز على إمبراطوريته التجارية، حيث شهدت شركاته نجاحات وإخفاقات. فقد واصلت شركة SpaceX نموها، وتستعد للاكتتاب العام الأولي العام المقبل، ربما كأغلى شركة خاصة في العالم، بينما واجهت تسلا منافسة شرسة من الشركات الصينية التي أنتجت سيارات أرخص وأكثر تقدمًا، ما أدى إلى ركود عالمي في مبيعات سيارات ماسك.
الذكاء الاصطناعي يسيطر على العالم
من ناحية أخرى، تحوّل الذكاء الاصطناعي من تخصص تقني صغير إلى محور الاستثمار الأكبر في قطاع التكنولوجيا. شركات مثل أبل وأمازون وغوغل ومايكروسوفت وميتا وإنفيديا وتسلا ضخّت مئات المليارات في برمجيات تهدف إلى القيام بمعظم أعمال البشرية قريبًا، ما أثار مخاوف من فقاعة مالية محتملة.
ولبناء هذه القدرات، شُيّدت مراكز بيانات ضخمة حول العالم، مما أدى إلى تغييرات كبيرة في المشهد الطبيعي للأرض، مع اعتراضات من نشطاء البيئة وسكان محليين. وقد أصبحت هذه المراكز قلب صناعة الذكاء الاصطناعي التي تحرك النمو الاقتصادي وتثير صراعًا تقنيًا بين الولايات المتحدة والصين.
وادي السيليكون
وأظهر ماسك وحلفاؤه في وادي السيليكون دعمًا كاملًا لدونالد ترامب، حيث جلسوا بجانب عائلته خلال مراسم التنصيب وتبرعوا بملايين الدولارات للجنة التنصيب. وواصل عمالقة التكنولوجيا احتضانهم لترامب وسياساته عبر إلغاء برامج التنوع والإنصاف والشمول التي كانوا يروّجون لها خلال رئاسة باراك أوباما، وكذلك من خلال التعاون مع إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) في حملة ترامب الصارمة على الهجرة. وفي المقابل، حصدت الصناعة أضعاف ما قدّمته، من تخفيف القيود التنظيمية، إلى بناء علاقات مع شخصيات نافذة في واشنطن مثل جيه دي فانس وديفيد ساكس، فضلًا عن أمر أصدره ترامب قبل أسابيع فقط يمنع الولايات من تنظيم الذكاء الاصطناعي.
وبقدر ما اتفق عمالقة وادي السيليكون على دعم ترامب، استعرت الحرب بينهم على استقطاب المواهب. وتشهد وادي السيليكون حرب مواهب محتدمة باتت لا تقل شراسة عن المنافسة على الأسواق ورؤوس الأموال، إذ تتسابق شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة على استقطاب العقول النادرة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة وأمن البيانات. وقد دفعت هذه المنافسة الأجور إلى مستويات قياسية، ورفعت قيمة الحوافز والأسهم وخيارات العمل المرن، في وقت لم تعد فيه السمعة وحدها كافية لجذب أفضل الكفاءات. ومع تشديد سياسات الهجرة وتزايد القيود التنظيمية، تحوّلت المواهب إلى مورد استراتيجي نادر، ما جعل الاحتفاظ بالمهندسين والباحثين المتميزين تحديًا يوميًا، ورسّخ قناعة بأن التفوق التكنولوجي في المرحلة المقبلة سيُحسم بقدر ما تملكه الشركات من عقول، لا بقدر ما تملكه من تقنيات.
أستراليا تحظر وسائل التواصل على المراهقين
أقرت أستراليا حظرًا واسعًا على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل المراهقين دون سن 16 عامًا، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى الحد من الآثار النفسية والاجتماعية السلبية للمنصات الرقمية على الأطفال. ودخل القرار حيّز التنفيذ بعد جدل قانوني وضغوط من شركات التكنولوجيا، ما أدى إلى فقدان ملايين المراهقين إمكانية الوصول إلى حساباتهم. وتُعد هذه الخطوة اختبارًا عالميًا لقدرة الحكومات على فرض قيود مباشرة على عمالقة التكنولوجيا، وسط نقاش محتدم حول التوازن بين حماية القُصّر وحرية الوصول إلى الفضاء الرقمي.
صلوات نهاية العالم
وفي أغرب أحداث العام، قدّم الملياردير بيتر ثيل سلسلة محاضرات متحمسة وغير مترابطة عن المسيح الدجال ونهاية العالم، ما أثار جدلًا واسعًا بين الأكاديميين والرؤساء التنفيذيين لشركات ناشئة في سان فرانسيسكو.