بيل جيتس.. رحلة الصدفة والصداقة نحو الـ96 مليار دولار
بيل جيتس جنى ثمار شغفه بالبرمجيات وحقق أول مكاسب مادية بلغت نحو ألفي دولار إثر تطوير برنامج حاسوبي لمراقبة حركة السير في شوارع سياتل
لعبت الصدفة دورا كبيرا في حياة الملياردير الأمريكي بيل جيتس الشريك المؤسس لشركة مايكروسوفت، حينما تعرف على بول ألين الذي يكبره بعامين، وجمعهما الحب المشترك للحواسيب.
- مؤسس أمازون يحافظ على صدارة أثرياء العالم.. وزوكربيرج يتراجع 3 مراكز
- 430 رجل أعمال يفقدون أماكنهم فى قائمة مليارديرات العالم
وخلال فترة وجيزة غلفت الصداقة القوية علاقة جيتس وبول ألين، فكانا يمضيان معظم أوقاتهما في المدرسة في العمل على البرمجة الحاسوبية، الأمر الذي جعلهما يعثران على ثغرة في نظام تشغيل الحاسوب بالمدرسة، ما أثار حفيظة الشركة المصممة لهذا البرنامج والتي بدورها حرمت المدرسة من استعمال نظام التشغيل لفترة من الزمن.
استغل الصديقان الموقف وقدما عرضا للشركة بأن يقوما بمعالجة ثغرات البرنامج وأنجزا الشابان المهمة بنجاح.
وقبل أن يصل بيل جيتس لسن الـ15 استطاع هو وصديقه تطوير برنامج رواتب موظفي الشركة، وتمكنا من تطوير نظام دوام خاص بالمدرسة.
جنى بيل جيتس ثمار شغفه بالبرمجيات وحقق في بدايته مكاسب مادية بلغت نحو ألفي دولار أمريكي، إثر تطوير برنامج حاسوبي لمراقبة حركة السير في شوارع سياتل.
في عام 1973 أنهى بيل جيتس دراسته الثانوية، واجتاز اختبار القبول في الجامعة (SAT) بمعدل (1590) درجة من أصل (1600)، وهو الإنجاز الذي تباهى به بيل لسنوات عدة حين كان يقدم نفسه لأشخاص جدد.
التحق بيل جيتس بجامعة هارفارد ليدرس الحقوق، لكنه لم ينجذب لهذا المجال، فقد كان يمضي معظم أوقاته في مختبرات الحاسوب في الجامعة.
في عام 1975 أسس بيل وألين شركة تعنى بالبرمجيات أسمياها "مايكروسوفت" وتعني (برمجيات الحواسيب الصغيرة).
بكادر مؤلف من 25 موظفا تولّوا مهام تطوير الإنتاج والتسويق، وبمدير يملك الإبداع التقني والبصيرة التجارية مثل بيل جيتس (الـ22 عاما) وقتها جنت "مايكروسوفت" قرابة 2.5 مليون دولار أمريكي في عام 1979.
في خطوة تالية، تمكن بيل جيتس من التعاقد مع (IBM) وتنامت أرباح مايكروسوفت بشكل كبير بين عامي 1979 و1981 لتصل إلى 16 مليون دولار أمريكي بعد أن كانت 2.5 مليون، وتوسعت أعمال الشركة، وزاد عدد الموظفين إلى 128 موظفا، وأصبح بيل رئيسا للشركة ورئيسا لمجلس إدارتها، وعيّن ألين نائبا للرئيس التنفيذي للشركة وتوسعت الشركة ليصبح لها عدة أفرع في أماكن مختلفة من العالم.
دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حين أصيب صديقه ألين بالسرطان، الذي أصبح حائطا سد بينهما ما اضطر ألين إلى ترك منصبه في "مايكروسوفت" عام 1983.
شغفه بالبرمجيات والحاسوب لم يمنعه من الوقوع في الحب، حيث التقي بيل في سن الـ32 مع ميلندا فرينش والتي كانت في الثالثة والعشرين من عمرها، كان ذلك في عام 1987 وكانت حينها تعمل كمديرة للإنتاج في "مايكروسوفت"، وتطورت العلاقة بينهما لتُتَوّج بالزواج في هاواي عام 1994، لتسفر عن إنجابه أطفاله الثلاثة كاثرين، روري، فيبي.
في عام 2014، تنحى بيل جيتس عن منصبه كرئيس لمجلس إدارة مايكروسوفت ليشغل منصب مستشار تقني فيها، لكي يتفرغ للأعمال الخيرية، من خلال مؤسسته الخيرية التي أنشأها مع زوجته ميلندا عام 2000، ما جعله يسهم في إنقاذ ما يقارب من 6 ملايين شخص من الوفاة من خلال الخدمات الطبية واللقاحات المقدمة من مؤسسته الخيرية.
لم يكن أبواه يعلمان أن الطفل الذي قلقا حيال دراسته في الصغر سيصبح مليارديرا في الواحد والثلاثين من عمره، إلى أن نال لقب ثاني أغنى رجل في العالم عن ثروة تقدر بنحو 96,5 مليار دولار أمريكي حسب آخر تقديرات فوربس الأمريكية.