ثعابين حنبعل وقنابل العقارب.. أشهر أسلحة الحرب البيولوجية بالتاريخ
استخدمت الأسلحة البيولوجية على مدار التاريخ، وعلى الرغم من بدائية الأساليب الأولى، فإنها لم تكن أقل فتكًا بأي حال من الأحوال.
فمن استخدام قنابل الثعابين إلى قذف جثث ضحايا الطاعون، تطورت التقنيات مع التقدم العلمي وتسببت في دمار هائل للبشرية على مدى قرون.
وإليكم أبرز هذه الوسائل قديما وحديثا:
1. حنبعل والثعابين والعقارب
في حوالي عام 184 قبل الميلاد، استخدم القائد القرطاجي حنبعل الأسلحة البيولوجية خلال قتاله ملك برغامس (يومينيس الثاني)، ليتمكن عبر بذلك، من تحقيق نصر كبير ولكنه مفاجئ على عدوه.
ووفقا لموقع كولكتور الكندي، أدرك حنبعل أنه لم يكن لديه إمدادات كافية من الأسلحة التقليدية، فأمر قواته بجمع الثعابين السامة القاتلة.
ثم أمرهم بوضع الثعابين في أوان فخارية، وإلقائها على سفن العدو، لتتسبب في رعب واضطراب شديد مما دفع أسطول يومينيس إلى التراجع.
واتبع طريقة مماثلة عام 198 ق.م، من خلال استخدام العقارب، إذ صنع قنابل مماثلة ولكنها كانت مليئة بالعقارب. تم إلقاؤها على الجيش الروماني للإمبراطور سيبتيموس سيفيروس ما دفعهم للفرار.
2. بربروسا وإمدادات المياه
إحدى الطرق الشائعة في الحرب البيولوجية، قبل تطور العلوم والتكنولوجيا الحديثة، كانت تلويث إمدادات المياه. ويتم ذلك بطرق مختلفة، الأكثر شيوعًا عن طريق إلقاء المواد أو الجثث في الآبار.
أحد الأمثلة الأكثر شهرة جاء من القرن الثاني عشر عندما استخدم الإمبراطور الروماني المقدس فريدريك بربروسا هذه الطريقة، في تورتونا، إيطاليا، خلال حملته الإيطالية الأولى، والذي ألقى الجثث المتحللة في آبار عدوه.
واختلطت البكتيريا والجراثيم الضارة من الجثث المتحللة بالمياه، مما يعني أنه عندما يشرب أعداء بربروسا من البئر، يصابون بمرض شديد ويموتون.
3. المغول والطاعون
أثار اسم الطاعون، على مر التاريخ، الرعب والفزع المطلقين. وهناك العديد من الأمثلة على استخدام هذا المرض القاتل في أوقات الحرب، وأحد أبرزها يأتي من التاريخ المغولي.
في أربعينيات القرن الثالث عشر، أمضت مدينة كافا، في ما يعرف الآن بشبه جزيرة القرم، 3 سنوات في حصار فرضه المغول وخان القبيلة الذهبية، جاني بيغ.
ونتيجة لانتشار الطاعون في المدينة المحاصرة، قرر سكان مدينة كافا الاستفادة من المرض القاتل.
وباستخدام المنجنيق، بدأوا في إلقاء جثث الذين ماتوا من الطاعون على أعدائهم. وفي نهاية المطاف، تأثرت قوات بيغ بشكل كبير، حيث أصيب الكثيرون بالطاعون وماتوا، مما أدى إلى إضعاف قواته إلى حد كبير.
4. البريطانيون والجدري
كان الاستخدام الشهير للحرب البيولوجية هو النشر المتعمد لمرض الجدري بين الأمريكيين الأصليين من قبل المستعمرين البريطانيين خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ويقال أنه تم تقديم بطانيات ملوثة بالمرض إلى القبائل الأصلية على أمل أن ينتشر المرض ويتسبب في عدد كبير من الوفيات.
وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن المرض انتقل إلى الأمريكيين الأصليين بشكل طبيعي، فإن هناك أدلة دامغة تشير إلى خلاف ذلك.
5. نابليون والملاريا
في صيف عام 1809، خلال الحروب النابليونية، احتلت القوات البريطانية جزيرة فالشيرين، وهي جزيرة تقع قبالة مصب نهر شيلدت. ما دفع نابليون وقادة جيشه لإغراق الجزيرة عن عمد لتشجيع الإصابة بالملاريا وجعل الظروف أسوأ للقوات البريطانية.
وكانت آثار المرض مدمرة. وفي الأيام الأولى من شهر أغسطس/آب، أصيب بالمرض 700 رجل فقط، ولكن بحلول أوائل سبتمبر/أيلول، أصيب أكثر من 8000 بالمرض. وفي نهاية المطاف، أصبحت آثار المرض معوقة للغاية لدرجة أن البريطانيين اضطروا إلى التخلي عن حملتهم.
6. الحرب العالمية الأولى والغاز
جرى استخدام واختبار العديد من الغازات خلال الحرب العالمية الأولى، وكان للعديد منها القدرة على إحداث آثار مدمرة. ومن أشهرها غاز الخردل، الذي أُطلق عليه هذا الاسم لأن رائحته تشبه رائحة الخردل أو الثوم.
استخدم غاز الخردل لأول مرة في إيبرس، بلجيكا، في يوليو/تموز 1917. وقيل إن الجنود رأوا "سحابة متلألئة حول أقدامهم". ويقال أن استخدام غاز الخردل في إيبرس وحدها تسبب في وفاة 10000 شخص.
ويتسبب الغاز في احمرار الجلد وتقرحه. وعند استنشاقه، تتكون بثور على بطانة الرئتين وتؤدي للوفاة. وإذا تعرض الأفراد لكمية كبيرة من الغاز، فإن ذلك يؤدي إلى مهاجمة قرنيات العين، مما قد يؤدي إلى العمى.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg جزيرة ام اند امز