أزمة صيادي اليمن.. الحوثي يحوّل البحر من مورد رزق إلى مصدر رعب
عاد الصياد اليمني هائل أسعد خالي الوفاض من رحلة بحرية استمرت لأيام، كاد خلالها يسقط كبشَ فداء لهجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر ضد سفن الشحن.
يقول أسعد وهو أحد أبناء محافظة الحديدة لـ"العين الإخبارية"، إنه "في إحدى رحلات الصيد وقع مع رفاقه في مرمى النيران بعد أن اشتبهت سفينة بكونه زورقا مسلحا حوثيا قبل التحقق من أنه صياد عادي".
ويؤدي استخدام مليشيات الحوثي للزوارق المسلحة الجوالة التي تشبه إلى حد كبير مراكب الصيد إلى تعريض حياة الصيادين اليمنيين لخطر الموت، خصوصا وأن المليشيات تعمد إلى دفع الصيادين للتجديف قرب السفن الغربية.
ولم يتمكن آلاف العاملين في الصيد التقليدي في محافظة الحديدة التي ينتمي إليها هائل أسعد من العمل كالمعتاد في البحر إثر هجمات الحوثي ضد سفن الشحن؛ والتي حولت البحر من مورد للرزق إلى مصدر للرعب وأضرت بسبل عيش معظم الصيادين.
صيد محظور
يواجه معظم الصيادين اليمنيين العديد من الأخطار مع استمرار الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ ما يهدد مصدر رزق أغلبهم، وباتوا تحت رحمة الفقر والعوز، وحتى المطاردة.
يقول أسعد لـ"العين الإخبارية" أصبحنا لا نستطيع العمل في البحر بسبب الهجمات التي يشنها الحوثي، فقبل أيام عندما أبحرنا إلى عمق البحر طاردتنا سفينة عسكرية أجنبية عندما اعتقدت أننا مسلحين حوثيين، ومنعونا من التحرك ليوم كامل".
ويضيف أن "البحر مصدر رزقنا، وليس لدينا أي مصدر رزق آخر، غير أن مليشيات الحوثي تسببوا بحرماننا من أرزاقنا، ومنعونا من ممارسة مهنتنا بحرية".
ويعمل نحو 300 ألف شخص في محافظة الحديدة في مهنة الصيد التقليدي، وبحسب الحكومة اليمنية فقد نحو 60% منهم فقدوا أعمالهم إثر التصعيد الحوثي في البحر الأحمر.
خطر الهجمات ونقص المخزون
يضطر الصيادون اليمنيون، بسبب نقص المخزون السمكي في المياه الإقليمية للبلاد، إلى الدخول في أعماق البحار للبحث عن الرزق، غير أنهم يواجهون المخاطر في أعماق البحر.
ووفقا للأمين العام للاتحاد التعاوني السمكي في محافظات جنوب اليمن، أدهم جواد: "يؤدي نقص المخزون السمكي في مياه اليمن الإقليمية إلى مغامرة بعض الصيادين بحياتهم إلى الأعماق رغم المخاطر التي يتعرضون لها خاصة مع انتشار السفن الغربية للتصدي لهجمات الحوثي البحرية".
ويضيف جواد لـ"العين الإخبارية" أن الكثير من الصيادين اليمنيين الذين يستشعرون خطر كبير جدا بسبب هجمات الحوثي في البحر الأحمر توقفوا عن عملية الصيد فيما نقل البعض نشاط عملهم إلى البحر العربي.
وقال جواد إن "الصيد الجائر جعل المياه الإقليمية تعاني نقصا من المخزون السمكي، ولهذا يضطر بعض الصيادين إلى الإبحار في عمق البحر لطلب الرزق، وهو ما يشكل خطراً وتحديات كبيرة عليهم وعلى حياتهم".
ومنذ انطلاق هجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، سجلت السلطات اليمنية فقدان 40 صيادا فيما عاد البعض جثثاً هامدة إلى أسرهم.
واتهمت السلطة المحلية في محافظة الحديدة مليشيات الحوثي بتعطيل أغلب مراكز الإنزال السمكي في المحافظة، ومصادرة قوارب الصيادين لاستخدامها لتهديد سفن الملاحة الدولية في عرض البحر.
aXA6IDMuMTQ5LjI1NC4yNSA=
جزيرة ام اند امز