أشاد الملياردير الأمريكي بيل غيتس بتنظيم دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف COP28 الذي فاق التوقعات، وأبدى إعجابه بالنتائج التاريخية للحدث المناخي الأهم في العالم.
وقال الرئيس المشارك لمؤسسة بيل آند ميلندا غيتس، اليوم الإثنين، إن مؤتمر الأطراف COP28 الذي عقد في دولة الإمارات العام الماضي تجاوز توقعاته بشكل كبير.
واستضافت دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي فعاليات النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال بيل غيتس، خلال إحدى جلسات اليوم الثاني في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في الرياض "لم يكن ذلك فقط على مستوى استضافة الحدث التي تمت بشكل جيد للغاية, ولكن أيضا الروح التي أظهرتها الشركات القادمة للمشاركة، كان الأمر مؤثرا جدا بالنسبة لي".
عززت دولة الإمارات حضورها ودورها خلال العقود الأخيرة كلاعب عالمي رئيسي وداعم لقضايا العمل المناخي وإيجاد الحلول المستدامة والمبتكرة، وبفضل رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها باتت أول دولة في المنطقة تعلن عن مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأوضح غيتس "ما رأيناه كان مزيجا من الشركات الصغيرة المبتكرة التي لديها أفكار مناخية جديدة، تم تمويل بعضها من قبل مجموعة ساعدت في إنشائها تسمى بريك ثرو إينرجي".
تمكن COP28 بشكل إجمالي من حشد وتحفيز تعهدات قيمتها أكثر من 85 مليار دولار لدعم التمويل المناخي، ما يُعد إنجازاً تاريخياً يُمهد الطريق لحقبة جديدة من العمل المناخي.
وأضاف "لم يقتصر الأمر فقط على تلك الشركات الصغيرة، كان من الممكن أيضا الالتقاء مع الشركات الكبرى للحديث عن أن هذه لا تزال مرحلة مبكرة تحتاج إلى توسيع النطاق، وبينما يتم توسيع النطاق ستكون في حاجة إلى خفض التكلفة".
وأكد أن مقدار التعاون بين البعثات عبر كل عام جيد جدا، ولكن للأسف كما تعلمون لن نتمكن من تحقيق الأهداف الأكثر طموحا.
حظي COP28 بتقدير واسع لتركيز رئاسته على شمول واحتواء الجميع، وذلك من خلال حرصها على توحيد جهود كافة الجهات الفاعلة للمساهمة في تحقيق النتائج المنشودة، من القطاعين الحكومي والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقيادات الدينية وممثلي الشباب والشعوب الأصلية، كما تمت دعوة جميع القطاعات للمساهمة في العمل المناخي، خاصةً قطاع النفط والغاز، الذي أثبت أنه جزء أساسي وضروري من الحل.
وقال غيتس "في الوقت نفسه، بينما نقوم بتقليل الانبعاثات، وهو ما يسمونه التخفيف، علينا أيضا أن نستمر في مساعدة الفقراء، ليس عن طريق تحويل الأموال بعيدا عن الأشياء التي نقوم بها، ولكن كما تعلمون بالتفكير في الصحة كشيء أكثر أهمية، وأين سيجعل المناخ أزمات الصحة أكثر صعوبة؟ وبالمثل ما زلنا في حاجة إلى التعليم، لذلك لا يزال الأمر هنا في إطار التطوير".
وأشار إلى أنه مع كون المناخ بمثابة رياح معاكسة، فإن ذلك يجعل التنمية أكثر صعوبة في حال ما لم تكن هذه الأزمة موجودة.
وأوضح الملياردير الأمريكي "لا أعتقد أننا سنفوت الهدف بقدر كبير، لأن هناك العديد من مجالات الطاقة النظيفة الساعية للهدف نفسه، مثل الطاقة النووية، والهيدروجين الأخضر، فنحن في حاجة إلى بعض هذه الابتكارات، نحتاج إلى أن نفاجئ الناس بمدى سرعة تطبيقنا لها ومدى سرعة توسيع نطاقها، وهذا هو التحدي الكبير للإنسانية".
واختتم كلمته قائلا "مثل العديد من المجالات الأخرى سنكون قادرين على استخدام بعض أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة للاستكشاف وسيكون ذلك مساهما إيجابيا".
شهدت دولة الإمارات في نهاية 2023 اجتماع قادة العالم على أرضها خلال مؤتمر الأطراف (COP28) الذي استضافته دبي، وسط حالة من تباين الآراء بشأن تسيير العمل المناخي وتوصلهم إلى توافق على "اتفاق الإمارات" التاريخي بإجماع الأطراف الـ198 في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الذي وُصِف على نطاق واسع بأنه الاتفاق الأكثر طموحاً واحتواءً للجميع منذ اتفاق باريس في عام 2015.
وبموجب "اتفاق الإمارات" يلتزم كافة الأطراف لأول مرة بتحقيق انتقال مُنظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، وبالإضافة إلى هذا التعهد غير المسبوق اتفقت الدول على زيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030.
وشهد COP28 أيضاً تقديم استجابة فعّالة لنتائج أول حصيلة عالمية لتقييم التقـدم فـي تنفيذ أهداف اتفاق باريس، وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن "اتفاق الإمارات يشكل خريطة طريق للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية".
كما تؤكد نتائج الحصيلة العالمية بوضوح ضرورة الحفاظ على هذا الهدف، مما يتطلب خفض الانبعاثات بشكل ملموس وكبير خلال هذا العقد الحاسم بالنسبة للعمل المناخي.
لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف شهد COP28 الاتفاق على نص حول الانتقال إلى منظومة طاقة خالية من مصادر الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، بعد مناقشة هذا الأمر لسنوات طويلة دون تحقيق تقدم.