تدمير ممنهج.. حرب الحوثي تطال التنوع البيولوجي في اليمن
يتعرض التنوع البيولوجي في اليمن للتدمير الممنهج في ظل الحرب الحوثية ضد اليمنيين والبيئة اليمنية وثرواتها.
ومنذ اندلاع الحرب الحوثية ضد اليمنيين، مارست المليشيات حربا أخرى ممنهجة ضد البيئة اليمنية والتنوع البيولوجي فيها، حيث قامت بتلغيم مساحات واسعة من أراضي البلاد.
وتسببت تلك الأفعال الحوثية بتلوّث الغطاء النباتي والأراضي الزراعية، والذي يعاني من انعدام الأمن الغذائي.
تهديدات التنوع البيولوجي
وتزخر اليمن بحياة برية متنوعة، حيث تمتلك أكثر من 71 نوعاً من الثدييات البرية، مصنّفة بين ثمان رتب حيوانية.
ومن هذه الأنواع الحيوانية من الثدييات الكبيرة نسبياً والنادرة، الغزال الجبلي العربي، والوعل، والثعلب الأحمر، والقرود، والنمر العربي، والفهد الصياد، والضباع، والذئاب، والثعالب، وقط الزباد، والقنافذ، ونوع من غرير العسل.
يقول أستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بجامعة الحديدة، الدكتور عبدالقادر الخراز، إن من أبرز التهديدات التي تؤثر على التنوع البيولوجي في اليمن، خاصة في المناطق الزراعية، والسواحل والمناطق الرطبة، زراعة الألغام من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية.
ويضيف الخراز وهو استشاري دولي للتغيرات المناخية في اليمن، لـ"العين الإخبارية"، أن من تلك التهديدات التي تهدد التنوع الحيوي الطبيعي، الاحتطاب الجائر بسبب أزمات الغاز المستمرة الناتجة عن حرب المليشيات.
وتابع: "نحن لدينا أساساً أشجار قليلة، واليمن لا يتمتع بغابات كبيرة حيث يوجد تجمعات لأنواع من الأشجار في بعض المحافظات، وهذه الأشجار تتعرض لكثير من أنواع الاحتطاب الجائر".
آثار الهجمات البحرية
وأشار الخراز إلى أن هذه التهديدات تشكل مخاطر كبيرة للتنوع البيولوجي، وتهدد انقراض كثير من الأنواع النباتية النادرة، والغطاء النباتي، والتنوع الحيوي البحري.
وأوضح أن ما تسببت به المليشيات في هجمات البحر الأحمر وخليج عدن، ضد السفن التجارية والناقلات النفطية يهدد البيئة البحرية والتنوع البيولوجي البحري.
وأكد أن تلك الهجمات وما نتج عنها من إغراق لسفن تحمل أسمدة ومواد كيميائية والتي ألحقت أضرارا كبيرة للكائنات البحرية، والشعاب المرجانية، والأحياء البحرية.
وتعد هذه التهديدات-وفقا للخبير اليمني- إشكالية كبيرة بالنسبة للتنوع البيئي الحيوي في الوقت الحالي، وفي المستقبل لعملية المعالجة ولاستعادة التنوع البيولوجي المتدهور ستكون هناك تكلفة عالية ومدة زمنية طويلة.
غياب الأولوية البيئية
كما أن غياب الأولوية البيئية وقضايا المناخ لدى الحكومة اليمنية، يساهم في تعرض التنوع الحيوي للطبيعة في البلاد للعديد من المخاطر.
ومن هذه المخاطر، وفقا لأستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بجامعة الحديدة، التغيرات المناخية المتمثلة بالأعاصير والفيضانات، والانخفاض الجوي التي تجرف الكثير من النباتات النادرة، دون عمل إجراءات للتخفيف من تلك المخاطر.
ويقول مراقبون إن استمرار حرب المليشيات الحوثية ومهاجمتهم السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، تؤثر بشكل كبير على البيئة والتنوع البيولوجي فيها، والقضاء على العديد من النباتات النادرة، والحيوانات المهددة بالانقراض.