"بيب ماسنجر".. أحدث محاولات أردوغان لمراقبة شعبه

لا يتوقف الرئيس التركي رجب أردوغان عن محاولات فرض القبضة الأمنية على البلاد، ورقابة شعبه، خاصة المعارضين، وتطبيق بيب وسيلة جديدة.

وفي مجتمع غارق لرأسه في البروباجندا والتباهي بالمشاريع المحلية، وتجذب القصص عن الإمبراطورية السابقة ملايين الأشخاص في الداخل والخارج، كان من السهل على خدمة مراسلة إلكترونية جديدة تسمى "بيب ماسنجر" تحقيق نجاحا دون النظر إلى عيوبها القاتلة.

وبداية من يناير/كانون الثاني الجاري، تحتفل خدمة المراسلة التركية بنجاح في الداخل والخارج، مدفوعا بملايين المستخدمين من محبي النظام التركي، وهؤلاء الذين قرروا هجرة "واتس آب" بسبب شروط الاستخدام الجديدة المثيرة للجدل، والهرولة إلى منتج أسوأ من حيث خصوصية البيانات.

وخلال الفترة الماضية، جرى تحميل خدمة المراسلة "بيب" المملوكة للشركة الحكومية التركية، Turkcell، أكثر من 10 ملايين مرة، وتنشر وسائل الإعلام الحكومية التركية عناوين براقة عن النجاح الساحق للخدمة الجديدة، وفق مجلة دير شبيجل الألمانية.

وتتحدث وسائل الإعلام التركية عن نجاح هائل للخدمة في داخل تركيا، وفي إندونيسيا وبنجلاديش وباكستان وغيرها من الدول.

واستفاد التطبيق التركي المثير للجدل من تحرك مفاجئ لـ"واتس آب" في قت سابق هذا الشهر، لتغيير شروط الاستخدام وتبادل البيانات مع الشركة الأم "فيسبوك".

ورغم نفي "فيسبوك" و"واتس آب"، أي تأثير سلبي على بيانات المستخدمين، إلا أن الخطوة أحدثت عاصفة شديدة دوليا، وخاصة في تركيا، إذ أعلن أردوغان نفسه هجرته لـ"واتس آب"، ونصح باستخدام التطبيقات الأخرى مثل "بيب".

وفي 6 يناير/كانون الثاني، بدأت عملية التحول إلى "بيب"، حيث اكتسب مليون مستخدم بين عشية وضحاها، وفق دير شبيجل.

ويحاول النظام التركي دفع الناس دفعا إلى استخدام التطبيق المحلي، حيث قال على طه كوج، المسؤول عن التحول الرقمي في نظام أردوغان، إن "التطبيقات المحلية تتمتع بمزايا أمنية"، على حد قوله.

وأوضح "علينا حماية بياناتنا بالبرمجيات المحلية والوطنية، وتطوير هذه البرمجيات وفقا لاحتياجاتنا.. دعونا لا ننسى أن بيانات تركيا ستبقى في تركيا بفضل الحلول المحلية والوطنية".

وفي بلد تصادر فيه السلطة الحريات السياسية والعامة، وتأمم وسائل الإعلام، وتضع الأصوات المنتقدة في السجن، يثير هذا الإلحاح في استخدام تطبيق "بيب"، كثير من المخاوف، وفق المجلة الألمانية.

ويخشى منتقدو الحكومة من أن تطبيق "بيب" التركي يمكن أن يسهل عملية مراقبة المواطنين والمعارضين، ومصادرة البيانات واختراق المراسلات.

ونقلت دير شبيجل عن خبير الإنترنت التركي، يامان أكدنيز قوله "لا يتمتع التطبيق التركي بأي مزايا مقارنة بالتطبيقات الأجنبية"، مضيفا "فكرة أن التطبيقات المحلية أكثر أمانا، أسطورة غير حقيقية".

ومضى قائلا: "يمكن للحكومة الحصول على بيانات تطبيق بيب بسهولة من الشركة الحكومية المالكة له".

الخبير التركي قال أيضا "من الواضح أن السلطات التركية تريد أن تكون قادرة على الوصول إلى بيانات مستخدمي خدمات المراسلة بسهولة"، مضيفا "كلما زاد عدد المستخدمين لتطبيق بيب، كلما كان ذلك أفضل للحكومة"، ما يبرر الدعاية المبالغ فيها له.