دراستان تحسمان دور مخدر الولادة "الإبيديورال" في إصابة الأطفال بالتوحد
حسمت دراستان منفصلتان تأثير استخدام مخدر الإبيديورال لتخدير الحوامل أثناء الولادة على زيادة خطر إصابة الأطفال بالتوحد.
ووجدت دراستان منفصلتان أن استخدام التخدير فوق الجافية للتحكم في الألم أثناء الولادة بمخدر "الإبيدورال" لا يزيد من خطر إصابة الأطفال حديثي الولادة باضطراب طيف التوحد في وقت لاحق، وذلك وفقاً لموقع "يو بي آي" الأمريكي.
وأضاف الموقع، في تقرير، أن بيانات الدراسة الأولى، التي تتبعت ما يقرب من 390 ألف طفل ولدوا في المستشفيات الكندية بين عامي 2000 و2014، وجدت أنه تم تشخيص 1.5% فقط من الأطفال الذين استخدمت أمهاتهن الإبيدورال أثناء الولادة باضطراب طيف التوحد، وبالمقارنة، فإن حوالي 1.3% من الأطفال المولودين عن طريق الولادات التي لم يُستخدم فيها المخدر قد أصيبوا بهذا الاضطراب.
ونقل الموقع عن مؤلفة الدراسة، الدكتورة جيليان هانلي، قولها: "تقدم دراستنا اكتشافاً مطمئناً يشير إلى عدم وجود ارتباط بين استخدام التخدير فوق الجافية أثناء المخاض والولادة واضطراب طيف التوحد".
وأضافت هانلي، وهي أستاذ مساعد في قسم أمراض النساء والتوليد بجامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر، كندا: "نعتقد أن دراستنا تقدم المزيد من الأدلة على أن الإبيديورال لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد".
وفي الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، تابعت هانلي وزملاؤها 388254 طفلًا ولدوا في مستشفيات كولومبيا البريطانية لمدة 9 سنوات تقريباً، ومن بين هؤلاء الأطفال، تم تشخيص 5192 أو 1.3٪ منهم باضطراب طيف التوحد، ومن بين 111480 ولادة تم فيها استخدام الإبيدورال، أصيب 1710 أو 1.5% من الأطفال فيما بعد بهذا الاضطراب، أما في 276774 ولادة لم يُستخدم فيها المخدر، فتم تشخيص 3482 أو 1.3% من الأطفال بالاضطراب.
وتوصلت دراسة أخرى قامت بتحليل بيانات ما يقرب من 480 ألف طفل ولدوا في الدنمارك بين عامي 2006 و2013، لنتائج مماثلة، حيث تعرض 1409 من 92.900، أو 1.5%، من الأطفال الذين استخدمت أمهاتهن للإبيدورال أثناء الولادة إلى اضطراب طيف التوحد، وذلك مقارنة بـ 5019 من 386278، أو 1.3% من أولئك الذين لم يستخدمونه.
ونقل الموقع عن مؤلف الدراسة الدنماركية، الدكتور أندرس بريتزمان ميكلسن، قوله: "رأيي كطبيب أن التخدير فوق الجافية لا يسبب التوحد عند الأطفال".
وأضاف ميكلسن، وهو أستاذ أمراض النساء والتوليد في مستشفى جامعة كوبنهاجن: "لا يوجد ما يشير إلى أن النساء اللواتي لديهن عوامل خطر الإصابة بالتوحد، مثل التاريخ العائلي، يجب أن يشعرن بالقلق من أن التخدير فوق الجافية سيزيد من خطر إصابة أطفالهن بالتوحد".