كيف تولد النجوم في الفضاء؟ «هابل» يقدم الإجابة بصورة مذهلة
تخيّل غابة كثيفة مليئة بالمواد الخام اللازمة لنمو النبات، وبمرور الوقت تبدأ البذور داخل هذه الغابة في النمو وتترسخ وتنمو لتصبح شتلات صغيرة.
تمثل هذه الشتلات في الغابة الكونية، النجوم الصغيرة جداً، أو النجوم الأولية، التي تتشكل داخل السدم الفضائية.
والسدم هي مناطق غنية بالمواد الخام اللازمة لتكوين نجوم جديدة، ونجح تلسكوب "هابل" الفضائي في التقاط صورة بديعة لعملية تكوّن نجوم جديدة في أحد السدم الفضائية، والمعروفة باسم "RCW 7".
وكما تغير الأشجار الصغيرة في الغابات الأرضية محيطها عن طريق استهلاك العناصر الغذائية وأشعة الشمس، تبعث النجوم الأولية في الغابة الكونية إشعاعاً قوياً ورياحاً نجمية قوية، مما يحول السديم إلى منطقة متوهجة ونشطة تُعرف باسم منطقة "H II".
وفي هذه الغابة الكونية، تشبه مناطق "H II" المساحات المضاءة بنور الشمس، حيث نمت الأشجار قوية وطويلة، ينبعث منها ضوء وطاقة تؤثر على بيئتها.
وتثير الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن النجوم الأولية الضخمة الهيدروجين الموجود في السديم، مما يؤدي إلى انبعاث وهج وردي ناعم.
ويشير هذا التوهج، الذي تم التقاطه بشكل جميل بواسطة "هابل"، إلى وجود أيونات الهيدروجين في السديم، تماماً كما يضيء ضوء الشمس المساحة الخالية في تشبيهنا بالغابات.
ويقول بيان لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، إنه تم التقاط صورة "هابل" باستخدام الكاميرا واسعة المجال 3 في ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة، مما سمح لعلماء الفلك بالنظر عبر الغاز الكثيف والغبار، تماماً مثل استخدام عدسات خاصة للرؤية من خلال مظلة غابة كثيفة.
ومكنت هذه التقنية من دراسة ثنائي نجمي أولي ضخم بشكل خاص يسمى "IRAS 07299-1651" موجود في السحب الملتفة في الجزء العلوي من الصورة.
ويوضح البيان أن هذه الصورة المذهلة لا تسلط الضوء على جمال الكون فحسب، بل توفر أيضًا رؤى قيمة حول دورة حياة النجوم والعمليات الديناميكية التي تشكل مجرتنا.