قمة المليار متابع.. صناعة المحتوى مسؤولية والمؤثرون قادرون على التغيير
باتت صناعة المحتوى واحدة من أكثر الأدوات تأثيراً في تشكيل الوعي المجتمعي وتعزيز النقاش حول القضايا المهمة، وبالتالي أصبح صناع المحتوى أكثر مسؤولية في تقديم محتوى هادف يعكس هموم المجتمع ويطرح حلولاً مبتكرة.
وأكد صناع محتوى في حديثهم لوكالة أنباء الإمارات "وام" خلال فعاليات النسخة الثالثة من قمة المليار متابع 2025، أهمية تسليط صناع المحتوى والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الضوء على القضايا التي تلامس احتياجات الناس وتساهم في حل المشكلات الاجتماعية، مع الحفاظ على قيم أخلاقية وطرح إبداعي، مؤكدين أن السؤال الأهم الذي يجب أن يطرحه كل صانع محتوى هو: لماذا أنشر هذا المحتوى؟ وما الفائدة التي يقدمها للمجتمع؟
وأكدت ثريا أحمد، صانعة محتوى وسفيرة من سفراء مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، أهمية دور صناع المحتوى في تناول القضايا المجتمعية بشكل يعكس هموم الناس واهتماماتهم اليومية، مشددة على أن المحتوى الهادف قادر على تحقيق تأثير إيجابي ملموس.
وفي حديثها لـ"وام" قالت ثريا إنه عندما يتناول صناع المحتوى قضايا قريبة من المجتمع، فإنهم يساهمون بشكل كبير في توعية الناس بالمشكلات الحالية وتسليط الضوء على الحلول الممكنة، ومن الضروري أن يشارك صانعو المحتوى الأحداث الجديدة أولاً بأول، وأن يكونوا على دراية بالمستجدات والقضايا التي تؤثر في حياتنا اليومية.
وأشارت إلى أن المحتوى الموجود على منصات التواصل الاجتماعي يعكس في بعض الأحيان اهتمامات المجتمع، إلا أن هناك حاجة أكبر للتركيز على القضايا المجتمعية المهمة.
وأكدت أهمية دور صناع المحتوى في تقديم محتوى مختلف وهادف، يحقق توازناً بين الترفيه وتناول قضايا ذات قيمة مجتمعية.
ومن جهته أكد يزن قشلان، صانع محتوى، أهمية التفكير المسؤول والمجتمعي قبل نشر أي مادة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشددًا على ضرورة أن يكون الهدف من المحتوى تقديم فائدة حقيقية للمجتمع.
وقال قشلانإنه قبل أن ينشر أي شيء، يجب أن يسأل نفسه لماذا ينشر هذا الموضوع؟ وكيف يمكن أن يفيد المجتمع؟ هذا السؤال البسيط هو الأساس في تحديد ما إذا كان المحتوى ذا قيمة أو لا.
وأوضح أن صناع المحتوى يمتلكون دوراً أساسياً في تسليط الضوء على القضايا التي تهم المجتمع وإيجاد حلول للمشكلات، مشيرًا إلى أنه مهما بدت الأمور مثالية، هناك دائمًا مشاكل تحتاج إلى حلول، وصانع المحتوى عليه مسؤولية البحث عن قصص وقضايا تفيد الناس بدلاً من التركيز على أمور سطحية أو غير مهمة.
وعن مظهر صناع المحتوى وأسلوبهم، شدد قشلان على أهمية أن يكون الشكل والمضمون قريبين من المجتمع ومناسبين للبيئة التي يعيش فيها الشخص.
وأشار إلى أن التوازن هو المفتاح، إذ يمكن أن يكون هناك محتوى ترفيهي يخفف عن الناس، لكن من المهم ألا يكون التركيز فقط على الجانب الهزلي أو الترفيهي، وتقديم قيمة حقيقية يجب أن يكون دائماً في صلب العمل.
وسائل التواصل وصناع المحتوى يقلبون موازين التسويق
شهد عالم الإعلان والتسويق تحولاً جذرياً في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وصناعة المحتوى المحرك الرئيسي للترويج وبناء العلامات التجارية، ولم يكن هذا التحول مجرد تطور طبيعي بل ثورة شاملة قلبت موازين الإعلان والتسويق التقليدي وأعادت صياغة العلاقة بين الشركات والمستهلكين.
وأكد مديرو شركات وصناع محتوى في حديثهم لوكالة أنباء الإمارات "وام" خلال فعاليات النسخة الثالثة من قمة المليار متابع، أن صعود المنصات الرقمية جعل الشركات تعتمد بشكل كبير على المؤثرين وصناع المحتوى لإيصال رسائلها بطرق أكثر فعالية وشفافية، مما يخلق تفاعلاً مباشراً ومستداماً مع الجمهور.
وأشاروا إلى أن هذه النقلة النوعية في أدوات التسويق والإعلان فرضت تحديات كبيرة على وسائل الإعلام التقليدية، التي تجد نفسها أمام واقع جديد يتطلب التكيف أو مواجهة التراجع.
وتحدث توفيق كريديه، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي والمؤسس المشارك لمجموعة "براندز فور ليس"، عن التحولات الجذرية التي طرأت على عالم الدعاية والإعلان، مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الأداة الأبرز في الترويج للأعمال التجارية والأفكار الجديدة.
واعتبر أن هذه المنصات لا تقتصر على كونها وسيلة للترويج، بل تمثل مساحة تحليلية تساعد الشركات على قياس تفاعل الجمهور مع المحتوى المنشور، مما يتيح الفرصة لتعميق العلاقة مع المستهلكين وتعزيز الشفافية والثقة.
وفيما يتعلق بعلاقة العلامات التجارية بالمؤثرين، شدد كريديه على أهمية بناء علاقة قائمة على المصداقية بين الطرفين. وقال: اليوم، أهم شيء هو الصدق في صناعة المحتوى، فالمؤثر يجب أن يكون مصدر ثقة، ليس فقط للوصول السريع ولكن للوصول الدائم والمستدام.
من جانبه أكد صانع المحتوى حسن الأمير، أن صناعة المحتوى أصبحت اليوم واحدة من أكثر الصناعات تأثيراً على مستوى العالم، مشيراً إلى قيمتها السوقية التي تقدر بنحو 150 مليار دولار حالياً، مع توقعات بوصولها إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2030.
وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة رئيسية للشركات والمؤسسات لإبراز علاماتها التجارية والتواصل مع جمهورها بطرق أكثر فعالية مقارنة بالإعلام التقليدي.
وأشار إلى أن العديد من الشركات قد بدأت في التعاون مع المؤثرين وصناع المحتوى للترويج لخدماتها ومنتجاتها، وحققت نجاحات تفوقت بكثير على الوسائل التقليدية.
وقال فيصل الحقباني، المدير المباشر لدى شركة "أن أو بي" لحلول التسويق مع المؤثرين ووسائل التواصل الاجتماعي، إن وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الأفراد في كل مكان، مما يجعلها أداة قوية تصل إلى الجمهور المستهدف بشكل أسرع وأكثر تأثيراً مقارنة بالإعلانات التقليدية عبر الصحف أو القنوات التقليدية الأخرى.
وأكد أن الشركات والمؤسسات التي لا تستطيع مواكبة هذه التطورات السريعة ستجد نفسها خارج المنافسة.
وأضاف أن الإعلانات اليوم تصل إلى المستهلكين مباشرة من خلال أجهزتهم المحمولة، ما يجعلها أكثر فاعلية وتأثيرًا مقارنة بالإعلانات التقليدية، وعلى الجميع أن يدرك أن التطور الرقمي ليس خياراً بل ضرورة للحفاظ على البقاء والتقدم في السوق.
ولفت إلى أن المؤسسات العاملة في مجال التسويق التقليدي تواجه خطر التراجع إذا لم تطور أدواتها لتواكب هذا العصر الرقمي المتسارع.